ظهرت على السطح مجدداً فكرة التعاقد مع شركة الملابس الراعية لقمصان المنتخبات الوطنية لكرة القدم بالرغم من سحب الشركة للعرض الخاص بها عقب رحيل مجلس إدارة الجبلاية السابق برئاسة سمير زاهر بعد تسببه فى أحداث مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من 73 شهيداً. يحاول سمير زاهر المقال من الجبلاية الضغط من أجل إتمام عقد رعاية شركة «أديداس» وهو خارج الاتحاد بأى طريقة بعد أن جاء العرض فى إبريل من العام الماضى عن طريق هانى أبو ريدة وسمير زاهر وتم التمهيد لرحيل الشركة الراعية لقميص المنتخب فى هذا الوقت وهى شركة «بوما» بعد أن اتفقت مع «أديداس» على تبادل الأدوار بينهما، حيث تذهب بوما إلى جنوب أفريقيا وتأتى «أديداس» إلى مصر بعد الخسائر التى تعرضا لها فى البلدين.
[سمير زاهر]
وقام مجلس إدارة اتحاد الكرة بالإعلان مرتين فى الصحف المصرية عن مزايدة الرعاية إلا أن الشركة الوحيدة التى تقدمت هى «أديداس» وهو ما دفع مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق إلى التلويح بإسناد أمر المزايدة لهذه الشركة بالأمر المباشر، وسافر عدد من مجلس الإدارة السابق إلى شرم الشيخ وعلى رأسهم مجدى عبد الغنى من أجل التفاوض هناك وكان ذلك قبل وقوع مذبحة بورسعيد بعدة أيام للتفاوض وإنهاء جميع أمور التعاقد ومن أهمها أن مدة العقد سبع سنوات.
وعقب أحداث بورسعيد قامت الشركة بسحب العرض المقدم منها بعد تأكد رحيل زاهر وخروجه بعيدا عن الجبلاية، ولكن سرعان ما عادت الشركة من جديد للظهور من خلال اتصالات أجريت ببعض المسئولين داخل لجنة التسويق بالاتحاد المصرى لكرة القدم من أجل التأكيد على جدية العرض.
ضغط اتحاد الكرة الحالى على المجلس القومى للرياضة من أجل إتمام العقد بأى طريقة لاسيما أن شركة «أديداس» قامت بمنح 40 حقيبة ممتلئة بالملابس الرياضية لإظهار حسن النوايا قبل توقيع العقد، وقام المنتخب الأول والأوليمبى باستخدام الحقائب نظرا لأن المنتخب لم يحصل على ملابس منذ رحيل شركة «بوما» دون أن تدفع بقية المستحقات التى فى عهدتها، وقد فجرت «صباح الخير» هذه القضية من قبل بسبب تخاذل مجلس زاهر عن اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن هذا الأمر.
ورفض المجلس القومى للرياضة السماح لاتحاد الكرة بالتعاقد مع الشركة نظرا لأن مدة التعاقد طويلة للغاية ومن الممكن أن يتورط أكثر من مجلس إدارة منتخب لاتحاد الكرة فى هذا العقد فطالب بأن يكون للجمعية العمومية لاتحاد الكرة دور فى الموافقة على هذا العقد وهو ما أغضب مسئولى الجبلاية.
ولم تكن مدة العقد هى العائق الوحيد أمام المجلس القومى للرياضة كى يوافق على عقد شركة «أديداس» بل كان هناك سبب قوى بعد الرسالة التى بعث بها الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم يطلب فيها من المسئولين عن الكرة فى مصر عدم الموافقة على التعاقد مع الشركة بعد أن قامت بالتكفل برعاية مهرجان يهدف لتهويد مدينة القدس وهو ما أثار غضبا واسعا نحو الشركة فى جميع الأقطار العربية.
وأمام الخوف من الانتقادات اللاذعة التى من الممكن أن يتعرض لها المجلس القومى للرياضة نتيجة صمته على عملية التطبيع مع إسرائيل إذا ما وافق على عرض «أديداس» رفض الدكتور عماد البنانى رئيس المجلس القومى الفكرة من الأساس وطالب بأن تكون هناك إجراءات قانونية صارمة تتوافق مع اللوائح والقوانين وهو ما عطل إتمام التعاقد مع الشركة.
وبالرغم من استخدام المنتخب للهدايا المقدمة من أديداس إلا أن فكرة بقاء الشركة راعية لقميص المنتخب قد تذهب أدراج الرياح لاسيما أن العقد الذى قدمته الشركة لاتحاد الكرة يعد من قبيل عقود «الهبة» والذى لا يرتب أى التزامات حقيقية على الشركة إذا ما خالفت اللوائح فلا يرتب العقد أى التزام نحو الشركة بتقديم خطاب ضمان يحفظ حقوق اتحاد الكرة أو يحدد كراسة شروط تحتوى على المواصفات الواجب توافرها فى الملابس والمعدات الرياضية المقدمة من الشركة.
وعانى اتحاد الكرة من طبيعة هذه العقود من خلال الشركة السابقة التى كانت ترعى قمصان المنتخبات الوطنية والتى رحلت دون أن تسدد ما عليها من مستحقات أو تورد حصتها من الملابس لو لم يقم اتحاد الكرة بإجراءات الملاحقة القضائية لهذه الشركة، والتى يبدو أن هذه الأخيرة قد قامت بتأمين نفسها ضد أى إجراءات قضائية تقوم بها الجبلاية. [عماد البنائي]
[أنور صالح]
ويسعى «أنور صالح» القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة للضغط على المجلس القومى من أجل إتمام العقد لاسيما أن قيمة العقد تبلغ 17 مليون يورو، كذلك فإن المنتخبين الأول والأوليمبى يحتاجان للملابس فى المسابقتين المهمتين اللتين سيشاركان فيهما فى الصيف حيث ينتظر المنتخب الأول المشاركة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2013 بجنوب أفريقيا وسيطير المنتخب الأوليمبى إلى لندن للمشاركة فى دورة الألعاب الأوليمبية أواخر يوليو ويأتى ذلك فى ظل وجود معارضة شديدة من الكثير من أعضاء الجمعية العمومية للجبلاية فى مقدمتهم «فايز عريبى» رئيس نادى طنطا والحسن عبد الفتاح رئيس نادى بيلا حول خطورة الموافقة على هذا العقد من جانب المجلس القومى، وأنهم سيحشدون الكثير من الأصوات لرفض هذا العقد فى أقرب جمعية عمومية يتم الاتفاق على موعدها، خاصة أن رائحة سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق بدأت تظهر فى هذه الصفقة بعد أن سعى لإتمامها فى العام الماضى وإلى ما قبل رحيله بعدة أيام.