الحكم فى احداث مذبحة بور سعيد سيحدد مصير الدورى جاء اعلان الجهات المسئولة في الدولة ممثلة في وزارة الداخلية ووزارة الرياضة واتحاد الكرة عن عودة الدوري العام في الثاني من فبراير المقبل ليبعث الروح من جديد في جسد الرياضة المصرية الذي كان يصارع سكرات الموت منذ وقوع احداث مذبحة بورسعيد قبل عام من تحديد موعد انطلاق المسابقة مرة اخري. ورغم حالة التفاؤل التي يعيشها الوسط الرياضي بعد خروج قرار من وزارة الداخلية تؤكد قدرتها علي تأمين مباريات الدوري التي ستقام بدون جمهور علي ملاعب القوات المسلحة الا ان هناك 7 أيام فاصلة وحاسمة في مسألة تحديد مصير مسابقة الدوري الجديد وتعد الاخطر في تاريخ الرياضة المصرية. 168ساعة «بالتمام والكمال» ستكون التحدي الاكبر لجميع المسئولين عن الرياضة المصرية وبالطبع كل من له صلة بالساحرة المستديرة التي تعد المصدر الرئيسي في كل الاندية للصرف علي بقية اللعبات والانشطة المختلفة ومع تجميد الدوري في الاول من فبراير الماضي قاربت الاندية علي اعلان افلاسها ولم يعد الامل الا في عودة المسابقة للحياة من جديد. بداية الخطر تبدأ الايام ال7 التي ستحدد مصير المسابقة في السادس والعشرين من الشهر الجاري وتحديدا عقب نطق محكمة جنايات بورسعيد بالحكم علي المتهمين بارتكاب هذه المجزرة البشعة التي راح ضحيتها اكثر من 70 مشجعا من جماهير الاهلي عقب مباراة الفريق الاحمر مع المصري باستاد بورسعيد والتي انتهت وقتها بفوز المصري بثلاثة اهداف مقابل هدف. ورغم قضاء هيئة المحكمة الموقرة شهورا عديدة في تفنيد الادلة والقرائن التي قدمتها النيابة في تلك الحادثة البشعة واستماعها لشهادة العشرات من شهود العيان وكذلك دفاع عن المتهمين والشهداء الا ان البعض يحاول الضغط للحصول علي حكم في مصلحة كل طرف بعينه .. وهو الامر الذي سيكون تحديا لاجهزة الدولة المختلفة خاصة مع وجود تسريبات من الالتراس الاهلاوي بعدم السماح بعودة الدوري في حالة عدم حصول من ارتكبوا مذبحة بورسعيد سواء ممن داخل السجن او لو كان هناك جناة خارجه علي القصاص العادل لمقتل زملائهم بمدرجات ستاد بورسعيد. تحدي الالتراس في المقابل يطلب اهالي المتهمين بارتكاب مذبحة ستاد بورسعيد نقل المحاكمة النهائية للمدينة الحرة مع وجود تلميحات باحداث فوضي في حالة عدم تنفيذ مطالبهم وكانت البداية بحادثة التراشق بالحجارة بين طلاب جامعة بورسعيد في المدينة الجامعية من المنتمين الالتراس اهلاوي اوبالتراس ايجيلز االبورسعيدي والي وصل عدد المصابين فيها لما يفوق الستين طالبا. وبالطبع ستكون الايام السبعة التي ستلي النطق بالحكم وحتي موعد تأبين والاحتفاء بالشهداء في الاول من فبراير المقبل هي الاخطر والاصعب علي الرياضة المصرية خاصة ان الرهان الحقيقي سيكون علي اهالي الشهداء والمتهمين في قبول حكم المحكمة اي كان لان الدولة التزمت بعدم عودة المسابقة الا بعد القصاص من الجناة ومن الوارد ان يكون هناك ابرياء داخل القفص وليس من المنطقي ان نطالب بالقصاص من شخص قد تثبت براءته ونترك الجاني يعيث في الارض فسادا . وهناك اصرار كبير من اجهزة الدولة المختلفة علي عودة الدوري لانقاذ ملايين المواطنين ممن لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة بكرة القدم من التشرد بعدما فقدوا »لقمة عيشهم« علي مدار الشهور العشرة الماضية وامتهنوا اعمالا لا تتناسب مع امكانيتهم للصرف علي ابنائهم وتوفير طعامهم بجانب ان سمعة الرياضة المصرية اصبحت علي المحك لان اقامة الدوري دليل علي الاستقرار وعودة الامن لبدتنا وبالتالي اعلان غير مدفوع الاجر لجذب الاستثمارات والسياحة لام الدنيا. ورغم خطورة »الايام السبعة « علي مستقبل الرياضة والكرة المصرية الا ان الثقة في الشعب المصري خاصة من الالتراس الاهلاوي واهالي الشهداء واهالي بورسعيد كبيرة في تجاوز هذه المحنة التي ابكت وادمت ليس فقط قلوب المصريين بل العالم كله والعودة للحياة الطبيعية والامتثال لقضاء الله الذي لا راد لقضائه يعد الرهان والتحدي الاكبر للجميع . مخاوف الالغاء ويخشي لاعبو كرة القدم ومسئولو الاندية من شبح الغاء او تأجيل المسابقة عن الثاني من فبراير في حالة حدوث - لاقدر الله - اي مشاكل في فترة الايام السبعة وهو ما سيكون بمثابة دق المسمار الاخير في نعش الدوري واعلان خراب بيوت اللاعبين والاندية وقيادة الرياضة المصرية ومنتخباتها التي تصارع لرفع علم مصر في المحافل الدولية الي حافة الهاوية. اللاعبون يرون ان اي قرار قد يصدر بعدم عودة الدورة في الثاني من فبراير سيجعل ذنبهم في رقبة المسئولين عن اصدار قرار تحديد الموعد السابق للمسابقة لانهم بهذا القرار جعلوا الاندية تتمسك بلاعبيها الذين تلقوا عروضا للرحيل والاحتراف في الخليج او اوربا خلال فترة الانتقالات الشتوية والتي ستنتهي في يناير الجاري .. وهو ما يعني ان الغاء الدوري سيجعلهم لا يمارسون كرة القدم لمدة 6شهور اخري ويحمل الاندية- المفلسة- مستحقاتهم المالية بجانب توريطها في التعاقد مع لاعبين جدد في يناير علي امل عودة الدوري وهو الملاذ الاول والاخير لاعادة ضخ موارد مالية لخزائنها الخاوية والتي لا تستطيع سداد مرتبات العاملين الغلابة بها. وتبقي الايام السبعة في الفترة من 62يناير الجاري وحتي الاول من فبراير المقبل هي الفيصيل في كتابة السيناريو الاخير لعودة الدوري من عدمه وان كانت كل المؤشرات تؤكد انهس راجع ..راجعس علي حد تعبير العامري فاروق وزير الرايضة والذي يؤكد في كل مكان ان اجهزة الدولة عازمة ومصرة علي اعادة المسابقة الاشهر في مصر للحياة مرة اخري.