أخيراً يبدو أن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، ستلعب دورها الأساسي والرئيسي الذي صنعت من أجله منذ عرف التاريخ.. وستقرب الأخوة، بعد أن عمل عاملون فيها كثيراً علي تفرقتهم، وبث الخلاف بينهم. لعبت مباراة ذهاب الأهلي والترجي في نهائي دوري رابطة الأبطال الافريقية دوراً رائعاً لتقريب أواصر المحبة بين مصر وتونس ممثلة في الأهلي والترجي وجماهيرهما، بل وجماهير الكرة في البلدين علي اختلاف ألوانهم، ومن خلال عدسة »أخبار الرياضة« رصدت هذه الحالة.. أحلي وأجمل صورة لشابين لم نعرف هل هما مصريان أم تونسيان أم مصري وتونسي علقا علم البلدين في أعناقهما وهما في طريقهما لحضور اللقاء في برج العرب مما أعطي أجمل تعليق عليها بأنها مباراة بلدان الربيع العربي. بينما أبدت الجماهير »الترجاوية« موقفاً رائعاً في مؤازرة وتأييد وتكريم شهداء الأهلي بلافتة رائعة فردوها في الإسكندرية ونشروها عبر مواقعهم الالكترونية كانت أبلغ رسالة عن حالة الود الجديدة علي المواجهات المصرية التونسية كتبوا عليها »آنصار الأهلي الشهداء.. في قلوب الترجيين أحياء.. لأرواحهم كلنا أوفياء« هذه الكلمات كانت برداً وسلاماً علي قلوب جماهير الأحمر التي أشادت في الوقت ذاته بتصريحات نبيل معلول المدير الفني للترجي التونسي في تصريحات عقلانية ودية رائعة عندما نهج أسلوباً تكتيكياً نفسياً مخالفاً تماماً للأسلوب الهجومي الذي نقل عنه خلال تواجده في تونس قبل الحضور لمصر، حيث شن معلول هجوماً علي الإعلام في البلدين مؤكداً أن السبب في الاشتباك الذي حدث قبل المباراة من تصريحات نسبت له وللبدري، وقال بشكل ساخر أنا أعلم إن البدري لا يعمل في مجال الكهرباء حتي يضع خطة »الصعق الكهربائي« التي نقلت علي لسانه عنوة وكذباً، كما نفي عن نفسه تصغيره من شأن الأهلي مؤكداً أنه ليس بمجنون حتي يقول مثل هذه المهاترات. وكانت واحدة من أجمل اللقطات عندما ذهب معلول قبل المباراة للمدرجات التي تحمل لوحات الشهداء وقرأ الفاتحة ثم ذهب إلي البدري وتبادل معه الأحضان الأخوية، وحرص لاعبي الترجي علي تحية الشهداء والجماهير قبل المباراة، وهو ما تكرر بين عدد من لاعبي الفريقين سواء في الملعب أو في فندق إقامتهم الذي نزل فيه الفريقين علي خلاف العادة، ولم يخش أي طرف من تجسس الآخر، بل ان لاعبي الفريقين كانا يتبادلان الحديث في الرواح والمجيئ، وهو ما نتمني أن يحدث في مباراة رادس.. كما كانت اللافتة الأروع التي استقبل بها المصريون الترجاوية في مطار برج العرب »أهلاً للأشقاء.. ومبروك للفائز«.