كانت كل الاستعدادات مكتملة لاستقبال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في القاهرة، خاصة أن الإعلانات ملأت شوارع العاصمة المصرية من أجل الترويج بين الجماهير علي زيارة هداف برشلونة الإسباني لأسباب إنسانية جدا، بعدما وافق علي الاشتراك في حملة علاجية للمساهمة في القضاء علي مرض »فيروس سي» بالتعاون مع شركة »برايم فارما» تحت شعار »Tour n»ure» للتشجيع علي السياحة العلاجية في مصر. لكن يبدوا أن ميسي صاحب حظ سييء مع مصر، لأنها المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل الزيارة قبل موعدها بساعات قليلة لأسباب طارئة. كانت الأولي بعد العملية الإرهابية التي وقعت في الكنيسة البطرسية في منطقة العباسية بالقاهرة، واضطر الشركة الراعية للزيارة إلي التأجيل لأسباب أمنية ومراعاة للفترة الصعبة التي يمر بها الشعب المصري المصدوم من الحادث الإرهابي المفاجئ، لذا تم تأجيل قدوم ميسي إلي فبراير 2017. التأجيل الثاني ومع تبقي ساعات علي موعد الزيارة الثانية، تلقي برشلونة هزيمة تاريخية في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بنتيجة (4-0) في ذهاب ثمن النهائي، وهذا وضع ميسي في موقف محرج جدا، خاصة أنه سيكون من الصعب ترك فريقهم بعدها بساعات للقيام برحلة خارج إسبانيا للقيام بأعمال تتعلق بأنشطة خاصة به حتي لو كانت لصالح الخير، لذا كان التأجيل للمرة الثانية بواسطته. وسبق أن تعرض ميسي لهجوم غير مبرر عندما ظهر في أحد البرامج المصرية، وتبرع بالحذاء الخاص به من أجل بيعه لصالح الفقراء في مزاد خيري، وهذا تم اعتباره من بعض الأشخاص بأن النجم الأرجنتيني أهان مصر وشعبها بهذا التبرع، رغم أن الحذاء بين لاعبي كرة القدم، يعتبر أغلي ما يمكن التبرع به في الأعمال الخيرية. أزمة رونالدو تصرف ميسي واعتذاره عن تأجيل الزيارة إلي القاهرة، جعل النجم الأرجنتيني يهرب من الوقوع في أزمة جماهيرية وإعلامية سبق أن سقط فيها منافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو، هداف ريال مدريد الإسباني. فالنجم البرتغالي في فبراير عام 2015 تلقي مع ريال مدريد هزيمة ثقيلة أمام الجار اللدود أتلتيكو مدريد بنتيجة (4-0)، وبعدها بساعات أقام حفل عيد ميلاده »السري» داخل منزله بحضور نجوم الفريق وبعض الفنانين. ورغم أن رونالدو دافع عن نفسه بحجة أن كل الدعوات كانت تم توجيهها قبل المباراة والهزيمة وكان من الصعب إلغاء كل ذلك بعد الخسارة بسبب ضيق الوقت، لكنه تعرض لحملة شرسة إعلاميا وجماهيرية وتوترت علاقته مع الإدارة. بالنسبة لميسي لم تكن زيارته إلي القاهرة إلا للعمل الخيري، لكن كواليس الزيارة تتضمن بعض المظاهر الاحتفالية مثل زيارة الأهرامات والمناطق الأثرية برفقة الأصدقاء وأفراد عائلته، والتواجد في حفل غنائي خيري لجمع التبرعات، هذه الأجواء رغم حسن النية والهدف النبيل منها، كانت سوف توقعه في مشاكل ليس وقتها، خاصة أنه يعاني من أزمة مع الإدارة في برشلونة لأنه لم يجدد التعاقد حتي الآن. تعليق الشركة وتأكيد علي صحة هذه الرواية، قال تامر وجيه رئيس مجلة إدارة شركة »برايم فارما» المسؤولة عن زيارة ميسي: نجم برشلونة طلب بكل لطف أن تتأجل الزيارة عدة أيام لأنه يشعر بالإحباط، ولا يريد أن يأتي إلي مصر وتسيطر علي وجهه علامات الحزن، هو يريد أن يأتي سعيد ومبتسما ويشارك بروح عالية في كل الأنشطة والمناسبات المقررة له أثناء الزيارة في مصر، حتي يساهم بإنجاح المهمة الخيرية. وأضاف وجيه: نحن تفهمنا الموقف لأنه ليس وقتا مناسبا لقدوم ميسي إلي القاهرة، وهذه أمور خارج عن إرادة اللاعب نفسه، لابد من مساندته حتي لا نحرجه في عمله. وتابع وجيه: ميسي يريد القضاء علي فيروس سي في مصر وحول العالم، ويريد زيارة مصر بشدة وهو أكد للعالم في بيان رسمي علي أنها بلد آمنه 100%، وهذا ما يتم استغلاله بالفعل من أجل زيادة الترويج السياحي إلي مصر لجميع دول العالم.