تستحق سنة 2011م أن نطلق عليها لقب"عام الشماريخ والشغب" لما شهدته ملاعب كرة القدم بعد استئناف مباريات ومنافسات بطولة دوري الأضواء من أحداث شغب غير مبرر وظواهر عنف وحرائق وادخنة انطلقت من المدرجات مع إشعال الشماريخ والنيران التي امتدت في الكثير من المباريات بشكل مخيف حتي غطت الملاعب التي توقفت لقاءاتها لعدم رؤية اللاعبين والحكام بعضهم البعض. قبل استئناف الدوري بأيام معدودة كان استاد القاهرة علي موعد مع مشهد مأساوي خطير لم يحدث من قبل عندما اقتحمت الجماهير البيضاء في 2 ابريل الماضي ملعب الاستاد وحطمت كل شئ به وذلك في مباراة الزمالك والأفريقي التونسي في اياب الدور ال 32 لبطولة دوري رابطة الأبطال الأفريقي التي اشتهرت إعلاميا بموقعة «الجبلاية». وفي نفس البطولة بإياب دور ال 16 كادت الجماهير الحمراء تقصي الأهلي مبكرا من المسابقة عندما اشعلت جميع مدرجات الاستاد التي تحولت إلي نيران حمراء يوم 23 ابريل أمام زيسكو الزامبي وغطت الأدخنة الملعب واصاب أحد الشماريخ تيلي موانزا مدافع زيسكو باختناق مما أفقده الوعي وتم علاجه لعدة دقائق واوقف الحكم المباراة وظل يتشاور مع مراقب اللقاء حتي اتخذ قراراً باستكمال المباراة. وفي 13 ابريل تم استئناف مواجهات الدوري وبعد عودة المسابقة للحياة زادت حدة الأحداث واشعال الشماريخ مما هدد الملاعب واللاعبين. ومع توالي أسابيع الدوري شهد عدد من المباريات التي خاضها الاسماعيلي بملعبه وخارج ملعبه اجواء من التوتر بسبب شغب جماهيره واشعالها للشماريخ واعتدائها علي رجال الأمن وكانت أصعب المشاهد أمام المقاولون بملعبه، وفي استاد جهاز الرياضة العسكري بكوبري القبة عندما حطمت كراسي المدرجات وايضا أمام مصر المقاصة بالاسماعيلية في الأسبوع الثامن مما جعل المباراة تتوقف أكثر من مرة. وتواصلت ظاهرة الشماريخ واقتحام الملاعب في مباريات الزمالك عندما اقتحمت اعداد من جماهيره مدرجات مباراة الشرطة بشماريخها وطلقاتها النارية برغم أن اللقاء كان يقوم بدون جمهور تنفيذا لعقوبة سابقة بسبب الشماريخ ايضا. وفي أستاد الجيش بالسويس اشتعلت الشماريخ أمام الإنتاج الحربي يوم 28 اكتوبر الماضي وانطلقت الطلقات النارية المدوية مع كل هدف ابيض وسط سباب وهتافات عدائية ضد اتحاد الكرة ورئيس لجنة المسابقات وايضا الاهلي والاسماعيلي برغم انهما لم يكونا طرفا في المباراة.. وعقب اللقاء تحولت شوارع السويس المجاورة لاستاد الجيش إلي حرب شوارع بين الجماهير بالطوب والحجارة وتسبب ذلك في حدوث إصابات للجماهير والسيارات والمارة وهنا تدخلت عربات القوات المسلحة واللواء عادل رفعت مدير أمن السويس وظل يشرف بنفسه علي تهدئة الموقف لعدة ساعات حتي غادر الالاف من المشجعين واوتوبيس الزمالك والإنتاج الحربي من السويس بأمان. والغريب أن ظاهرة الشغب والشماريخ كانت قد امتدت إلي الإسكندرية الهادئة في مباراة الاتحاد مع وادي دجلة المؤجلة عندما آعترضت الجماهير الخضراء علي النتيجة التي خرج بها اللقاء. ولم تتوقف هذه الظاهرة في العديد من الملاعب والمباريات وكانت المشاهد السابقة أبرز الصور. وهنا يظهر التساؤل التالي.. هل تستمر الظاهرة، او ستتفاقم، أم ستعود الجماهير إلي صوابها رحمة بمصر الحبيبة وجسدها المريض بسبب أبناء الوطن أنفسهم؟!. نتمني أن تكون الجماهير رحيمة بالأم الغالية : مصر فشل ذريع للمنتخب كانت الكرة المصرية في عام 2011 من خلال منتخباتها المختلفة علي أكثر من موعد الاداء والنتائج والأحداث المتباينة والدرامية في معظم فترات العام الذي شهد في اسابيعه الأخيرة نجاح محدود ولكنه خفف كثيرا من احزان المصريين والجماهير الكرويةعندما عادت مصر إلي سماء الاولمبياد مرة أخري بعد غياب استمر 20 عاما منذ آخر تأهل في عام 1992م في اولمبياد برشلونة. سادت الجماهير المصرية حالة من الحزن الشديد بعد أن تلقت صدمة كبيرة من المنتخب الوطني الأول صاحب الرقم القياسي غير المسبوق في احراز كأس الامم الافريقية 7 مرات بطل افريقيا في النسخة الأخيرة بغانا 2010م وهو يفشل ولاول مرة بقيادة معلم الإنجازات حسن شحاتة منذ سنوات طويلة في الوصول الي امم افريقيا التي ستستضيفها غينيا الاستوائية والجابون العام المقبل 2012 بعد خروجه من تصفياتها اثر هزائم ونتائج تعد الاسوأ في تاريخه وأمام منتخبات متواضعة للغاية بخريطة الكرة الافريقية، .. فبعد التعادل مع سيراليون بمصر 1/1 والهزيمة من النيجر صفر/1 في موقعة"المعزة" وذلك في 5 سبتمبر و10 اكتوبر من العام الماضي 2010 الخامسة في إطار مواجهات المجموعة السابعة واصل منتخبنا صدماته للجماهير الوفية وتلقي هزيمة جديدة هذه المرة من جنوب فريقيا بملعبه صفر/1 في 26 مارس الماضي، وتلقي هزيمة اكثر إيلاما بتشكيلة المنتخب الاوليمبي من سيراليون بملعبها 1/2 في 4 سبتمبر قبل أن يفوز علي النيجر بالقاهرة بثلاثية نظيفة يوم 8 اكتوبر الماضي في ختام التصفيات بعد فوات الاوان ليحتل المركز الرابع والاخير بمجموعته برصيد 5 نقاط وليصعد الجابون المتصدر ب 9 نقاط. وفي محطة كروية أخري قدم المنتخب المصري للشباب بقيادة مديره الفني الكفء السابق ضياء السيد عروضا قوية ورائعة للغاية في كأس العالم للشباب الذي نظمته كولومبيا فيما بين شهري يوليو واغسطس الماضيين ولكنه خرج من الدور الثاني للبطولة برغم أنه لم يكن فقط ندا لقوي المنتخبات العالمية مثل البرازيل والارجنتين بل كان الافضل منهما في معظم فترات لعبه معهما ولكن سوء التوفيق وقف ضده بغرابة. لعب منتخب الشباب بالبطولة في المجموعة الخامسة واستهل مشواره امام منتخب السامبا البرازيلي وتعادل معه 1/1 وفرط في تحقيق فوز مستحق كان في متناوله، وفي المواجهة الثانية امام فاز منتخبنا الشباب علي بنما بصعوبة بالغة 1/صفر، ولكن في ختام جولات مجموعته حقق فوزا كبيرا علي النمسا برباعية مع الرأفة مقابل هدف ليصل الي النقطة السابعة ويصبح الوصيف البرازيلي بسبب فارق الاهداف. وكان الموعد في مستهل الدور الثاني مع مواجهة قوية أمام شباب التانجو الارجنتيني وخرج منتخبنا من المونديال الصغير بعد الهزيمة غير المستحقة 1/2 وسط أحزان المراقبين ومسئولي الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنظمي البطولة. مصر تعود للاولمبياد وكأن الحدث الافضل للكرة المصرية وجماهيرها منذ اسابيع قليلة عندما نجح لاعبو المنتخب الاوليمبي بقيادة مديرهم الفني هاني رمزي في العودة مرة أخري وبصعوبة وبعد اداء متذبذب الي سماء الدورات الاوليمبية بعد غياب طويل امتد لما يقرب من ربع قرن.. ففي أول بطولة كروية للمنتخبات دون ال 23عاما يتم تنظيمها للتأهل عن القارة السمراء للاولمبياد الذي سيقام بلندن في صيف العام المقبل 2012م ، ونظمتها المغرب خلال شهري نوفمبر الماضي وديسمبر الجاري بدلا من مصر التي كان قد تم اسناد التنظيم اليها، وقع منتخبنا الاوليمبي في المجموعة الثانية التي تضم معه الجابون وكوت دي فوار وجنوب افريقيا. وفي أول المشوار وبعد اداء ضعيف وغير مقنع فاز المنتخب الاوليمبي علي الجابون بهدف يتيم دون رد، وفي المباراة الثانية تأزم الموقف عندما تلقينا هزيمة من كوت دي فوار صفر/1 ليدخل الخوف من الخروج من التصفيات والبطولة في قلوب المصريين. وفي ختام جولات الدور الأول حقق المنتخب الاوليمبي فوزا غاليا ومستحقا علي منتخب اولاد جنوب افريقيا 2/صفر لنتأهل للدور قبل النهائي للبطولة بعد تصدرنا مجموعتنا برصيد 6 نقاط ثم حصل الجابون صاحب المفاجآت الكبيرة في المركز الثاني لنقابل المغرب صاحبة الأرض والجمهور في لقاء صعب وليقابل السنغال الجابون... وعاد منتخبنا للهزائم امام المغرب بنتيجة 2/3 ليدب الخوف في القلوب مرة أخري وفي المقابل واصل المنتخب الجابوني الحصان الاسود للبطولة مفاجآته الكبيرة بالفوز علي السنغال اسود التيرانجا 2/1 في هذا الدور ثم يحقق المفاجأة الاكبر في المباراة النهائية بالفوز بكأس أول بطولة اثر قهره للمغرب صاحبة الملعب والمساندة الجماهيرية بهدفين ملعوبين. وينجح منتخبنا الاوليمبي في اليوم الختامي للبطولة السبت 10 ديسمبر الجاري في الصعود للاوليمبياد بعد الفوز بالمركز الثالث والميدالية البرونزية إثر تحقيقه لفوز غال وصعب علي السنغال بهدفين نظيفين في مواجهة تحديد المركز الثالث لحفظ الجماهير المصرية تاريخ هذا اللقاء وليتم اسدال الستار علي آخر المشاركات والبطولات التي تنافس فيها المنتخبات الكروية المصرية هذا العام.