عند 11 ميدالية متنوعة بينها ثلاث ذهبيات توقف رصيد البعثة المصرية المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية الخامسة عشرة في ريودي جانيرو مساء امس الأول مع انتهاء منافسات رفع الأثقال التي كانت صاحبة النصيب الأوفر من الميداليات لمصر، وحقق الأوناش الفوز بعشر ميداليات من بين اجمالي الرصيد المصري العام الذي أضافت اليه ألعاب القوي فضية واحدة للعداء مصطفي فتح الله في سباق 100 متر جريا فيما خرج لاعبو تنس الطاولة والسباحة بعيدين عن صراع الميداليات او احتلال مراكز متقدمة.. وفي السادسة من مساء اليوم- الحادية عشرة مساء بتوقيت القاهرة – يخوض منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس مواجهة صعبة بل وشاقة امام البوسنة في الدور قبل النهائي ويعقبه لقاء ايرانوالبرازيل في نفس الدور ويصعد الفائزان للنهائي واللعب علي الميدالية الذهبية بينما يلتقي الخاسران علي الميدالية البرونزية. وصول منتخب مصر لهذا الدور هو إنجاز جيد يحسب للاعبيه وللجهاز الفني بقيادة د. مسعد العيوطي وهي المرة الأولي التي يتأهل فيها فريق الطائرة جلوس للعب علي ميدالية في الدورة البارالمبية بعد ان كان يخرج من الأدوار الأولي لكن المؤكد ان الجهاز الفني واللاعبين وكل المتابعين للبطولة يدركون صعوبة المهمة امام فريق البوسنة الذي يجيد لاعبوه الضربات القوية الساحقة وحائط الدفاع القوي برغم احتلالهم المركز الثاني في المجموعة الثانية خلف ايران احدي القوي الكبري في اللعبة والتي كانت الترشيحات التي سبقت الدورة تضعها هي والبوسنة لتبادل الذهب والفضة، لكنهما لعبتا معا في مجموعة واحدة وتفوقت ايران في مباراتهما معا وتصدرت المجموعة لتواجه البرازيل التي حلت ثانية خلف مصر وجاءت البوسنة ثانية في مجموعتها لتواجه مصر التي حققت صدارة مستحقة وبعلامة كاملة في هذه المجموعة.. حقق منتخب مصر نتائج رائعة في البطولة واستحق تعاطف ومساندة وهتاف الجماهير البرازيلية التي تعشق الكرة الطائرة وتأتي لديها بعد كرة القدم الوجبة وليست اللعبة الشعبية الاولي هنا في بلاد السامبا وبيليه، وتمكن لاعبو مصر من الفوز في هذه المجموعة علي ألمانيا بثلاثة اشواط لشوطين ثم علي البرازيل بثلاثة اشواط لشوط واحد وأخيرا علي امريكا بثلاثة اشواط نظيفة وقوية وكشفت عن تقدم اداء لاعبي مصر وتطورهم وجاهزيتهم فنيا وبدنيا ومعنويا ولا يحتاجون الليلة غير المزيد من التركيز والتوفيق لتحقيق ما يبدو لدي البعض صعبا ومستبعدا وهو اسقاط طائرة البوسنة بطلة العالم والأوليمبياد عدة مرات.. وخلال مشاركاته الأوليمبية كان المركز الثالث في دورة اثينا 2004هو افضل مركز للفريق بينما حل رابعا في سيدني 2000 ورابعا في بكين 2008وأخيرا احتل المركز السادس في دورة لندن 2010. العيوطي ورهانه ورغم ابتعاد رجال الطائرة جلوس عن المنافسة الجادة شأن ابطال بقية فرق الألعاب الأخري اوليمبيا إلا ان مسعد العيوطي المدير الفني للفريق لديه رهان هذه المرة علي نضج لاعبيه خاصة مع توافر عناصر الخبرة والشباب بينهم وعلي روحهم العالية في الأداء حتي ان الفريق وبرغم تمكنه من الفوز بأول مباراتين علي ألمانياوالبرازيل وضمانه الصعود اصر علي الاستمرار في اللعب الجاد وبكامل قوته وحقق فوزا كبيرا وساحقا علي امريكا. وقال العيوطي ان نتائج الفريق في ريو جاءت عوضا عن النتائج السلبية السابقة التي كان الفريق يحتل فيها مراكز متأخرة وأرجع المدير الفني تحسن النتائج والعروض والمستوي إلي الاهتمام الكافي بالفريق وإقامة معسكرات خارجية له ومشاركته في دورات ودية وكانت المؤشرات واضحة من احتلال الفريق قبل بضعة شهور المركز الثالث في بطولة العالم للقارات بالصين 2016 وكان الرابع قبل عامين في بطولة العالم ببولندا. العيوطي وجه التحية للاعبيه علي كفاحهم وروحهم العالية والشكر لمجلس ادارة اللجنة البارالمبية برئاسة د. حياة خطاب وقال ان اللجنة تولي الفريق رعاية كافية وتوفر له كل متطلباته من احتكاك خارجي وسفر ومشاركات ومعسكرات قوية مشيرا إلي ان الدفعة المعنوية التي تحققت للفريق في ريو بفضل الفوز المتتالي وتشجيع الجماهير وامتلاء الصالة تقريبا في كل مباراة له جعلت الفريق ولاعبيه في حالة.. ونتمني ان تستمر هذه الحالة امام البوسنة التي نحترمها كثيرا. مع اسدال الستار علي منافسات رفع الأثقال مساء امس الأول جاء الحصاد المصري هو الأفضل عربيا اذ حققت اوناش الإرادة القوية الفوز بعشر ميداليات وحدها بينها ثلاث ذهبيات فاز بها كل من شريف عثمان في وزن 59 كلجم وراندا تاج الدين في وزن تحت 86 كلجم ومحمد الديب في وزن 97 كلجم. وحقق الرباعون المصريون اربع ميداليات فضية لكل من البطلة فاطمة عمر في وزن 61 كلجم وشعبان الدسوقي في 65 كلجم ومحمد السيد في وزن فوق 86 كلجم واخيرا عمرو فاروق في وزن 107 كلجم.. وجاء البرونز» بناتي » وحققت الرباعات المصريات ثلاث ميداليات لكل من اماني ابراهيم الدسوقي في وزن 73 كلجم وأمل محمود في وزن 67كلجم ورحاب احمد رضوان في وزن 50 كلجم.. اذا كان معظم ابطال رفع الأثقال هم من نتاج عمل طويل سابق ومنذ سنوات بعيدة وشاركوا في دورات اوليمبية لأكثر من اربع مرات لبعضهم فإن نتائج اليوم الأخير للأثقال والتي شهدت تراجع الرباعة نادية فكري واخفاقها في رفعاتها الثلاث فإن منافسات اليوم الأخير كشفت عن بطلين جديدين واعدين في الأثقال المصرية وهما محمد السيد محمد وعمرو فاروق مسعد ونال كل منهما فضية وزنه باستحقاق.. وكان مسك الختام لبطولة رفع الأثقال اذ جاءت المنافسات قوية ومثيرة للغاية اذ ان الوزن كان هو الأكبر 107 كلجم وضم متنافسين اشداء وبينما كان البعض يبدأ محاولته الأولي برفع 175 كلجم فوجيء الجميع بالرباع الإيراني رحماني ساماندو يطلب رفع 270 كلجم وينجح فيها محرزا الذهبية من اول رفعة وتاركا الآخرين يتنافسون علي الفضة والبرونز وظهر التنافس بين البطل المصري عمرو فاروق مسعد والاردني جميل الشبلي بينما ابتعد الاماراتي احمد ابو عوش باخفاقه في محاولاته الثلاث لرفع 200 كلجم ونجح فاروق في رفع 228 كلجم ودخل السباق الفضي لكن الاردني جميل رفع 230 كلجم ليهدد فضية فاروق الذي رد في الرفعة الثانية بطلب رفع 231 ليحفظ فضيته لكنه اخفق فيها وتوتر الموقف واشتد الصراع خاصة مع تقدم جميل الاردني لرفع 234 في رفعته الثالثة وبعدما احتفل الأشقاء الاردنيون في الصالة بالفضية تقدم فاروق لرفعته الثالثة طالبا رفع 235 كلجم وكان تكتيك مدربه ماهر عزت انقاذ الفضية بعد ضمان البرونزية علي الأقل اذ ابتعد بقية المتنافسين الستة الآخرون بأرقام بعيدة ووسط حبس الأنفاس تقدم عمرو فاروق ونجح في رفع 235 كلجم وحسم الفضة واستحق تصفيق وتحية وهتاف الجماهير البرازيلية التي ارتبطت بعلاقة حب مع الرباعين المصريين ودائما ما كنت تسمع في صالة الاثقال هتاف: ايجيبتو ايجيبتو.. اي مصر مصر بالبرتغالية.. اما الإيراني رحماني فقد اظهر في هذه الليلة وتلك الصالة ما يمكن وصفه بأعمال الرجل الخارق فقد ضمن الفوز بالذهبية من اول رفعة لأعلي وزن في الدورة ثم رفع 300 كلجم وبعد انتهاء السباق دخل رحماني وخرج ليطلب رفع 305 كلجم ليحطم رقمه القياسي العالمي والأوليمبي وكانا 275 و295 كلجم فقط ومسجلين ايضا باسمه والغريب انه بعد احتفاله ودخوله لتغيير ملابسه والاستعداد لتتويجه فوجئ الحكام والجمهور واللاعبون بعودته للصالة وطلب رفعة استتثنائية ثانية للابتعاد برقمه بعيدا في ليلة كانت نفسه فيها مفتوحة لالتهام اي ارقام وبالفعل رفع رحماني الإيراني 310 كليوجرامات بكل سهولة ليظهر الرجل الخارق في ريو وسط دهشة الجميع به ليؤكد انه اقوي رجل معاق في العالم وانه لاحدود لإرادة البشر وان طاقة التحدي للمعاق غير طبيعية.