لم تشعر بعثة مصر المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية بريو دي جانيرو بالعيد وفرحته الطبيعية إلا من خلال رسائل يتلقاها ويرسلها أعضاؤها للأهل والأقارب والأصدقاء للتهنئة ثم سرعان ما اتجه اللاعبون كل إلي صالته سواء لأداء المنافسات أو الاستعداد لها من خلال ملاعب التدريب خاصة في ظل برنامج مضغوط ومكثف من المشاركات واكتفي الأمر فيما بين الوفود العربية بتبادل التهاني والتحية وكل سنة وأنتم بخير كلما التقي شباب الوفود العربية بالقرية الأوليمبية أو صالة المطعم أو في باحة القرية الواسعة. وواصلت البعثة المصرية حصد الميداليات وإدخال الفرحة علي الشعب المصري وكأنها تدفع العيدية بالفرحة والابتسامة ورسائل الأمل والقدرة علي التحدي وقهر المستحيل.. وارتفع رصيد مصر من الميداليات إلي سبع ميداليات بعد ان احرزت الرباعة اماني علي الدسوقي برونزية وزن 73كلجم في رفع الأثقال صباح امس.سجلت اماني 127كلجم ونالت الذهبية النيجيرية نوسو نيداد برقم 140 كلجم وتساوت فيه مع الفرنسية سوهاد صاحبة الفضية لكن النيجيرية كانت اخف وزنا في جسمها بفارق اقل من كيلوجرام وهو ما منحها الافضلية الذهبية عندما تساويتا في الرقم. برنامج اليوم يتضمن برنامج اليوم للبعثة المصرية المشاركة في منافسات خمسة ألعاب هي رفع الأثقال حيث يبدأ هاني محسن عبد الهادي في العاشرة صباحا خوض غمار المنافسة في وزن 88 كيلوجراما تليه راندا تاج الدين في وزن 86 ثم محمد الديب في وزن 97 كيلوجراما وفي ألعاب القوي يشارك بطل الرمح محمود زين العابدين في رمي الرمح في السادسة والنصف وحتي السابعة والنصف أي إلي ما بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة وتبدأ منافسات تنس الطاولة للفرق بعد أن جانب التوفيق لاعبي مصر في الفردي وخرجوا تباعا وفي السباحة تشارك آية الله أيمن عباس في تصفيات 400 متر حرة كما تقام مباراة الكرة الطائرة جلوس بين مصر وأمريكا. الطائرة في قبل النهائي رغم المنافسة القوية من البرازيل وامتلاء الصالة عن آخرها بمشجعي السامبا بحماستهم وهتافاتهم لفريقهم إلا أن رجال الكرة الطائرة جلوس المصريين كانوا عند مستوي الحدث والتحدي وقدموا عرضا فوزاً قويا انتزعوا به الفوز في الشوط الفاصل لتتأهل مصر للدور قبل النهائي دون انتظار لنتيجة لقاء اليوم مع أمريكا بعد فوز مصر علي ألمانياوالبرازيل بالمجموعة.. لكن حسابات د.مسعد العيوطي المدير الفني تتجه في مباراة اليوم أمام الأمريكان إلي شكل المواجهة في نصف النهائي وما بعده إذ تضم المجموعة الثانية الفريقين الأقوي عالميا وهما البوسنة وإيران وكلاهما مرشح للذهب والفضة ومن ثم فان وصول العيوطي بلاعبيه للدور نصف النهائي يحتاج لحسبة من يفضل مواجهته أو تجنبه عند اللعب علي ميدالية حتي لو كانت برونزية وربما يريح بعض اللاعبين المجهدين اليوم إن لم يكن يحتاج صدارة المجموعة فقد أدي رجال الطائرة عروضا قوية وتحملوا كثيرا من الضغوط في المباراتين أمام الألمان وأصحاب الأرض وفي المباراة الأخيرة أمس الأول تقدم لاعبو مصر في الشوط الأول 25/18 ولم يكن الفريق البرازيلي بعيدا إذ نجح في التفوق بالشوط الثاني 25/13 ولكن لاعبي مصر لم يفقدوا الأمل وعادوا للمباراة التي ظلت تبادل كل فريق ابتسامتها ليخطف لاعبو مصر الشوط الثالث25/23 بصعوبة شديدة لكنه ريحوا كثيرا في الشوط الرابع ليفوز به أصحاب الأرض والجماهير الراقصة 25/10 ويدخر لاعبو مصر جهدهم لشوط فاصل نجحوا في الفوز به 15/13 بصعوبة بالغة واستحقوا تحية الجماهير المحترمة التي راحت تصفق لهم وتهنئهم علي الفوز بروح رياضية راقية. الملاحظ واللافت أن دورة ريو 2016 ستكون المحطة الأخيرة لكبار الأبطال المصريين الذين يفضلون الاعتزال والاكتفاء بما حققوه وبعد أن دلت كل الشواهد علي صعوبة استمرار متولي مطحنة بطل رفع الاثقال الكبير وأقدم لاعبي مصر وصاحب خمس ميداليات اوليمبية إعجازية علي مدي عشرين عاما كاملة والذي يعاني من إصابة في الكتف ومنافسة قوية عالميا في وزنه أعلن زميله الرباع شعبان إبراهيم الدسوقي أيضا اعتزاله اللعب بعد فوزه بالميدالية الفضية مكتفيا بما أنجزه من حضور قوي في الدورات الأوليمبية وفوزه بأربع ميداليات متنوعة في الدورات الأربع الأخيرة. وبعد تراجعها وفوزها بالميدالية الفضية أمس الأول بكت الرباعة البطلة فاطمة عمر التي واجهت منافسة شرسة للغاية من بطلة نيجيريا التي أزاحت فاطمة من علي عرشها الذهبي الذي ظلت تحتكره علي مدي عشرين عاما وحققت معه 19 ميدالية متنوعة ما بين بطولات العالم والدورات الاوليمبية وظلت الملكة المتوجة لعرشها لكنها في هذه المرة تراجعت للفضة وهو ما لم تقبله صاحبة ال 9 ذهبيات ما بين بطولات العالم والاوليمبياد وقالت : طول عمري لا ألعب إلا من أجل الذهب.. سوف أصلي صلاة الاستخارة قبل أن أقرر الاعتزال.. وأعرف أن القرار صعب علي بعد مشوار طويل مع اللعبة بدأ من بطولة أوروبا عام 97 في سلوفاكيا واستمر بحمد الله بالفوز بأربع ميداليات ذهب في الدورات الاوليمبية التي شاركت فيها ابتداء من سيدني 200 وحتي لندن 2012 ومرورا بأثينا 2004 وبكين 2008 وانتهاء بريو دي جانيرو التي حصلت فيها علي الفضية الوحيدة في حياتي. بكت فاطمة عمر وهي تتحدث عن فرصتها وظروف مباراتها الصعبة مع لاعبة نيجيريا والتي برغم ما كان يمكن ان يحدث فيها لو كانت الإدارة الفنية للمباراة مختلفة كان يمكن ان تثمر عما هو أفضل إلا انها كشفت عن قوة اللاعبة النيجيرية التي قالت فاطمة عمر انا كسبتها مؤخرا في بطولة العالم بماليزيا لكن كما ظهر لنا كانت لوسي ايجيك النيجيرية قوية للمستوي الذي مكنها من النجاح في كل رفعاتها الثلاث مسجلة 136 ثم 139 ثم 142 كيلوجراما ولم تخطيء في مرة واحدة بل وطلبت رفعة استثنائية حطمت به الرقم العالمي والاوليمبي وسجلت 145 كيلوجراما لهذا الوزن بينما اخفقت فاطمة عمر في اول محاولة لرفع 133 ثم نجحت في رفع نفس الرقم وزادته إلي 140 كيلوجراما لتقتنص به الفضية قبل الصينية يانج يان التي حازت البرونزية ب120 كيلوجراما ويتلاحظ ان لوسي النيجيرية اصغر من فاطمة بثلاث سنوات وأقل منها وزنا وهما المعياران اللذان يحتكم اليهما في حال تساوي اثنين في نفس الرفعة بما يعني ان استمرار فاطمة عمر علي عرشها الذهبي يحتاج لجهود مضاعفة ربما لا تكون صاحبة ال43 عاما قادرة عليه الان لتقترب ابرز بطلات مصر في تاريخ الحركة البارالمبية من توديع الملاعب وهي لاتزال تبكي.. مفاجأة فتح الله تقام منافسات ألعاب القوي بأحد الملاعب البعيدة عن مقر القرية الأوليمبية بأكثر من ساعتين وفي ظروف زحام المرور في ريو يكون الوصول إلي هذا الملعب صعبا لهذا استصعب الكثيرون اللحاق بمباراة مصطفي فتح الله وهو يخوض امس الأول منافسات الجري لمسافة 100 متر جريا وبقي الجميع رئيسة وأعضاء اللجنة البارالمبية والوفد الإعلامي في صالة رفع الاثقال لمتابعة مباراة فاطمة عمر التي كانت مرشحة بقوة للذهب واثناء المباراة جاءنا الخبر السعيد أن فتح الله حاز علي الفضية في سباق ال100 متر.. وتبادل الجميع التهاني ربما قلل بطل الجري من صدمة البعثة لضياع عرش فاطمة. مصطفي فتح الله شاب يبلغ من العمر 29 سنة ينجح في تطوير ارقامه ويبذل جهدا كبيرا ويكفي أنه كان الثامن في اوليمبياد لندن 2012 لكنه ومنذ ان بدأ المنافسات في 2011 ببطولة نيوزيلاندا2011 والتي حقق فيها الذهبية وهو يسعي دوما لتطوير أرقامه في فئته الطبية. كما احتفلت البعثة ببرونزية الرباعة أمل محمود في وزن67 كلجم ولم يفلح الاحتجاج المصري الذي تقدم به مدربو رفع الأثقال ضد قرار التحكيم.