الأوناش تكمل «العشرة الطيبة» بفضية في البارالمبية... والسفير المصري يكرم البعثة

الديب خرج من تحت عجلات القطار«مبتور الساقين» ليحسم »صراع الجبابرة«

ما العجز إلا أن تحيا بلا إرادة.. بلا هدف.
هذا ما يمكن ان نلاحظه يتجلي كل لحظة من سباق او مباراة في فعاليات دورة الألعاب البارالمبية الخامسة عشرة في ريو 2016 والتي تختتم يوم 19 الجاري بمشاركة اكثر من 4 آلاف رياضي يمثلون 170 دولة حيث أضاف الرباع محمد السيد الميدالية العاشرة لمصر وتوج بالميدالية الفضية في منافسات رفع الاثقال لوزن 107 كجم وذلك بعد ان نجح في رفع وزن قدره 233 كيلو جراما، فيما حصل اليوناني بفلوز ماملوس علي الميدالية الذهبية عندما رفع ثقل قدره 238 كيلو جراما وحصل علي الايراني علي الميدالية البرونزية بعدما رفع ثقلا قدره 226 كيلو جراما.
ليرفع رصيد مصر إلي عشرة ميداليات متنوعة موزعة بواقع ثلاث ميداليات من الذهب وأربع فضيات و3 برونز لتقفر مصر قفزة عملاقة بجدول ترتيب الميداليات لتدخل ضمن قائمة العشرين دولة الأولي متخطية اسبانيا وجنوب افريقيا وبلجيكا وهو ترتيب يخضع للتحرك والتغير بين كل مسابقة وأخري..
وتفاعلا مع انجاز ابطال مصر حرص السفير المصري في البرازيل علاء رشدي ونائبه محمد المهدي علي حضور مسابقات امس وامس الأول وساندا اللاعبين بالهتاف والتشجيع خلال مباراة الكرة الطائرة جلوس التي فازت فيها مصر علي امريكا بثلاثة اشواط نظيفة وقوية وايضا حضرا مع د. حياة خطاب رئيسة البعثة واللجنة البارالمبية وأعضاء البعثة مباراتي راندا تاج الدين ومحمد الديب في رفع الأثقال وفوز كل منهما بالذهبية وسط هتافات مصرية رائعة تفاعلت معها الجماهير البرازيلية بالمدرجات وظلت تهتف »ايجيبتو.. ايجيبتو..»‬ اي مصر بالبرتغالية..
وتكريما لإنجاز البعثة والترحيب بأعضائها وجه السفير الدعوة للأبطال وأعضاء البعثة لحفل عشاء مساء اليوم في ريودي جانيرو خاصة مع انتهاء منافسات رفع الأثقال التي تستحوذ علي الجانب الأكبر من وقت ومتابعة البعثة..
وأشاد السفير علاء رشدي بالروح العالية التي يظهرها ابطال مصر بإرادة فائقة وهي تدهش كل الحضور خاصة في منافسات رفع الأثقال وتحطيم لاعبي مصر الكثير من الأرقام العالمية والأوليمبية..
تهاني ومتابعة الوزير
وعقب الفوز بكل ميدالية او حسم اي مباراة اعتادت البعثة علي تلقي اتصال المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الذي يتصل مباشرة باللاعبين لتهنئتهم عبر هاتف د. حياة خطاب التي وجهت الشكر للوزير علي اهتمامه الكبير بأبطال مصر ورعايته لهم وحرصه علي تحفيزهم قبل السفر واستعداده لحل اي مشكلة تواجه البعثة ومشاركتها ومن قبل اعداد الفرق الرياضية للمشاركة في الدورة التي اشارت خطاب إلي انه بوسع مصر زيادة غلتها من الميداليات خاصة وأن المستهدف كان تحقيق عشر ميداليات متنوعة وفقا لتوقعات مدربي كل الألعاب وهاهي تقترب من انجاز مستهدف رغم المشاركة في خمس ألعاب فقط وبعدد لم يتجاوز ال47 لاعبا ولاعبة بينهم فريق الكرة الطائرة الذي اقتحم بقوة الدور قبل النهائي ويواجه البوسنة غدا.
برنامج اليوم
ومع انتهاء حملة الأوناش أو أبطال رفع الأثقال والذين تراجع منهم هاني محسن صاحب ذهبية في لندن 2010 إلي المركز السادس في وزنه امس الأول بسبب اصابة في كتفه تشبه الإصابة التي لحقت بزميله البطل الاوليمبي متولي مطحنة والتي اصيب بها في شهر مارس الماضي وأفقدت مصر فرصة تحقيق ميداليتين ذهبيتين كانتا مضمونتين يتضمن برنامج اليوم مشاركة محدودة للبعثة المصرية حيث تشارك تنس الطاولة في بطولة الفرق ويضم الفريق سامح سيد وفايزة محمود عبد الحافظ وايهاب فطير وعبد الرحمن عبد الوهاب وحسان حنفي وابراهيم حمدتو ويقوده حسام الشوبري المدير الفني والمدرب نصر احمد عبد الحليم..
كما يتضمن برنامج اليوم مشاركة بطلي ألعاب القوي مصطفي فتح الله ومحمد عبد اللطيف في تصفيات سباق الجري لمسافة 400 متر.
وعد الرئيس
محمد الديب الرباع المصري الذهبي الذي ادهش العالم كله وهو يتابع منافسات وزن97كلجم مساء امس الأول أوفي بوعده حين التقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن اسبوع الشباب وربت الرئيس علي كتفه مشجعا له ولزملائه قبل السفر إلي ريو دي جانيرو يومها وعد الديب بالفوز بالذهبية ورفع علم مصر علي منصة التتويج.. وبلغ الديب قمة التحدي وهو الحاصل علي وسام الجمهورية من الطبقة الأولي عام 2012.
محمد الديب تعرض لأبشع حادث يمكن ان يتعرض له شاب صغير حين سقط تحت عجلات القطار في بلدته بدمياط ليتم بتر ساقيه ويواجه الحياة بتحديات ومتاعب وصعوبات احتاجت ارادة فولاذية فجرها الديب امس الأول في وزنه العالي الذي شهد صراع الجبابرة بين ابطال مصر والصين والمكسيك وايران وأوكرانيا وسط انبهار الجميع بالديب فهو الوحيد في ميزانه الذي يلعب مبتور الساقين مفتقدا قدميه اللتين يرتكز عليهما لاعب رفع الأثقال ضاغطا وهو ينام علي ظهره وملفوف علي وسطه بحزام جلدي ليرفع الثقل بالوزن الذي ينافس به إلي اعلي شريطة ان تكون الرفعة منتظمة ومتساوية واي ارتفاع لجانب عن الآخر يفقدها قانونيتها لدي الحكام الثلاثة المتابعين عن كثب وبدقة شديدة.
الديب الوحيد مبتور الساقين نزل إلي الملعب تحيطه صافرات المتابعين لوزنه خاصة عندما دخل علي الثقيل طالبا رفع 233 كلجم وعندما نجح فيها من اول رفعة رد عليه اللاعب الصيني او دونج برفع نفس الوزن ومهددا له بل وطلب رفع 234 كلجم وهو ما دفع الديب لرفع 237 كلجم ونجح فيها وسط تصفيق الجماهير البرازيلية التي تعاطفت كثيرا معه وهي تراه الوحيد علي هذه الدرجة من الاعاقة الكاملة وبرغم ضمان الديب الفوز بالذهبية بعد هذه الرفعة واخفاق الصيني في رفعة ال234كلجم ووسط احتفال البعثة والجماهير البرازيلية بذهبية الديب فاجأ البطل المصري الكل بعودته للملعب وطلب رفع 244 كلجم ليحطم وبقوة الرقم العالمي والاوليمبي وكانا ايضا مسجلين باسمه وسط تصفيق واحترام وهتاف الجميع له وتهنئة السفير والحضور وعزف السلام الوطني ورفع علم مصر علي منصة التتويج.
فتاة الاسماعيلية
راندا تاج الدين بطلة مصر في رفع الأثقال اظهرت قدرات عالية وجدارة علي احراز ذهبية وزنها86 كلجم..
راندا بنت الاسماعيلية اثبتت قدرتها علي التحدي في ميزانها الجديد فهي الموهبة التي ظهرت لأول مرة في عالم البارالمبية قبل 11 عاما وتحديدا عندما شاركت في طابا التي استضافت البطولة الأفروآسيوية وكانت وقتها تشارك في وزن 82.5كلجم وجاءت في المركز الثاني لكنها وفي نفس العام 2005 وفي بطولة العالم بكوريا لذات الميزان جاءت بنت الاسماعيلية في المركز الأول. ولكن وبرغم تغيير راندا تاج الدين ميزانها عدة مرات لتلعب في ميزان ال75 كلجم ثلاث بطولات بينها دورة بكين الاوليمبية 2008 والتي فازت فيها بالفضية ثم بطولة العالم بماليزيا الا ان ابنة ال28 عاما وحين عادت لوزنها العالي 82.5 كلجم فازت بالفضية في اوليمبياد لندن 2010 ولكن ابنة ال28 عاما بلغت قمة التحدي في دورة ريو حيث لعبت لأول مرة ف اعلي وزن لها وهو 86 كلجم والذي توهجت فيه لأول مرة في دبي خلال بطولة العالم ثم كأس العالم بالامارات ايضا وفي المرتين بلغت فتاة الاسماعيلية قمة توهجها وفازت بالذهبية لتدخل الدورة الأوليمبية بترشيحات كبيرة قادتها للذهبية.
راندا تاج الدين عبرت عن فرحتها بالذهبية واهدتها إلي اسرتها وقالت : تعبت كثيرا للوصول لهذه اللحظة وتغيير ميزاني طبعا لم يكن امرا سهلا لكن بتوفيق من ربنا وبشغل المدربين معي واجتهادي وتعبي بجد في السنين الماضية كلها ربنا كتب لي الذهب.. والحمد لله.