البعثة البارالمبية تحتفل بالأسطوري وتنتظر «عيدية فاطمة» الليلة .. ورحاب تخطف الفضية

نعم، هي أيام في حضرة الإرادة..
ايام يثبت فيها أبناء مصر انهم حقا،وانطلاقا من موروث حضاري كبير، لا يعرفون اليأس. ولا تقهرهم الصعاب.. مهما كان التحدي.
مشاهد كثيرة حية ونابضة بكل معاني وقيم التحدي والعزيمة تجلت يوم امس الاول ولاتزال معروضة من جانب البعثة المصرية المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية الخامسة عشرة المقامة في ريودي جانيرو حتي التاسع عشر من الشهر الجاري.
بعثة مصر لم تكتف فقط بالميدالية الذهبية الرائعة التي حققها الرباع المصري العالمي الاسطوري شريف عثمان او جيفارا المصري كما يطلق عليه زملاؤه،وما تجلي مع هذه الميدالية الاولي لمصر في ريو من معني والذي احتفلت به البعثة المصرية بفرحة كبيرة وقررت د. حياة خطاب رئيسة البعثة صرف 500 دولار له مكأفاة فورية بحسب اللائحة .
وأضافت الرباعة المصرية رحاب احمد رضوان الميدالية الثانية لمصر بعد حصولها علي الميدالية الفضية لوزن 45كجم في بطولة رفع الاثقال بدورة ريو البارالمبية امس. رفعت رحاب 104كيلوجرامات بينما فازت بالذهبية لاعبة اوكرانيا برقم 1ح7كيلوجرامات وكانت البرونزية للاعبة فنزويلا ب102كيلوجرام كما احتل حمادة سيد المركز السادس في الوثب العالي.
واذا كان شريف عثمان قد قدم عيديته للمصريين بميدالية ذهبية كما يقول ابن الصعيد فإن زميلته علي منصات التتويج الاوليمبية والعالمية البطلة فاطمة عمر ينتظر ان ترمي هي الاخري بياضها اليوم وهي تخوض منافسات سباق ميزان 61 كيلوجراما في رفع الاثقال. فاطمة تلعب في العاشرة والنصف صباحا بتوقيت البرازيل اي الثالثة والنصف بعد ظهر القاهرة ويعقبها الرباع المصري محمد صبحي شعبان في وزن 72 كيلوجراما ثم الرباعة امل محمود في 67 كيلوجراما..
واذا كان صبحي وامل في دائرة الحلم اليوم واحراز ميدالية فضية او برونزية بحسب ظروف ميزان كل منهما ومنافسه فإن الرباعة البطلة فاطمة عمر جديرة بانتظارها المهم عند منصة التتويج الذهبية اليوم.. فاطمة عمر نموذج جدير بالاحترام فهي كزوجة عندما رغبت في تحقيق حلم الأمومة وحصلت علي علاج خاص بتنشيط عملية التبويض سقطت في فخ المنشطات المحظور دون ان تدري وتم عقابها علي تعاطي هذه المنشطات حتي اضطرت لرفع دعوي واثبات براءتها والاكتفاء بإيقافها بضعة شهور ثم عادت لرفع الاثقال.. وهاهي تؤكد قدرتها علي التحدي من جديد. وهي الحاصلة علي اربع ميداليات ذهبية اوليمبية علي التوالي.
فاطمة عمر البالغة من العمر43 سنة ظهرت في سماء البارالمبية قبل 19 عاما وتحديدا في بطولة اوروبا بسلوفاكيا وجاءت الاولي لتنطلق بعدها وتفوز ببطولة العالم بالامارات 98 ثم تفاجئ اوساط رفع الاثقال العالمية في دورة سيدني الاوليمبية بالفوز بميدالية ذهبية عام 2000 مسجلة رقما قياسيا عالميا وبارالمبيا ظل باسمها لسنوات حتي تمكنت هي نفسها من تحطيمه في دورة اثينا 2004 ونالت الذهبية ثم حافظت علي تفوقها في اوليمبياد بكين الاوليمبية 2008 ونالت ايضا الذهبية كما انها حصلت علي ذهبية وزنها الملاكي لها عالميا في دورة لندن 2012 وكل ميداليات الذهب في بطولات العالم وافريقيا التي شاركت فيها.
فاطمة ينتظر منها عيدية ذهبية علي المصريين اليوم وهي تقول: ربنا يسهل. انا متفائلة. دعواتكم.
ويتضمن برنامج اليوم ايضا للبعثة المصرية مشاركة العداء مصطفي فتح الله في سباق 100 متر جريا ثم لقاء منتخب مصر للكرة الطائرة جلوسا مع البرازيل في تحد جديد للاعبي مصر الذين خاضوا امس الاول مباراة صعبة مع ألمانيا تقدم فيها الألمان بالشوطين الاول والثاني 25/18و25/21 وظنها الالمان مضمونة ولكن ووسط تشجيع كبير من الجماهير البرازيلية التي حضرت اكثر من ستة آلاف متفرج منها هذه المباراة وظلوا يهتفون »ايجيبتو.. ايجيبتو.»‬ اي مصر بالبرتغالية حتي وصل بعض المصريين إلي قلب المدرجات وطلب منهم الهتاف وراءه: تحيا مصر وظل البرازيليون يهتفون تحيا مصر تحيا مصر.. تفاعلا مع اعضاء الوفد المصري بعدما تحولنا جميعا لمشجعين حتي ان د. حياة خطاب رئيس البعثة راحت ترقص بالعلم وهي تهتف معهم تحيا مصر طوال المباراة وظلت مساندة الجماهير البرازيلية وبأداء رقصات السامبا التي يعشقها البرازيليون لدرجة تشعرك انهم شعب خلق ليرقص.. تمكن ابطال مصر من العودة للمباراة وسط دهشة وصدمة الألمان امام ضربات لاعبي مصر الذين فازوا بالشوط الثالث25/22 ثم بالرابع 25/14 مع سقوط تام للالمان امام صحوة المصريين ومساندة الجماهير البرازيلية التي يبدو انها لم تنس للالمان فوزهم عليهم بالسبعة في مونديال البرازيل لكرة القدم قبل عامين هنا في ريو دي جانيرو.. وفي الشوط الفاصل ضغط لاعبو مصر وتمكنوا من الفوز به بجدارة 15/7 وسط تصفيق وتحية وهتافات جماهير السامبا تحيا مصر. منتخب مصر للكرة الطائرة يضم من اللاعبين : هشام صلاح الدين واشرف زغلول وعبد النبي حسن والسيد موسي ومطاوع عبد الباقي واحمد محمد فضل ومحمد عبد الله وحسام مسعود ومحمد سعد وشعبان اسماعيل وصبري البرعي واحمد محمد خميس .