في "الكلاسيكو"، لا يعني أنك تقدمت بهدف في الدقائق الأولي أنك ستكون الفائز في النهاية، وهذا ما حدث في المباراة الأخيرة بين ريال مدريد وضيفه برشلونة في الجولة التاسعة من الدوري الإسباني "الليجا" علي الملعب العريق الخاص بالنادي الملكي "سانتياجو بيرنابيو"، فالفريق الكتالوني تقدم بهدف مبكر سجله نيمار دا سيلفا، لكن الريال تماسك وسجل ثلاثية بواسطة رونالدو وبيبي وبنزيمة، لينتهي اللقاء المثير بنتيجة (3-1)، ويتذوق "البارسا" مرارة الهزيمة الأولي هذا الموسم في المسابقة. الكرة مكسب وخسارة، والفوز الذي حققه ريال مدريد وسط جماهيره يمكن تحديد أسبابه في 10 نقاط، بناء علي أداء الفريقين داخل الملعب، ووفقا للتصريحات التي خرج بها مدربو ولاعبو برشلونة والريال عقب انتهاء اللقاء: قال الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد إن سر الفوز كان في الاحتفاظ بنفس الفكرة بعد أن مني مرمي الريال بهدف، فالهجوم ليس فقط من خلال الهجمات المرتدة وإنما علي الأطراف، الفريق فاز لأننا أردنا الفوز، وفي الشوط الأول أثبتنا قدرتنا علي الفوز". أشاد أنشيلوتي باحترافية لاعبي ريال مدريد، مؤكدا أنها كانت سببا في تحويل التأخر بهدف إلي فوز بثلاثية، قائلا:" الريال واحد من أكثر الفرق التي دربها احترافية، فالاحترافية هي كل شيء، من الصعب المقارنة بفرق أخري دربتها، ولكن أعتقد أن هذا الفريق جاد للغاية". اعترف لويس إنريكي بتفوق ريال مدريد، قائلا:" لم تكن هناك فوارق كبيرة خلال الشوط الأول، بعد إحرازنا الهدف الأول، سمحنا للريال بخلق الفرص، الشوط الأول كان متكافئاً، ولكن بالشوط الثاني ارتكبنا أخطاءً بالجملة لقد فازوا عن استحقاق، لم نفقد الحماس بعد الهدف الثاني، ولكننا لم نخلق الفرص، الهدف الثاني كان من لعبة استراتيجية، لقد استغلوا الفرصة". الروح القتالية للاعبي ريال مدريد، هذا ما أكد عليه صاحب الهدف الثاني البرتغالي بيبي، الذي قال:" لم نبدأ المباراة بصورة جيدة، ومني مرمانا بهدف بعد مرور ثلاث دقائق، ولكن رد فعلنا كان جيدا، وسنحت لنا فرصا للتعادل، وأدركناه وكان بإمكاننا التقدم في النتيجة قبل الاستراحة، ولكن الأهم هو ما فعلنا في الشوط الثاني، وكنا الأفضل". وأضاف:" بعد الفوز علي ليفربول في بدوري أبطال أوروبا، قال البعض إنها كانت مباراة سهلة، بينما عملنا بجد، وهو ما بدا أمام برشلونة أيضا، احتفلت بهدفي بهذه الطريقة لتذكير الجماهير بأننا فزنا باللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا، وهذا ليس من فراغ، نعمل كثيرا لتحقيق الانتصارات، وكي تفهم الجماهير أننا نقاتل للفوز". خسر إنريكي رهانه بسلاح التغييرات في التشكيل، فهو دفع بتشافي كأساسي في خط الوسط رغم أنه لا يشارك بشكل أساسي هذا الموسم، ووضع ماثيو في مركز الظهير الأيسر، وأشرك لويس سواريز في أول مباراة رسمية له مع برشلونة كلاعب أساسي اعتمادا علي مهاراته الفردية، وبالتالي فقد الفريق الانسجام خلال الكلاسيكو. التراجع الرهيب في مستوي أندريس إنييستا، فاللاعب المخضرم لم يقدم الأداء المنتظر منه في الكلاسيكو استمرارا لمسلسل غيابه عن التألق منذ انطلاق الموسم، وبالتالي فهو مهدد بالجلوس علي مقاعد البدلاء في الفترة المقبلة، واشتراك رافينيا الكانتارا بدلا منه. غياب ميسي، فالنجم الأرجنتيني اكتفي بتهديد مرمري الريال بكرة خطيرة تصدي لها الحارس المخضرم إيكر كاسياس، الذي اكتسب ثقة كبيرة بعد هذه اللقطة، ويبدوا أنه لن يكون قادرا علي منافسة رونالدو هذا الموسم في قائمة الهدافين فهو سجل 7 أهداف فقط بعد 9 جولات مقابل 16 هدفا للنجم البرتغالي. انتقال برشلونة من الدفاع للهجوم بطيء للغاية، نيمار وميسي كان يبقيان فترة بدون مساندة، الظهيران يتقدمان علي الأطراف ببطء شديد مما يسمح للريال بالعودة والتمركز السليم في مناطقه وبالتالي تلغي أهم ميزات برشلونة خلال السنوات الماضية. سباق الكرة الذهبية، فالنجم البرتغالي رونالدو أراد الاقتراب أكثر من الفوز بالكرة الذهبية للعام الثاني علي التوالي، لذا سجل هدفا حتي إن كان من ركلة جزاء، وظهرت عليه القتالية في الملعب طوال المباراة حتي تحقق الفوز، علي عكس ميسي الذي كان مستسلما تماما خاصة في الشوط الثاني. الهجمات المرتدة، هذا سبب خسارة برشلونة من وجهة نظر تشافي، الذي قال:" أعتقد أن كل فريق كان الأفضل في شوط، في الشوط الأول رأينا برشلونة جيد ولكنهم يعرفون جيدا اللعب بالمرتدات، الهدف الثالث جاء بعد سوء حظ وضياع كرة من ركنية، منذ 6 أو 7 سنوات وريال مدريد يعيش بالمرتدات واليوم إنتصر علينا بهذا الأسلوب".