كم كنت أتمني أن تجري مباراة السوبر بين الأهلي والزمالك أمام مدرجات ممتلئة عن آخرها.. هناك من يحمل الأعلام الحمراء، ومن يحمل الأعلام البيضاء.. وأن تخلو المقاعد من الشماريخ والألعاب النارية واللافتات التي تسيء إلي هذا.. أو ذاك.. وأن تقبل الأسرة المصرية علي الاستاد وهي مطمئنة وآمنة علي نفسها دون خوف أو قلق. ليس هذا فقط.. وإنما إذهب إلي أن تسود الروح الرياضية بين ادارتي الناديين، وأن يتحدث الكل بلغة المحبة والود، وأن يتعانق لاعبو الفريقين قبل وبعد المباراة. وأن يهنيء الفائز الفريق الخاسر.. وأشياء أخري جميلة من هذا القبيل تشهدها الملاعب المتحضرة. تخيلوا.. أن هذه.. أصبحت أمنيات مع أنها هي الحقيقة، وهي الواقع الذي تقوم عليها أصول اللعبة الرياضية. ولعل السبب الأساسي فيما آلت إليه الأوضاع هي تلك الحفنة القليلة من بلطجية روابط الالتراس الذين ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن منهم المأجور، ومنهم الخائن. مبروك مقدما لبطل السوبر. وكم أتمني من الآن فصاعدا أن يتم تطبيق القانون لإعادة الجماهير الحقيقية إلي الملاعب، ولا بديل من تسهيل مهمة المشجعين الأصليين لأنه لن يتم التخلص من »المهاويس» في المدرجات، إلا بفتح الأبواب أمام العقلاء الذين يؤمنون أن الرياضة ليس لها علاقة بالسياسة داخل المستطيل الأخضر، وأن من يريد أن ينفذ أجندة عليه أن يخجل ويتواري لأن كل شيء «انكشفن وبان». قدمت وزارة الداخلية أكثر من عربون محبة لمن يحاولون «تنغيص» الشارع الكروي.. و»طولت بالها» جدا.. ولعل رجال الشرطة الذين يبذلون جهودا خارقة لإعادة كامل الأمن لربوع البلاد بمقدورهم إن شاء الله أن يطهروا الملاعب من «البلاوي السودا» التي «جرجرت» أو حاولت أن «تجرجر» البلد إلي «مصايب» لا حصر لها.. ولكن الله سلم. من الأفضل أن يتعامل الكل مع المنتخب الوطني الكروي علي أن التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية شبه مستحيل، حتي يتم رفع الضغط العصبي عن الجهاز الفني وعن اللاعبين، فإذا ما تحققت المعجزة فهو خير وبركة، وإذا لم تتحقق يصبح التفكير جادا في كأس العالم 2018. هذه.. هي الأمانة في حسابات التأهل من عدمه. أما شوقي غريب وجهازه فينبغي أن يحصلوا جميعا علي فرصة كاملة دون أن يكون التأهل للمغرب هو الأساس. الله يخرب بيت بند ال 8 سنوات.. اللي «حيخرب» العقول.