■ التعامل التقليدى الكلاسيكى الروتينى مع المشاكل والأزمات لم يعد مجدياً.. وبخاصة عندما تختلط الأوراق، وتتباين الآراء، وترتفع الأصوات وتزيد الفوضى، حينئذ تصبح المواجهة الصريحة ضرورية ولا بديل عنها. قضية الأولتراس هى الأهم والأخطر على الصعيدين الرياضى والسياسى، وجرى العرف منذ فترة على عدم التصدى لها بحلول جذرية، وإنما بمجرد كلمات أو عبارات تصل إلى حد استجداء هذه المجموعات التى تمارس أعمالاً خارجة عن القانون.. والنتيجة شلل فى الملاعب.. إنها مأساة بمعنى الكلمة.
سأل الكابتن أحمد شوبير الخواجة البرتغالى مانويل جوزيه القريب إلى قلوب جماهير الأهلى فى برنامجه «كورة انهارده».. ما إذا كان يمكن أن يلتقى مع شباب أولتراس، وما يمكن أن يقوله لهم للخروج من المأزق. وكان رد جوزيه أنه سيطلب من هؤلاء الشباب أن يفصلوا بين الرياضة والسياسة، وأن يعودوا إلى المدرجات ليمارسوا دورهم الطبيعى، وإذا أرادوا أن يلعبوا سياسة فهناك قنوات أخرى.
هذا هو جوهر القضية أو الأزمة، أن تتوافر آلية أو آليات تجعل الصورة واضحة فيما يقدم عليه شباب الأولتراس الذى يرى الكثيرون أنه «تجرجر» إلى لعبة بعيدة كل البعد عن الرياضة.. ولابد له أن يبرئ نفسه من اتهام لا يخفى على أحد، وهو أنه تحول إلى أداة بطش فى يد بعض السياسيين.
التعامل التقليدى الكلاسيكى «البلالوطي».. لن يأتى بنتيجة لإنقاذ الرياضة المصرية من خطر ردود أفعال الأولتراس.. لأنه لم يصل أحد حتى الآن الى حقيقة أهداف الأولتراس! إما عمد، أو عن «استعباط»!
■ لا يجب أن يستمر الصمت طويلاً فى اتخاذ الإجراءات والضوابط التى تحكم عودة الجماهير للملاعب.. على الأقل فى الموسم الكروى الجديد الذى تحدد له 22 أغسطس المقبل، إلا إذا كانت هناك رغبة فى أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لتظل الدولة وهيبة الدولة ضعيفة لأسباب أو أهداف خبيثة.
وكل ما أخشاه.. وكالعادة أن يظل المسئولون على كل الأصعدة جالسين فى مقاعد المدرجات الخالية الآن تاركين الأزمة دون تدخل حاسم إلى أن يقترب الموسم، ثم يبدأون فى الكلام دون أن يفعلوا شيئاً.
سياسة التردد والخفو.. دفع ثمنها قطاع عريض.. تأثر به قطاعات أخرى، ولا بديل الآن عن الشجاعة المفقودة.. وبالقانون.
■ رغم تحفظى على قرار العامرى فاروق وزير الرياضة بمنع الجماهير من دخول الملاعب فى هذه الفترة، وكنت أرى أنه قرار لن يحل المشكلة.. وإنما يؤجلها، طالما أنه لم يرتبط بحلول واضحة مستقبلية إلا أنه لا مانع من الالتزام به، بشرط أن تتعاون الجهات الأخرى.. بداية بالحكومة مروراً بالمؤسسة التشريعية والأندية وغيرهما فى وضع خريطة طريق لاقتلاع مشكلة الأولتراس من جذورها.
باختصار.. «كفاية طناش»!
■ من قال إن هناك تكافؤ فرص فى الدورى المحلى أو فى دورى أبطال إفريقيا والكونفدرالية.. الدورى بعيد كل البعد عن الأصول المتعارف عليها، وتم قبوله فى ظروف استثنائية الكل يعلمها.. والمباريات الإفريقية لا علاقة لها بالأوضاع الطبيعية التى تجعل الفرق المصرية تواجه جماهير منافسيها فى الخارج ولا تجد من يساندها أو يصفق لها بالداخل.. وإذا دخل بعض المشجعين «يخربوها» شكلاً وموضوعاً.