■ الدولة تنظم مهرجاناً للسياحة فى أسوان.. ومهرجان للسينما بالقاهرة.. وتستضيف الأخوة الفلسطينيين للوفاق بينهم على أرض الكنانة، وترحب بالاشقاء العرب شبه يومياً بجامعة الدول.. وتقيم أنشطة عديدة فى العديد من الأماكن.. ومع ذلك يصعب عليها إقامة مباريات منتظمة فى كرة القدم.. إذن المخاطر التى تهدد البلد تكمن فى الجماهير التى فلت عيار السيطرة على انفعالاتها.. وباتت تمثل المعوق الأساسى لاستعادة الحركة الدائمة فى الملاعب.. ليس لأنها متهورة فقط ولكن لأن هناك من يحاول «استعباطها»! ■ أرجو بعد كتابة هذه السطور أن يكون قرار الاتهام فى مذبحة استاد بورسعيد قد صدر.. وإذا لم يكن قد صدر فمتى يصدر. أجمع العقلاء على أن التروى والتمهل فى أعمال النيابة أمر ضروري، لكن ليس لهذه الدرجة من التأخير الذى يحول هؤلاء العقلاء إلى «شكاكين» مثل ملايين غيرهم، فى أن هناك شيئاً ما من الأمور الخفية، التى ترتبط بطرف خفى دمه ثقيل. ■ بغض النظر عن إقامة الدورة التنشيطية الكروية من عدمها.. أو إقامة كأس مصر بالدوليين أو بدونهم.. لعب الزمالك مبارياته الودية باستاد زامورا أو لم يلعب.. استكمل الأهلى استعداداته بالقاهرة أو عاد للإمارات.. «أى حاجة.. فى أى حاجة».. فإن الدلائل تشير إلى أن هناك ارتباكاً لدى السادة أصحاب القرار.. إما لأنهم «خايفين» من المواجهة، أو مترددين فى التعامل مع الأزمة، أو مؤمنين بسياسة «الطناش» التى يعتقدون أنها الأفضل فى مثل هذه الظروف. وأصحاب القرار.. ليسوا رؤساء الأندية.. ا بحث عنهم ستجدهم دون معاناة! ■ منتهى العجب فعلاً أن يتخذ اتحاد كرة القدم موقفا يعتقد أنه شجاع، ثم يكتشف الجميع أنه مجرد «فرقعة والسلام». ■ «محدش عارف حاجة».. هذه هى الجملة التى تعبر عن الواقع فعلاً.. ليس على صعيد الرياضة فقط، وإنما على كل الأصعدة.. وإذا كانت الرياضة هى مصدر الكلام فى هذا المكان، فإنه يمكن القول، وبالفم المليان: إن «البهوات» المعنيين بها لم يعد هذا عصرهم، ومع ذلك الكثير منهم يحاول أن «يفلفص» ليظل على الكرسي، والبعض الآخر «ضاربها عواف» من منطق إنه موجود فى الصورة أو داخل البرواز.. «وجاهة». ■ البيان الذى أصدره كامل أبوعلى رئيس النادى المصرى وقال فيه إنه يشكر كل من طالب بعودته، كان واضحاً وصريحاً فى ضرورة وأهمية أن يتوقف الجميع عن الحديث فى الموضوع حتى يتم القصاص من المجرمين.. بمعنى تقديمهم أولاً للعدالة ثم السير نحو تعليقهم على حبل المشنقة. ■ المحنة التى تمر بها كرة القدم فى مصر أصبحت محل شفقة من الكثيرين فى مختلف دول العالم.. وإذا لم يتم التعامل معها بشجاعة وحكمة، ستكون مضاعفاتها رهيبة على قطاع ضخم وفعال ومنتج فى المجتمع. السنة الخامسة - العدد 346- الاثنين -19/3/2012