فى أيام قليلة .. تمكن القضاء العرفى بسيناء من وضع حد لقضية قتل خطأ وانهاء الصراع بين الطرفين بالتراضى . وقعت أحداث هذه القضية بمدينة العريش .. حينما صدم شاب يعمل مندوبا لتوزيع منتجات احدى الشركات بالسيارة التى يستقلها أحد المواطنين أثناء سيره فى الشارع ( وهو من الفلسطينيين المقيمين بمدينة العريش ) ، وقد تم نقله الى المستشفى للعلاج ولكنه توفى بعد 3 أيام متأثرا بجراحه .. وهنا ثار أولاده وأشقائه وباقى أسرته يحاولون الانتقام من الشاب ، ولم تهدأ الأوضاع بسبب رفض عائلة المتوفى اقامة عزاء له ، وصمموا على الأخذ بثأره أولا . وكاد أن يؤدى ذلك الى الصراع بين الطرفين وزيادة بحور الدم .. لولا تدخل العقلاء من المشايخ والقضاه العرفيين والكبار لدى مشايخ وكبار عائلة القتيل الذين استجابوا للوساطة . وطبقا للقضاء العرفى .. لجأ والد الشاب الى طلب " الجاهة " من أهل المتوفى .. أى اصطحاب عدد من الوجهاء وكبار وشيوخ مدينة العريش لزيارة أهل المتوفى ، وعرض الاحتكام الى الشرع والقضاء العرفى فى حل النزاع .. وقد ارتضى أهل المتوفى ورحبوا بالجاهة . وبسرعة اتفق عقلاء ومشايخ العريش على جمع الشمل وتهدئة الأمور بين الطرفين .. بحضور مشايخ وكبار كل طرف الى جانب الوسطاء من أهل الخير .. حيث حيث أرسل أهل الشاب الجانى الوسطاء الى أهل المتوفى لمنع تجدد النزاع ، وطلب الاحتكام الى القضاء العرفى السائد بين قبائل سيناء . وأخيرا .. وافق الطرفان على الاحتكام الى القضاء العرفى والشرع الاسلامى فى القضية .. حيث عقدت الجلسة برئاسة الحاج يحيى الغول القاضى العرفى ، وبحضور الشيخ محمد بدير من علماء الأزهر والشيخ رضوان مفتش الوعظ بالأزهر الشريف ( كقضاه شرعيين ) ، وممثلين عن طرفى النزاع . وقرر الحاضرون الاستماع الى رأى الشرع الاسلامى أولا بخصوص دية القتل .. وأعلن الشيخان رأى الشرع وحرص الاسلام على العلاقات الطيبة والتسامح بين المسلمين .. مستشهدان بالآيات القرانية والسنة النبوية الشريفة . وتولى الحاج يحيى الغول ادارة الجلسة العرفية .. وبعد الاستماع الى تفاصيل الموضوع واعتراف الطرفين بها ، وتكفل عدد من الوجهاء بتنفيذ حكم القضاء العرفى .. من بينهم الحاج مصطفى البيك والشيخ محمد بدير والشيخ رضوان والفنان التشكيلى حسن ابراهيم والحاج ابراهيم الغول والحاج اسماعيل سكر وغيرهم .. وكان الحكم بأحقية أهل المتوفى فى الدية الشرعية .. وأشارالقاضى يحيى الغول الى أن الدية فى الشرع عينية فى الأساس .. أى احضار 100 رأس من الابل وتقديمها لأهل القتيل ، ولكنه للتيسير يتم قبول قيمتها ماديا .. باجمالى 500 ألف جنيها . وطبقا لقواعد القضاء العرفى ذهبت الجاهة برفقة والد الشاب الجانى الى أسرة المتوفى ، وطلبت منها تقبل جاهة أهل الجانى .. فأعلنت أسرة المتوفى قبولها الجاهة وتنازلها عن الدية ، وأقامت سرادق لتقبل العزاء فى وفاة ابنها .. وتم توزيع القهوة على الحاضرين .