لأول مرة, يحكم القضاء العرفي في قضية خلاف بين مصريين وفلسطينيين, حيث وقعت أحداثها علي أرض مصرية العريش, وقد راعي القاضي العرفي الظروف التي يتعرض لها الفلسطينيون فخفف من الحكم وقد وقعت أحداث هذه القضية بمدينة العريش أيام عيد الأضحي المبارك الماضي, حينما تعدي أحد أبناء الفلسطينيين المقيمين بالعريش علي فتاة من قبيلة الفواخرية, مما أدي إلي نشوب معركة بالطوب والحجارة بين أهالي الطرفين, ونتج عن ذلك إصابة شاب من قبيلة الفواخرية في رأسه وتم نقله إلي مستشفي العريش العام, وكاد يؤدي ذلك إلي الصراع بين الطرفين وزيادة بحور الدم لولا تدخل مشايخ قبيلة الفواخرية وعقلائها وأطراف فلسطينية, وارتضي الجميع الاحتكام إلي القضاء العرفي في أقرب وقت. وطبقا للعرف, تم عقد الجلسة العرفية, بعد ارتضاء الطرفين بما سيسفر عنه حكم القضاء العرفي, وأيا كان الحكم علي طرف تجاه الآخر. وعقدت الجلسة بديوان يحيي الغول( وهو من أشهر القضاة العرفيين في سيناء) وبحضور أهل المجني عليهما من قبيلة الفواخرية, وعلي رأسهم عبدالحميد سلمي عضو مجلس الشوري بمحافظة شمال سيناء, وبعض أهالي الجناة من الفلسطينيين, إلي جانب عدد من القضاة العرفيين ومشايخ وعواقل وكبار الطرفين. واستهل القاضي العرفي يحيي الغول الجلسة باستماع إلي أسباب الخلاف وما حدث من الطرفين وأدي إلي المشاجرة.وبعد الاستماع إلي الطرفين, حدد القاضي العرفي3 نقاط تستوجب الحق عنها لمصلحة قبيلة الفواخرية, وهي: تعدي صبي فلسطيني علي فتاة من قبيلة الفواخرية بالأيدي, وإصابة شاب من قبيلة الفواخرية في رأسه نتيجة تبادل قذف الطوب والحجارة والزجاجات الفارغة, مما أدي إلي احتجازه لمدة3 أيام في مستشفي العريش العام, وتلفظ أحد الفلسطينيين بألفاظ غير لائقة تجاه قبيلة الفواخرية. وفي نهاية الجلسة, أعلن القاضي العرفي الحكم المتمثل في: البند الأول: إلزام الفلسطينيين برفع راية بيضاء طولها متر في متر علي منزل الفتاة التي تعرضت للاعتداء بالأيدي, وتحديد أحد وجهاء مدينة العريش لرفعها.. البند الثاني: إلزام الفلسطينيين بغرامة قدرها50 ألف جنيه للشاب المصاب, وأوضح القاضي العرفي أن مثل هذا الأمر لا يكفي للفصل فيه مبلغ500 ألف جنيه, إلا أنه تم تخفيضه مراعاة لظروف الإخوة الفلسطينيين.. البند الثالث: أنه فيما يتعلق بالألفاظ التي تفوه بها الفلسطيني بخصوص قبيلة الفواخرية, فالقبيلة تعرف مكانتها, وهي القبيلة الكبيرة التي أفرزت3 نواب للبرلمان المصري في الانتخابات الأخيرة لمجلسي الشعب والشوري, وليست مثل هذه الألفاظ التي تقف عندها, وأن القبيلة بسمو أخلاق كبارها وأبنائها تتنازل عن الحق المالي المستحق لها مقابل ذلك, وكما هي عادة العرف, يطلب القاضي والحاضرون عمل جاهة لهم كرامة بالتنازل عن جزء من المبلغ المستحق, فتنازلت أسرة الشاب المصاب عن مبلغ30 ألف جنيه تكريما للقاضي والحاضرين, ليصبح المبلغ المتبقي هو20 ألف جنيه واجبة السداد.