زهقنا من الفرق غير الجماهيرية المتواجدة في الدوري الممتاز رغم أنها تضم لاعبين أصحاب مستويات مميزة ولعبوا بقميص المنتخب المصري، أندية شركات البترول والمؤسسات العسكرية تقدم مستويات قوية ورفعت من قوة المسابقة المحلية، لكن لا أحد يشعر بالسعادة عندما تحقق تلك الفرق انتصارات علي حساب الأندية الجماهيرية، إلا في حالات معينة مثل أن يشعر الأهلاوية بالفرح والشماتة بأن الزمالك سقط أمام الجونة وبالتالي فارق النقاط أصبح قليلا. ما الذي يمنع إنشاء فريق كرة قدم للاخوان المسلمين، وينافس علي درع الدوري بعدما أصبحت الجماعة غير محظورة عقب ثورة 52 يناير؟ وما المانع من رؤية رابطة جماهيرية كبيرة لهذا الفريق تضاهي في حجمها روابط الأهلي والزمالك وبقية الأندية، وبهذا نضمن منافسة نارية كل موسم علي لقب الدوري، ولن تكون المدرجات خاوية وسيرتفع عائد بث الدوري الممتاز بشكل كبير، وبالتالي يتخطي اتحاد كرة القدم أزماته المالية. لوائح اتحاد الكرة تسمح بفريق للاخوان المسلمين، وإذا كان إنشاء فريق كرة قدم ينافس بقوة علي البطولات يتطلب توفير ثلاثة عناصر أساسية، رأس المال ونخبة من نجوم اللاعبين والجماهير، سنجد أن الاخوان قادرون علي توفير هذه الشروط، ويبدو أن المرشد العام محمد بديع يمتلك خطة لكسر احتكار الأهلي والزمالك للبطولات بإنشاء قوة جديدة في عالم الساحرة المستديرة داخل مصر، وهذا ما أكده عندما صرح بأن هناك اتجاها لتكوين فريق ينافس علي الدوري الممتاز. هذا التصريح ليس علي سبيل المزاح بل فكرة حقيقية، لأن عصام العريان المتحدث باسم الاخوان كشف عن عودة الجماعة الي ممارسة حياتها الطبيعية كما كانت قبل عام 4591، حين كانت تشارك في كل مجالات الحياة، ومنها الرياضة. وأضاف أن الجماعة تدرس فكرة إنشاء ناد رياضي أو مؤسسة رياضية للمشاركة في جميع الأنشطة، وسيتم تشكيل لجنة لدراسة هذا الأمر من جميع الجوانب قبل البدء في تنفيذه رسميا. وبالنسبة لمدي إمكانية تعارض أي لاعب كرة القدم، وبعض قواعد الاحتراف المنصوص عليها في لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم مع بعض مباديء الاخوان المسلمين، قال العريان إن اللجنة ستكون مهمتها بحث فكرة إنشاء ناد رياضي تابع للجماعة من جميع الاتجاهات وبحث كل الأمور التي تتعارض مع أفكار الجماعة ومبادئها قبل طرحها علي لجنة الإرشاد. هل تصدق أنه في أربعينيات القرن الماضي كانت الجماعة تمتلك 99 فرقة كرة قدم في مختلف المحافظات، هذا ماذكره الموقع الإليكتروني للاخوان المسلمين، وأن نجوم كرة القدم من »الاخوانجية« في هذا التوقيت سيد شحاتة (منتخب أسود الإسماعيلية)، وعمرو عبدالرحيم شندي (الزمالك)، وعلي عثمان (الترسانة)، كما تم تسجيل فريق منتخب القاهرة للاخوان المسلمين في الاتحاد المصري لكرة القدم. لكن علاقة الاخوان بكرة القدم بشكل رسمي لم تستمر بعد عام 4591 عندما بدأت الجهات الأمنية في ملاحقة كل المرتبطين بالجماعة بسبب خلافات مع القيادات السياسية الحاكمة للبلاد، ومن وقتها أصبح الإعلان عن الانتماء للاخوان أمرا في غاية الخطورة خوفا من الملاحقات الأمنية والاضطهاد، وكثرت خلال العشرين سنة الماضية شائعات عن ارتباط كثير من نجوم كرة القدم بالاخوان دون وجود أي تأكيد أورفض من هؤلاء اللاعبين أمثال ربيع ياسين ومختار مختار ومحمد رمضان وطارق خليل وهادي خشبة ومحمد أبوتريكة (الاهلي)، وعلي شحاتة (المقاولون العرب)، ومحمد حازم (الإسماعيلي)، وسيد يوسف (الترسانة)، وأحيانا مجدي عبدالغني (الاهلي) لمجرد أنه صاحب لحية. مواصفات لاعب الاخوان ورفض أبوتريكة ربطه بجماعة الاخوان المسلمين ردا علي تصريح محسن راضي القيادي بالجماعة بأن نجم الأهلي »اخوانجي«، لكن هذا لاينفي أن للجماعة »المحظورة سابقا« شعبية كبيرة بين المصريين في مختلف المحافظات نظرا لطابعها وأهدافها الدينية، وإذا تخيلنا أن أنشطة الجماعة ظلت بلا قيود أوحظر أمني منذ تأسيسها حتي وقتنا الحالي لأصبح فريقها لكرة القدم يضاهي تاريخ الاهلي والزمالك قطبي الكرة المصرية، لأن الأخوان سيضمن انتماء لاعبيه ورغبتهم في رفع اسم جماعتهم الي السماء، وكان سيجد الفريق الدعم السابق من رجال الأعمال المنتمين للجماعة، وأيضا الجماهير. ولضمان تكوين فريق للاخوان يتماشي مع مباديء الجماعة، يجب علي الجهاز الفني الالتزام بتلك الشروط عند الاختيار، فاللاعب عليه أن يلتزم بقاعدة اللعب دائما لفريقه لا لنفسه، وأن يكون معتدلا في النتصاراته وخسارته، ومتواضعا عند الانتصار، رحب الصدر وقت الهزيمة، وعليه تقبل أحكام الحكام بروح رياضية، ولايقود معارضة أوتدخلا في شئونهم مطلقا مهما كانت أحكامهم، وأن يكون شهما نحو خصمه المهزوم، وألا يكون أنانيا، وأن تكون سمعته داخل الملعب وخارجه مثالا للالتزام والقدوة للغير خاصة الشباب العاشقين لكرة القدم. وبناء علي تلك الشروط يمكننا تخيل كيف كان سيكون قوام فريق الأخوان المسلمين في مسابقة الدوري الممتاز إذا واصلت الجماعة نشاطها الكروي منذ أربعينيات القرن الماضي دون أي عراقيل، ويجب التأكيد علي أن جميع الأسماء التي سيتم ذكرها لايوجد ما يؤكد انتماءها للجماعة، ولكنها ترشيحات تم التوصل لها بعد التعرف علي شخصية كل لاعب وتصرفاته داخل وخارج الملعب. تشكيل الفريق إدا بدأنا بالجهاز الفني سيكون علي رأسه مختار مختار الذي أقيل من تدريب الوحدة السعودي مؤخرا، ويعاونه ربيع ياسين في منصب المدرب العام، وعبدالحليم علي كمدرب مساعد، ويشغل محمد رمضان مديرا للكرة. سيلعب فريق الأخوان بطريقة (4 - 4 -2)، وبذلك يشارك في خط الهجوم الثنائي أسامة حسني ومحمد فضل لاعبي النادي الأهلي، كلاهما معروف عنهما الالتزام الأخلاقي،والاجتهاد داخل الملعب، وقامت الجماهير بإطلاق لقب »شيخ« علي أسامة بعدما قام بتسجيل شريط بصوته لجزء »تبارك«، وفي خط الوسط سيلعب محمد أبوتريكة معشوق الجماهير بسبب أخلاقه وتدينه وهدوء طبعه، وبجواره زميله في الأهلي أحمد حسن قائد منتخب مصر والمعروف عنه القتالية داخل الملعب وإجادة التصريحات العاقلة البعيدة عن التعصب أو إثارة الآخرين. ويكمل خط الوسط كل من عمرو حسن (بتروجت) وعاشور التقي ( وادي دجلة)، واللاعبان من أصحاب اللحي ويشاركان دائما مع فريقيهما في مباريات الدوري الممتاز، ويعتبر التقي هدافا لفريقه برصيد 5 أهداف. وبالانتقال لخط الدفاع، سيغلب عليه أصحاب اللحي وهم: عمرو عادل (وادي دجلة)، وأحمد زغلول (الإنتاج الحربي)، وحمادة السيد (المقاولون العرب)، فيما يخرج وائل جمعة عن القاعدة لأنه بدون لحية لكن شخصيته وأخلاقه وإصراره علي تحدي منتقديه تجعله مرشحا بقوة ليكون قائد كتيبة المدافعين لفريق الاخوان المسلمين. أما في حراسة المرمي فسيكون علي فرج حارس حرس الحدود أبرز المرشحين للدفاع عن شباك الأخوان المسلمين، فالحارس صاحب اللحية يقدم مستوي جيدا مع ناديه منذ أن كان أساسيا في القائمة، كما أنه عاني من سخرية أحد المعلقين الرياضيين ووقتها رد علي تلك السخرية قائلا إنه يطلق لحيته امتثالا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم، معتبرا إطلاقها فرض علي كل مسلم. ويجلس علي مقاعد البدلاء كل من المدافع جمعة مشهور (الإنتاج الحربي)، ولاعب الوسط محمد ثابت صاروخ (مصرالمقاصة)، والظهير الايسر أحمد مجدي (المصري)، وصانع الألعاب محمد حمص (الإسماعيلي). وإذا أراد الجهازالفني البحث عن لاعبين محترفين ستكون الأولوية للاعبين العرب والأفارقة في البلاد المسلمة.