اشكالية مهمة عادت لتفرض نفسها مجددا مع الاحداث الاخيرة.. وهي باختصار من يقود من؟.. هل الاعلام بكل وسائله المقروءة صحفيا والكترونيا والمسموعة والمشاهدة هي التي تقود وتوجه الرأي العام والجماهير.. أم ان هذه الجماهير هي التي تقود الاعلام وتجبره علي نشر ما تريد أن تقرأه وتسمعه وتشاهده حتي لو كان علي خلاف الحقيقة؟! وكيف يقبل الاعلام صاحب الرسالة العظيمة ان يغازل الجماهير ويسترضيها علي حساب العدالة والحقيقة.. وهنا اتحدث عن الاعلام الصادق.. غير المنحاز أو المنافق.. قبل تقبل وسائل اعلام أن تتحول الي نوع من المسكنات أو المخدرات يتعاطاه المتلقي ليشعر بالسعادة حتي لو كانت خداع. وهناك أيضا اعلام يتعامل مع المتلقي وكأنه متخلف عليا أو ناقص الأهلية لا يستحق أن يعرف الحقائق كاملة ويكفي ان اقدم له جزءا منها بينما الباقي المهم أخفيه لانه لا يجب أن يعرفه. وبالطبع يوجد الاعلام المتلون.. الذي يتحدث وفق الاجندة المطروحة.. وهو يلعب علي الورقة الكسبانة.. ولا يشعر بأي خزي أو خجل وهو يقول يوما عكس ما كان ينادي به أمس. اما الاعلام المباع.. فهو أيضا موجود.. ومن يريد أن يقول أي شيء عليه أن يدفع.. والدكان موجود.. والفاترينة متألقة وجذابة. ومن أخطر الانواع.. الاعلام الموجه خاصة اذا كان يتمتع بالحرفية العالية والمهنية الفائقة والمهارة الشديدة والخبث والمكر والدهاء في ارسال رسالة معينة حتي لو كانت خاطئة لانه الأقوي تأثيرا علي الجماهير.. ويستطيع خطف عقلها ومشاعرها بسهولة. كل هذا وغيره الكثير يقودنا الي السؤال الأول. من يقود.. من؟.. انني لا اتهم زملاء.. ولكن احاول أن امارس نوعا من النقد الذاتي.. وكشف عيوب مهنة في الوقت يستلزم الصراحة والمكاشفة.. لان مايفعله الاعلام الآن هو الذي سيقودنا في المرحلة المقبلة علي جميع المستويات.. واذا لم يلتزم الصدق والشفافية والعدالة لن نصل إلي بر الأمان. وهنا لا استثني الاعلام الرياضي من الاعلام العام.. الكل غارق في نفس المشكلة. اذا أردت الاجابة علي السؤال المعضلة.. فتابع تغطية وسائل الاعلام بعد مباراة مصر وجنوب افريقيا في التصفيات الافريقية.. واعتقد انك ستجدها.. كما يمكنك أيضا - وبسهولة - تضيف كل نوع من الانواع الاعلامية السابقة وسنقول بكل ثقة.. من الذي يقود من!!