الإهمال ونقص التخصصات الطبية وقلة الإمكانيات وتدني مستوى النظافة والانفلات الأمني ... عناوين رئيسة تجسد المعاناة الحقيقية داخل مستشفى الإسماعيلية العام داخل ذلك البناء الضخم حديث الإنشاء, والذي تعدت تكاليف إقامته 160 مليون جنيه, ودخل حيز العمل منذ سبع سنوات تقريبا يطل الإهمال بكافة الوجوه؛ ليعلن قرب تحرير شهادة وفاة لهذا الصرح العملاق الذي يخدم نحو مليون نسمة تقريبا هم سكان محافظة الإسماعيلية. القمامة تتراكم في جوانب العنابر والتمريض لا يكفي أعداد المرضى المتدفقة يوميا على المستشفى، والتي تعد المستشفى الوحيدة في المحافظة التي تعاني من عجز صارخ في تخصصات أقسام المخ والأعصاب والتخدير والعناية المركزة والطوارئ. كشفت مذكرة رسمية تقدم بها أطباء مستشفى الإسماعيلية العام إلى نقابة الأطباء الفرعية عن تدني الوضع الصحي, وسوء حالة المرافق, وأعمال النظافة, وتدهور الأوضاع الأمنية داخل مستشفى الإسماعيلية العام مما انعكس على المرضى وخاصة الفقراء. حصلت «رصد» على نسخة من المذكرة بأن المستشفى العام الوحيد بالمحافظة مهدد بالانهيار؛ بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى أساسيات وقواعد بنايات المستشفى حديثة البناء. تناول التقرير تدني مستوى النظافة, وانتشار الفئران والقطط الضالة والحشرات داخل عنابر المستشفى؛ بسبب قلة أعداد العمال. واستنكر الأطباء في المذكرة الرسمية سوء الحالة الأمنية بالمستشفى مما أدى إلى غلق متكرر للاستقبال والمستشفى نتيجة لكثرة الاعتداءات. حذر الأطباء من انتشار العدوى؛ بسبب تعطل أجهزة التكييف المركزي داخل المستشفى بما يهدد العمل داخل غرف العمليات والغسيل الكلوي والمعمل والعناية المركزة والأشعة. استعرضت المذكرة النقص الشديد في الأدوية والمستلزمات داخل الأقسام المختلفة خصوصا أقسام الاستقبال والعناية المركزة حتى في أدوية مثل الديكلوفين والأزكس وأدوية أخرى وانهيار لغرفة الإنعاش داخل قسم الاستقبال, وعدم وجود آلات للجراحة داخل الاستقبال, وسوء حال قسم الطوارئ بالمستشفى من حيث البنية التحتية والصرف الصحي, التي تطفح بشكل مستمر, وسوء حال أجهزة التعقيم المركزي بالمستشفى, وتعطل المحرقة عن العمل بشكل مستمر؛ لتأخر المستحقات المالية للعاملين بها مما يؤدي لتراكم المخلفات الطبية بالمستشفى. أفادت المذكرة التي وقع عليها الأطباء بالمستشفى أن تعطل المولد الكهربائي الاحتياطي بالمستشفى بشكل مستمر يهدد حياة المرضى بالخطر, وقد حدث أن توفت حالات بالمستشفى في انقطاع للكهرباء نتيجة فشل المحول الكهربائي في العمل. اختتمت المذكرة بعبارة «نحن أطباء مستشفى الإسماعيلية العام نقدم لسيادتكم بلاغا بما يحدث داخل مستشفى حديث تم بناؤه في عام 2004, وهو أحدث مستشفى في وزارة الصحة يعاني من إهمال مما أدى إلى انهيار تام داخل المستشفى يهدد سير العمل, وتهديد الخدمة الطبية المقدمة للمرضى, ويهدد حياتهم ويكفي أن تقرير الوزارة عن المستشفى قد تدني ترتيبنا إلى ثالث أسوء مستشفى على مستوى الجمهورية بعد أن كنا ثامن أحسن مستشفى على مستوى الجمهورية".