ساد الظلام والسواد جميع مستشفيات الجمهورية أمس الخميس، بسبب عجز الحكومة الانقلابية عن توفير علاج لأزمة الانقطاع المتواصل والمتكرر للتيار الكهربائي، والذي زاد إلى أعلى معدل له منذ بداية الأزمة، إذ انقطعت الكهرباء أمس على مدار اليوم لعدد ساعات كبيرة ومتواصل مما كان لها أضرار بالغة على المستشفيات وحالات المرضى الحرجة. وأكد مسئولون في وزارة الصحة أن إنقطاع الكهرباء تسبب في توقف حركة المستشفيات وأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة الغسيل الكلوي الأمر الذي عرض الكثير من حياة المواطنين للخطر، ووقف غرف العمليات على مستوى محافظات الجمهورية . ومن جانبه قال خيرى عبد الدايم، نقيب الأطباء، إن انقطاع التيار الكهربائى بشكل مستمر له تأثير كبير على المستشفيات، وذلك لأن الغالبية العظمى من المستشفيات تعمل ولا يتوافر لديها مولدات كهربائية بقوة كافية لتغطى احتياجاتها، وأنه ليس لديهم حصر كافى بعدد المستشفيات التى ينقطع بها التيار يومياً، ولكن معظم المستشفيات المتواجدة بالمحافظات تتأثر سلبياً بانقطاع التيار الكهربى ، مؤكدا ضرورة توفير مولدات كهربائية كافية في المستشفيات. وأضاف أن أنقطاع الكهرباء قد يؤدى لوفاة المريض نتيجة لأن المستشفى وإجراء العملية نفسها يلزمها كهرباء فهناك أجهزة تعمل بالكهرباء من الموجات الصوتية، وأجهزة الأشعة التى تلزم العملية، فمنظومة الصحة لا يجب تسير بدون كهرباء ، وأنه مع استمرار انقطاع التيار الكهربى تكون المستشفيات مستثناه من انقطاع الكهرباء حفاظاً على صحة المريض. توقف تام للغسيل الكلوي وفي السياق نفسه قال مسئول بمديرية الصحة بأسيوط، إن انقطاع التيار الكهربائى بمحافظة أسيوط تسبب فى توقف تام لكافة أجهزة الغسيل الكلوى بمستشفيات أسيوط العامة، التى تحمل مراكز وأجهزة للغسيل الكلوى ، مضيفاً أن ذلك جاء بعد إطالة فترة قطع التيار مما تسبب فى انقطاع المياه وتوقف ماكينات الغسيل، وهو ما أدى بدوره إلى تأجيل الغسيل بالنسبة للمرضى، مشيراً إلى أن عدداً منهم كان يعانى من آلام شديدة. وأشار المصدر المسئول إلى أن وزارة الصحة أخطرت المديرية بضرورة إرسال بيان بأوضاع المستشفيات خلال فترة انقطاع الكهرباء التى شهدتها أماكن متفرقة بالجمهورية، وأنه جار تجهيز تقرير واف بتأثير أزمة الانقطاع على الأجهزة والمستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة بالمحافظة. بدوره قال محمد اليماني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، إن الوزارة ملزمة بعدم قطع الكهرباء عن المستشفيات الحكومية، مؤكدا أن ذلك لا ينطبق على المستشفيات الخاصة. وأضاف اليمانى خلال مداخلة هاتفية على فضائية"صدى البلد أن المستشفيات الخاصة هى المعنية بتوفير مولدات كهرباء لاستخدامها في حال انقطاع الكهرباء. وأكد أن الوزارة ملتزمة بتأمين مزدوج للمستشفيات الحكومية والجامعية عن طريق التنبيه على عدم قطع الكهرباء عنها بالإضافة لتوفير مولدات كهرباء تحسباً لحدوث أي أعطال مفاجئة. حياة المواطنين ومن جانبه قام أطباء في مستفي كفر الشيخ العام بإستدعاء أولياء أمور الأطفال حديثي الولادة المودعين في حضانات المستشفى، لتسليمهم أولادهم، خوفًا على حياتهم من آثار توقف العمل داخل الحضانات، بسبب انقطاع التيار الكهربائي. و في بيان لها ذكرت نقابة الأطباء ، أن أزمة الكهرباء مازالت تلقي بظلالها على المستشفيات والمنظومة الصحية بالكامل، ليتأثر بها المريض والطبيب، وتهدد حياة المرضى في العناية المركزة وغرف العمليات والأطفال في الحضانات. وأكدت النقابة أن أجهزة الغسيل الكلوي وحضانات الأطفال بمستشفى كفر الشيخ العام توقفت ، بسبب انقطاع الكهرباء، مشيرةً إلى أن ذلك يرفع نسب المخاطرة بالنسبة للطبيب أثناء تأدية عمله. أما الدكتور محمد سلطان، رئيس قطاع الرعاية العاجلة والإسعاف بوزارة الصحة،قال إن الوزارة أعدت سيارات إسعاف مجهزة وأخرى مزودة بحضانات لنقل المرضى من المستشفيات التي انقطعت بها الكهرباء. وأشار إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء المفاجئة تسببت في قطع التيار الكهربائي عن 3 مستشفيات بمحافظة الجيزة، وهى الشيخ زايد، والهرم، وأكتوبر، موضحًا أن التيار بدأ يعود لتلك المستشفيات، بعد عمل المولدات الكهربائية بها. وكانت فى الفترة الماضية التي انقطع فيها الكهرباء لمعدلات كبيرة ،أصبحت تجرى العمليات الجراحية على ضوء كشافات الهاتف ، حيث أجريت عملية أستئصال رحم لسيدة فى العقد الرابع من عمرها لمدة ساعتين على كشافات الهاتف المحمول بمستشفى الإسماعيلية العام .
