كانت مدينة قسنطينةالجزائرية، أمس، مسرحا لمواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن أمام مقر مجلس القضاء، بعد محاولة إقتحام المقر من قبل مئات الشباب، ما تسبب في إصابة 23 شرطيا بجروح متفاوتة الخطورة وتوقيف أكثر من 17 شخصا. جدير بالذكر أن هذه المواجهات الدامية سببها الوقفة التضامنية لأهالي مدينة قسنطينة مع عائلتي الطفلين هارون وإبراهيم حين حاول العشرات إقتحام مقر مجلس قضاء قسنطينة، ما أضطر مصالح الأمن لاستعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين, ويذكر أن هذان الطفلين عثرا على أشلائهما بعد أن اختطفا من قبل مجهولين في الأسبوع ألماض، مما أشعل فتيل الغضب الشعبي في الجزائر. المحتجون رفعوا ، رافعين شعارات تطالب بالقصاص من قاتلي الطفلين أمام مقر مجلس قضاء قسنطينة ، إضافة إلى اتهام المسؤولين في الدولة بالتقصير، من خلال رفع شعارات ”يا وزير لو كان ابنك واش تدير”، تعبيرا منهم عن وجود مسؤولي الدولة في محميات، لا تطالهم لا هم ولا أبناؤهم مثل هذه الجرائم، كما قام المتظاهرون بشنق دمية تمثل أحد الجناة، في إشارة للمطالبة بإعدام الموقوفين. وكشفت مصادر مطلعة لجريدة ”الخبر” الجزائرية أن المواجهات تسببت في إصابة 23 شرطيا بجروح متفاوتة الخطورة، خاصة أولائك الذين كانوا يشرفون على حماية مجلس قضاء قسنطينة، إضافة إلى عون من حرس السجون، كما أصيبت سيدة عجوز خلال المواجهات، وقد تم نقلهم جميعا للمستشفى الجامعي ابن باديس، وقالت مصادر متطابقة إن مصالح الأمن أوقفت 40 شابا ممن ساهموا في اندلاع أعمال العنف، ومنهم من حاول استغلال الفوضى العارمة للسرقة والاعتداء على النساء اللاتي تصادف مرورهن بوسط المدينة مع اندلاع أعمال الشغب.