واصلت نيابة البدرشين، برئاسة المستشار محمد شقير، صباح اليوم الأربعاء، التحقيق في حادث قطار “أسيوط – القاهرة” الذي أسفر عن مصرع 19 شخص وإصابة حوالي 120 آخرين، بالقرب من كوبري أبو ربع بالبدرشين. واستكملت النيابة سماع أقوال سائق القطار، مجدي صموئيل جرجس، 49 سنة، ومقيم بالمنيا، والذي أكد في أقواله أن هناك العديد من الأشخاص فحصوا القطار قبل تحركه من مدينة أسيوط في الخامسة مساءً، منهم مفتش فني ومهندس صيانة وميانيكي، وأكدوا جميعاً على سلامة الجرار والموتور وأدوات الربط بين عربات القطار، موضحاً أن مفتش الصيانة وقع على تقرير يفيد بسلامة القطار، وقال له بالحرف “استلم الجرار واطلع”، وتابع السائق قائلاً “دا شغلهم وانا ما افهمش فيه”. وأضاف السائق أن القطار خرج من محافظة أسيوط ولم يتوقف سوى في المنيا لمدة 25 دقيقة، حيث أنه استقبل إشارة للتخزين لأن قطار إسباني كان يسير خلفه بسرعة، نافياً وجود أعطال بالقطار. وأشار السائق إلى أن القطار خرج من المنيا وتوقف في مغاغة، لإجراء صيانة في القضبان لمدة 5 دقائق، ثم واصل السير وصولاً للبدرشين، وكان يسير على سرعة من 105 إلى 115 في الساعة، وهي سرعة طبيعية، وعند مدخل البدرشين تحديداً كان يسير على سرعة 105 ولم يشعر بشيء، لأن القطار مكون من 13 عربة، وأن الأخيرة لا يشعر بها في الغالب. وتابع السائق أنه شعر بشيء يجذب القطار بقوة من الخلف عند وقوع الحادث، وعلم أن العربة الاخيرة انفصلت عن باقي القطار، فاضطر أن يوقف القطار “يفرمل”، حتى لا تشد العربة باقي القطار للخلف وينقلب، حفاظاً على أرواح باقي الأشخاص. وأضاف السائق أنه كان برفقته مساعد اختفى بعد الحادث، وكان من المقرر أن يكون معه “كمسري” لكنه لم يكن موجوداً، لافتاً إلى أن دور الكمسري هام للغاية حيث أنه يكون في العربات الأخيرة للتأكد من سلامة مؤخرة القطار، وكان من المقرر أن يكون معه جهاز يعطيني به إشارة. كما واجهت النيابة السائق بأقوال المصابين الذين أكدوا أن القطار كان به عطل، وأن الفنيين حذروه من عدم السير، إلا أنه واصل الرحلة، فنفى ذلك. كما استمعت النيابة إلى أقوال ناظر محطة البدرشين الذي أكد أن القطار كان سليم وبعد ما خرج ب200 متر نحو القاهرة، شعرت بالحادث، فيما أكد عامل المزلقان أنه فتح الطريق لأن “الدنيا كانت تمام”. وأمرت النيابة باستدعاء مسئولي السكة الحديد، وشكلت لجنة فنية من أساتذة قسم الاتصال في مختلف الكليات بجامعات مصر لفحص القطار وإجراء المعاينة، وتحفظت على جهاز السرعة والأجهزة التي تسجل تحركات القطار، بالإضافة إلى استدعاء مساعد السائق، والكمسري، لسماع أقوالهما.