وجه الدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب الدستور رسائل تحذيرية إلى كافة أطراف المشهد السياسي في مصر، خوفا من الانزلاق إلى الهاوية بمصر وشعبها، مشيرا إلى أن الثورة أنهت نظام مبارك المخلوع لتأتي بنظام لا تريد أن يصبح على نهج النظام القديم. وأكد البرادعي لبرنامج “آخر النهار” الذي يقدمه الإعلامي محمود سعد على فضائية النهار أن الرسالة الأولى موجهة إلى الرئيس محمد مرسي الذي تحول إلى “فرعون” بالإعلان الدستوري، مطالبا بتراجع الرئاسة عن الإعلان فورا لتبدأ المفاوضات والمناقشات فيما بعد. وحذر البرادعي مما يحدث اليوم في التأسيسية ومحاولة “سلق” الدستور بهذه الطريقة، قائلا: مسرح لا يليق بمصر، والدستور الناتج عنها سيكون في مزبلة التاريخ. وأضاف البرادعي: إذا كان مرسي يقول لنا: “أنا ربكم الأعلى” فإنّ ردّنا هو: “ولست عليهم بمسيطر”، موضحا أنه سأل الرئيس الأسئلة التي تدور في الشارع المصري قائلا: “سألت مرسي: هل أنت رئيس للشعب المصري أم ممثل للإخوان المسلمين؟ مؤكدًا أن مستشاري الرئيس مرسي أصبحوا مستشارين للشعب. وأوضح البرادعي: نحن نعيش أزمة اقتصادية كبيرة، ولا قرض صندوق النقد الدولي سينقذنا، وعلى الدكتور مرسي أن يعي ذلك. متسائلًا: أين المستشارون الاقتصاديون للرئيس مرسي حتى الآن؟ وأضاف أنه على الدكتور مرسي أن يفهم أنه مَن وضعنا في مأزق كبير، وعليه إخراجنا منه، فالوضع الحالي قد يجرنا إلى حرب أهلية، ولا يستطيع مرسي أن يعمل وحده، ولن نسمح له بهذا. قائلًا: الدستور والاستفتاء الذي سيجرى عليه إلى زوال.. ودورنا اليوم أن نضع الشباب على الطريق السليم. وأكد البرادعي: كنا “كفرة”؛ لأننا لم نطبق الشريعة وقيمها على الأرض.. وليس لوجودها في الدستور أم لا، مشيرًا إلى أنه بعد الثورة الشباب انقسموا، والنخبة سيئة، والمجلس العسكرى كان سيئًا في إدارة المرحلة الانتقالية، والشباب هم من سيصل بالثورة إلى النجاح. وحذر البرادعي النخبة من أنه سينسحب منها فورا، وسينضم للمعتصمين في ميدان التحرير مع الشباب إذا لم يتوحدوا حول مصلحة مصر، موجهًا تحذيرا شديد اللهجة: قلت للنخبة: إما أن تتوحدوا أو أنني سأنسحب لأعمل مع الشباب فقط، وإذا لم تسر جبهة الإنقاذ بشكل جيد فسوف أنسحب منها. ونفى البرادعي أنه طلب تدخل القوى الدولية، قائلًا: طلبت تأييد القوى الدولية، وكل من يؤمن بالكرامة الإنسانية، وسأدافع عن كرامة كل إنسان في العالم سواء مصري أو فلسطيني أو سوري، ولا بد أن يكون هنا نوع من الفهم، لا بد أن نخرج من القوالب التي نعيش فيها، فهناك 40% من الشعب المصري لا يملك أن يأكل، وطريقة طرح الإعلان الدستوري تشبه سياسة إسرائيل “تفرض أمر واقع ثم تدعو للتفاوض”. وقال البرادعي: إن الجمعية التأسيسية بها مسحة إسلامية بأسلوب معين لتهمش المرأة، وسأدافع عن حق وحرية أي إنسان في العالم، وأنتظر المعاملة بالمثل، فقد سمعت عضوًا بالتأسيسية يقول: الديمقراطية فكرة ظلامية. وهذا لن يمثلني، مضيفًا: قلت: من ينكر الهولوكوست وهي حقيقة؟ وقال البرادعي: أتعرض إلى التشويه والهجوم أكثر مما قبل الثورة، ولم أغادر مصر، وأقيم أنا وزوجتي عايدة في مصر، وأولادي يعملون بالخارج، أنا جئت إلى مصر لم أجدها هي التي تربيت بها، والمشير طنطاوي قال لي: إن الإخوان وضعوا “فيتو” عليك، ورفضوا أن أكون رئيسًا للوزراء.