كتب: مصطفى حمزة "الوداع يا جمال يا حبيب الملايين/ ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين" تلك الكلمات التى أنشدتها الجموع التى احتشدت لوداع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لم ينل مؤلفها الأصلى عبد الرحمن عرنوس، بعضًا من الشهرة التى حظت بها. ومع حلول ذكرى رحيل ناصر اليوم 29 سبتمبر، نذكر هنا بعض من ما لايعرفه الكثيرين عن الشاعر الذى كتب فى وداعه : "انت عايش في قلوبنا يا جمال الملايين/ انت ثورة انت جمرة لأجل كل الشقيانين/ انت نوارة بلدنا واحنا لوعنا الحنين/ انت أنهار مية صافيه تسقي كل العطشانين/ انت قنديل الغلابه تهدي كل الحيرانين/ انت ريحانة زكية في قلوب الفلاحين/ انت جمعت بعزيمتك النفوس الغضبانين/يا حبيب الإنسانية لاجل كل المحتاجين".
وولد عبد الرحمن عرنوس بالأسكندرية عام 1934،وتخرج عام 1965 من اكاديمية الفنون بالقاهرة،ثم عمل بها مدرسا اكاديميا حتى عام 1983. شهدت فترة الستينات نشاطا مكثفا له كفنان هاو،وأنشا فرقة ولاد البحر،التى قدمت من تأليفه مايزيد عن ال200أغنية وطنية ،كما أسسس عدة تجارب مسرحية بارزة ،ومنها "مسرح العروبة_مسرح الشارع"بالإضافة الى تجربته مع "مسرح المقهى" التى أتخذ له مقرا فى مقهى "أسترا" بالتحرير،وشارك بعروضها نجوم بارزة منهم احمد زكى ،ومحمد صبحى. . و هو أول من قدم مسرح السيارة في مصر عاتم 1973 ، واستحدث مسرح الصيادين على شواطئ بحيرة المنزلة بمدينة المطرية- دقهلية، كما كان أول من قدم المونودراما في مصر، واستحدث ما يسمى مسرح المناقشة. أعد وألف مجموعة من الأعمال المسرحية(رحمة، طيران فوق عش الوقواق المرح، شاطئ الزيتون). اشتهر عرنوس فى السبعينات بتقديم الأدوار الصعبة على المسرح والتلفزيون، ومثل دور الصعلوك في مسرحية "زيارة السيدة العجوز" ،و الأخرس في المسلسل الشهير "أغراب" ،و الميكانيكي في "الناس والفلوس" ،و "وحشي قاتل حمزة "في مسلسل "آية وقصة" ،بالاضافة لتجسيده شخصية " الجنرال الفرنسى كليبير" في مسرحية "حياتي والزمن ". سافر عرنوس بعد ذلك إلى الاردن ،ليبدأ عمله في دائرة الفنون الجميلة بجامعة اليرموك (الأردن) وأنشأ فيها مختبر اليرموك المسرحي وفيها طبق أساليب التجريب العالمية الحديثة،وذلك قبل وفاته فى 30 نوفمبر عام 2009.