منظمة التعاون الإسلامى أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني على أن خطاب التطرف والعنف الذي يهدف إلى استلاب الإسلام وتملكه، وفر الوقود والمؤونة والذخيرة لخطاب الكراهية ضد الإسلام. واضاف إياد مدني في كلمة ألقاها اليوم في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء إعلام الدول الاسلامية الذي تستضيفه طهران- أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" "فيما أصبح تيار "الإسلاموفوبيا" يسري في عقول وأيدولوجيات أحزاب سياسية في أكثر من بلد في العالم". وتطرق الأمين العام في كلمته إلى تحد آخر يواجه العالم الإسلامى يتمثل في انسياق أجهزة إعلام في بعض الدول الأعضاء في حملات إعلامية شرسة ومتكررة نحو دول أعضاء أخرى مؤكدا على أهمية تناول القضايا العامة بموضوعية وشفافية دون الانصراف إلى النقد والتجريح والإساءة لمجتمعات مسلمة أخرى بسبب الاختلاف السياسي. واستذكر مدني مشروع مدونة السلوك الإعلامي للمؤسسات الإعلامية وللخطاب الإعلامي في الدول الأعضاء، الذي طرح في مؤتمر وزراء الإعلام في دورتيه السابعة والثامنة، والذي لم ير النور بعد لتحفظ بعض الدول الأعضاء، داعيا إلي أهمية أن يتم الاتفاق علي إطار شرف للطرح الإعلامي تحكمه شروط المهنية. وعلى الصعيد ذاته قال النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية اسحاق جهانغيري في كلمته خلال المؤتمر أتفق معكم أن عنوان المؤتمر أي التقارب الدولي من أجل السلام والاستقرار في العالم الإسلامي هو خيار ضروري ومهم جاء في زمنه. وتعلمون أن الرئيس الإيراني حسن روحاني وجه الدعوة للمجتمع الدولي في كلمته أمام الجمعية العامة في الدورة الثامنة والستين لمنظمة الأممالمتحدة إلي إيجاد عالم خال من العنف والتطرف بناء علي فهمه العميق للظروف الراهنة، وخاصة في العالم الإسلامي. وأضاف أنه رغم أن طبيعة السياسة الدولية و آلياتها لم تستطع حتي الان ان تبعد العالم والمنطقة من أمواج العنف والتطرف و الإرهاب و لكن ما يبعث علي الامل ما قامت به بعض وسائل الاعلام و كذلك المراسلين الشجعان و اصحاب المسؤولية في أنحاء العالم كافة الذين استطاعوا عبر أدائهم واجباتهم المهنية والانسانية فيما يخص المجازر الوحشية التي ارتكبت بحق أكثر من ۸۰۰ طفل فلسطيني وأن يوصلوا نداء مظلومية الشعب الفلسطيني إلى الرأي العام العالمي فضلا عن ضحايا الامواج الجديدة للتطرف والارهاب.. رغم أن عالمنا الخاضع للامواج الاعلامية لا يمكنه تجاهل الصورة المزورة والمقلوبة عن الحقائق التي تبثها وسائل الاعلام الخاضعة للهيمنة الصهيونية. وقال ان الاعلام و خاصة في الدول الاسلامية يتحمل مسؤولية تاريخية خطيرة في مثل هذه الظروف. و تضطلع منظمة التعاون الاسلامي التي أسست اصلا لمتابعة مسيرة الدفاع عن قضية فلسطين، بدور فعال و تاريخي هام للدفاع عن الشعب الفلسطيني و ضحايا العنف و الارهاب موظفة في ذلك كل طاقاتها و منها آلياتها الاعلامية. وتابع انه في مثل هذه الظروف فان الدعم الذي تقدمه الدول الاسلامية لعملية استقرار الحكومة الجديدة في العراق وعملياتها العسكرية لمواجهة القوي الارهابية التي تتم بهدف الحفاظ علي وحدة التراب و السيادة الوطنية في هذا البلد يحظي بأهمية قصوي. واشار الى إن منظمة التعاون الإسلامي بناء على أهدافها السامية التي تقضي تعزيز الوحدة والوفاق والتضامن بين الدول الإسلامية والمسلمين في العالم، بإمكانها أن تلعب دوراً هاماً ومطلوباً في معالجة التحديات الراهنة، ويتوقع منها أن تتابع بفاعلية وحيوية أكثر من قبل و تعرض عناصر القلق أو مصالح الأمة الإسلامية على الصعيد الدولي. وطالب بوضع بعض المبادي و المستلزمات الواضحة بشأن المسيرة الإعلامية في الدول الاسلامية:ومن بينها تسهيل وصول الجميع إلى المعلومات والعلوم.. احترام الكرامة الانسانية و التنوع الثقافي و اللغوي.. الاستثمار المالي الهادف إلى تقوية وتدعيم مختلف أنواع وسائل الاعلام و شبكات الاتصالات. وتابع أيضا أنه يجب الاستثمار المالي في مجال العلم و التقنيه ، رفع المستوي العلمي والمعرفي لوسائل الاعلام و التعليم العام في هذا المجال.. معرفه أنظمة العلم والإعلام المحلي، التفكير الحر وتقوية وتدعيم وتعميق ثقافة الحوار وضمان السير الحر للمعلومات . وأكد على أن المسلمين سواء كانوا رجال حكومة أو أعضاء في المجتمع المدني أو ناشطين في القطاع الخاص يمرون بظروف حساسة للغاية؛ حيث يقدم الارهابيون و المتطرفون صورة مشوهة و مقلوبة عن الاسلام للعالم؛ بل إنهم من خلال استخدامهم لاحدث تقنيات الإعلام والاتصالات استطاعوا أن يجعلوا من (العنف و التطرف) مادة إعلامية بثوها من خلال وسائل الاعلام الحديثة و يضموا أصواتهم للكيان الصهيوني والمتطرفين الغربيين في نشر حالة "الخوف من الاسلام"(اسلام فوبيا) على مستوى العالم المعاصر. ومن جانبه القي وزير الثقافة والارشاد الإسلامي الإيراني علي جنتي كلمة في افتتاح المؤتمر جاء فيها:إننا نجتمع اليوم في ظروف يشهد خلالها العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط خاصة تحديات كثيرة جراء التطرف، والعنف، والإرهاب، والعدوان العسكري، وخرق السيادة الوطنية للدول، والاحتلال، وقتل الأطفال والنساء والرجال الأبرياء بلا رحمة وشفقة، ما يؤدي إلى قلق عميق لدى أمتنا الإسلامية. وللأسف يتم ارتكاب الكثير من هذه الجرائم باسم الإسلام ويهدف تشويه صورته الناصعة النيرة. وأضاف إن في جرائم الكيان الصهيوني الغاصب المحتل بحق الشعب الفلسطيني المظلوم نموذج بارز لهذه الظروف المؤلمة الراهنة. فما حصل من أعمال وحشية وتدمير واسع في غزة، وقتل همجي للمواطنين فيها هو من مصاديق هذه الجرائم البشعة، والتي نشهد للأسف صمت المجتمع الدولي والمراكز التي تدعي الدفاع عن السلام وحقوق الإنسان حيالها. واليوم يبادر الكيان الصهيوني مرة أخري بانتهاك حرمة القدس الشريف ويقوم بمحاولات متزايدة لتهديد هذه المدينة المقدسة وإبادة الآثار الحضارية فيها. وقال ان التفريط والعنف، وهما المصدر الرئيس للأزمة في منطقتنا، زاد من آلامنا ومحننا وان استمرار العمليات الإرهابية في العراقوسوريا ترك آثاره المدمرة علي الناس الأبرياء والبني التحتية في هاتين الدولتين. كما ويزداد القلق من انتشار عمليات المجموعات الإرهابية والمتطرفة ما يفاقم التهديدات للأمن والاستقرار في المنطقة. والمؤسف أن المتطرفين يقومون بارتكاب جرائمهم باسم الإسلام الحنيف، بينما يدين أغلبية المسلمين أعمالهم التي تعتمد التطرف والعنف والجريمة. ولذلك يتزايد اليوم الإيمان بضرورة مواجهة هذه المجموعات وأفكارهم الخطرة التي لا تمت للإسلام الحبيب ومبادئه وتعاليمه بصلة أبداً. وقال "للأسف إن هذه التطورات المؤلمة أدت إلي تعزيز وتقوية مشروع الإسلام فوبيا، وخاصة في الإعلام الغربي، إذ تقوم وسائل الإعلام الغربية بنشر الأخبار وتحليلها لتأكيد ادعاءات المجاميع الإرهابية في انتمائها إلي الدين الإسلامي المبين. والمؤكد أن هذه الأعمال لن ترسم أمام البشرية طريقا للخلاص، وإنما ستؤدي إلي التفرقة في صفوف الأمة الإسلامية وارتفاع وتيرة النزاعات والحروب المدمرة التي نشهدها اليوم في بعض المناطق". وتابع أن منظمة التعاون الإسلامي لابد أن تعزز دورها المحوري في رفع مستوي التعاون الإسلامي وفقاً لمبادئها وأهدافها السامية التي وردت في منشورها. ومن شأن المنظمة أن تقوم بمبادرات متعددة ومختلفة لتحقيق آمال الأمة الإسلامية وتوقعاتها معتمدة علي التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء، وأن تتحول عبر تقوية فاعليتها إلى لاعب مؤثر في التطورات الإقليمية والدولية. فالمنظمة كانت جزءً لايتجزأ من جهد المجتمع الإسلامي لتحقيق السلام والتنمية خلال العقود الماضية، ويتوقع أن تكثف جهودها لتحقيق التقارب الإعلامي من أجل السلام والاستقرار في العالم الإسلامي. وأشار جنتي في تصريح له عقب المؤتمر إلى القرار السابق لمنظمة التعاون الاسلامي بتجميد عضوية سوريا في المنظمة معربا عن أمله باعادة تفعيل عضويتها في المنظمة في أسرع وقت ممكن. وردا علي سؤال حول السبب في عدم دعوة سوريا للمؤتمر العاشر لوزراء إعلام الدول الاسلامية الذي بدأ اعماله اليوم الأربعاء في طهران قال جنتي إن الدولة التي تستضيف اعضاء منظمة التعاون الاسلامي لابد ان تتمسك بقرارات المنظمة وعلى ضوء تجميد عضوية سوريا في المنطقة لم يكن بامكاننا دعوتها للحضور في المؤتمر. ولفت إلى مشاركة وزير الحج و الثقافة السعودي الدكتور بندر الحجار-المكلف بالقيام بأعمال وزارة الثقافة والإعلام بالسعودي- بالمؤتمر وأضاف نحن أكدنا دوما أن علاقاتنا مع السعودية هي علاقات جيدة و ودية. واضاف رغم وجود بعض الخلافات بين البلدين بشأن بعض القضايا الاقليمية الا ان العلاقات التي تربط بين طهران و الرياض هي علاقات وثيقة وفي المستوي المقبول كما ان السعودية تعاونت وبصورة جيدة جدا مع ايران في مجال تقديم التسهيلات اللازمة للحجاج. وأشار إلى مشاركة ۲۲ وزيرا في مؤتمر طهران وقال ان هذا الامر يؤكد مكانة إيران في العالم الإسلامي. وزير الاعلام الكويتي يوكد مسوولية الاعلام الاسلامي لتنوير الراي العالم وأكد وزير الاعلام الكويتي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح على مسئولية وسائل الإعلام الاسلامي لتنوير الرأي العام للتصدي لظاهرة العنف والتطرف والارهاب. وقال وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتي في كلمته التي تليت بالنيابة عنه في حفل افتتاح الدورة العاشرة لمؤتمر وزراء إعلام الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في طهران أن أعمال هذه الدورة التي تحمل شعار التقارب الاعلامي لاجل السلام والاستقرار في العالم الاسلامي التي تعقد في ظل ظروف دولية بالغة الحساسية والتعقيد، تحيط بحاضر ومستقبل عالمنا الاسلامي. وأضاف أن دولة الكويت تطالب وسائل الاعلام في الدول الاسلامية بتحمل مسئولياتها لتنوير الرأي العام من خلال إطلاق استراتيجية توعوية للتصدي لظاهره العنف والتطرف والغلو والارهاب. وصرح بأن دولة الكويت تري أنه من الأهمية بمكان في ظل الظروف الدقيقة والتطورات المتلاحقة التي تحيط بعالمنا الاسلامي ايجاد نوع من التعاون والتنسيق بين العمل الاعلامي والدبلوماسي لدعم التوجهات الإعلامية داخليا وخارجيا لمجابهة الحملات التي تستهدف صورة الاسلام والمسلمين في الاعلام الدولي في ظل تنامي ظاهرة ما يسمي الاسلاموفوبيا وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلي ابتكار افكار خلاقة لتطوير آليات الاعلام التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي بما يمكنها من نقل قضايا العالم الاسلامي للعالم الخارجي وفي مقدمتها قضية فلسطين ومسجد الاقصي الشريف. وعلى الصعيد ذاته طالب منسق "لجان مقاومة الجدار والاستيطان" في الضفة الغربية جمال جمعة بتكثيف الجهود من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية من خلال تبينها إعلاميًا على المستوى العربي والإسلامي؛ بما يضمن استمرارية حضورها فى الوسائل المختلفة، وتجنب تغييبها سواء أكان متعمداً أو غير ذلك. ودعا جمعة في حديث لوكالة أنباء "إرنا"، المشاركين في الدورة العاشرة لمؤتمر وزراء إعلام دول منظمة التعاون الإسلامي للعمل على إيجاد مرجعية مشتركة تهدف إلى توحيد الخطاب الإعلامي باتجاه فضح جرائم الحرب الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وإفساح المجال أمام إبراز التحركات النضالية الخاصة بعزل كيان العدو دوليا ووضع حد لعمليات التطهير العرقي التي ينفذها في الأراضي المحتلة. وعلى صعيد متصل قال وكيل وزارة الإعلام العماني علي الجابري إن المنظمات الارهابية مثل داعش وجدت أرضية خصبة في المنطقة لم تجدها في أي مكان آخر من العالم. وأضاف الجابري الذي يرأس الوفد الإعلامي المشارك في المؤتمر العاشر لوزراء إعلام الدول الإسلامية "إن الذين ينتمون إلى هذه المنظمات هم أبناء هذه الأمة لذلك أنا أقف دوما ضد من يوجه اللوم ضد الآخر، اللوم لنا وأوجه اللوم لإعلامنا لأنه لم يستطع أن يتبني استراتيجية تبعد هولاء الشباب عن الانضمام إلى مثل هذه المنظمات و أن تبعد هذا الدين الذي يدعو دوما إلى السلام والتسامح عن مثل هذا التطرف. واكد ان اعلامنا لم تكن لها خطط اعلامية واضحة لنبذ اسباب الفرقة التي قامت علي مدي كل السنوات الماضيه و لم يستطع ان يتبني خطاب اعلامي معتدل يدعو الي السلام و التقارب و الوئام في العالم. وتابع قائلا يجب علي جميع الاطراف الفاعله في المنطقة العربية و في العالم الاسلامي أن يكون فاعلا في اي خطة استراتيجية لمواجهة التنظيمات الارهابية.