أكد الدكتور إسحاق جهانكيرى، النائب الأول لرئيس إيران، أن العالم الإسلامى يواجه محاولات حثيثة من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية، بهدف تمرير واسع لمشروع كراهية الإسلام "الإسلاموفوبيا"، مؤكداً أن أعمال العنف التى ترتكبها العصابات الإرهابية باسم الإسلام يتم استغلالها بهدف إنضاج عملية التخويف من الإسلام. وأشار جهانكيرى، فى افتتاح الدورة العاشرة للمؤتمر الإسلامى لوزراء الإعلام والاتصال فى المنظمة، تحت شعار "التقارب الإعلامى لأجل السلام والاستقرار فى العالم الإسلامى"، المنعقدة بطهران، اليوم الأربعاء، إلى أن الفجوة العميقة القائمة فى إيصال المعلومات وتحكم الإعلام الغربى بمخلتف المجالات، توسع من رقعة الإسلاموفوبيا بشكل خاص، مطالباً باستخدام تقنيات الاتصال والمعلوماتية الجديدة واستخدام الطاقات الاستراتيجية ذات التأثير الواسع للإعلام لتصحيح الفهم الخاطئ للإسلام وقيمه ومبادئه السامية. من جهته، شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، إياد أمين مدنى، على أن خطاب التطرف والعنف الذى يهدف إلى استلاب الإسلام وتملكه، وفر الوقود والمؤونة والذخيرة لخطاب الكراهية ضد الإسلام، فيما أصبح تيار "الإسلاموفوبيا" يسرى فى عقول وأيدولوجيات أحزاب سياسية فى أكثر من بلد فى العالم، وتطرق إلى تحدٍ آخر يواجه العالم الإسلامى، يتمثل فى انسياق أجهزة إعلام فى بعض الدول الأعضاء فى حملات إعلامية شرسة ومتكررة نحو دول أعضاء أخرى، مؤكداً أهمية تناول القضايا العامة بموضوعية وشفافية، دون الانصراف إلى النقد والتجريح والإساءة لمجتمعات مسلمة أخرى بسبب الاختلاف السياسى. وأشار مدنى إلى مشروع مدونة السلوك الإعلامى للمؤسسات الإعلامية وللخطاب الإعلامى فى الدول الأعضاء، الذى طرح فى مؤتمر وزراء الإعلام فى دورتيه السابعة والثامنة، والذى لم ير النور بعد لتحفظ بعض الدول الأعضاء، داعياً إلى أهمية أن يتم الاتفاق على إطار شرف للطرح الإعلامى تحكمه شروط المهنية. من جهته قال على جناتى، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامى فى إيران، إنه على الدول الإسلامية أن تعزز روابطها الإعلامية البينية حتى يتسنى لها مواجهة تعظيم الانقسام، معتبراً العمل المشترك والتعاون الحل الوحيد لضمان مستقبل مشرق للأمة الإسلامية، ودعا إلى استكمال عملية إعادة هيكلة وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) واتحاد الإذاعات الإسلامية (إيبو)، وإلى إنشاء القناة الفضائية لمنظمة التعاون الإسلامى. وسينتهى المؤتمر، الذى يختتم أعماله غداً الخميس، إلى إصدار "إعلان طهران"، وتسعة قرارات يتصدرها دور الإعلام فى الدول الأعضاء فى المنظمة فى مساندة قضية مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، والتحرك الإعلامى داخلياً وخارجياً، بالتعاون مع مؤسسات إعلامية من الدول الأعضاء ومؤسسات إعلامية دولية، كما تشمل قرارات المؤتمر دعم عمل مؤسسات العمل الإعلامى الإسلامى المشترك، ودعم عملية تنفيذ البرنامج الإعلامى الخاص بالقارة الأفريقية لإبراز مكانتها ودورها فى العالم الإسلامى، وتعميم البرنامج على مناطق أخرى، والتعاون والتنسيق الإعلامى بين مؤسسات المنظمة فى خدمة قضايا الأمة الإسلامية. وتتضمن القرارات التى ستتم مناقشتها أيضاً التطور الحاصل فى مشروع إطلاق قناة OIC الفضائية، ودعم تعزيز الظهور الإعلامى لمنظمة التعاون الإسلامى فى ريادة قضايا التبادل الثقافى والتنمية والسلم، ودعم تعزيز قدرة وإنتاجية الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية فى الدول الأعضاء والتعاون فيما بينها، إضافة إلى إنشاء وحدة للمطبوعات ضمن إدارة الإعلام فى الأمانة العامة للمنظمة.