بعث وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي رسائل إلى نظرائه الأوروبيين من الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين يدعوهم إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين. واستعرض المالكي في رسالته حسب بيان صادر عن الخارجية اليوم (الأحد) الوضع السياسي الذي مرت به القضية الفلسطينية منذ مؤتمر مدريد عام 1991 وحتى آخر الجولات التفاوضية التي كان آخرها قبل عدة أشهر برعاية وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" والتي لم تتوج بالنجاح بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية واستمرار سياستها الاستيطانية وممارساتها العنصرية والعدوانية المتمثلة ببناء المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري والتي زادت من معاناه شعب فلسطين من بؤس وفقر وموت بحق المواطنين العزل في الأرض المحتلة. وأوضح أن قناعة القيادة الفلسطينية ومواقفها الثابتة في حل الصراع من خلال المفاوضات لم تتغير رغم السياسات والممارسات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والإنساني.. مشددا على أن الاعتراف الثنائي بدولة فلسطين لا يقوض شرعية إسرائيل أو عزلها، كما لا ينهي الاحتلال فورا أو يغير الوضع على الأرض إلا أنه سيسهم في إرسال رسالة قوية إلى إسرائيل بضرورة العمل على مواصلة مفاوضات جادة وحقيقية ذات مرجعيات واضحة وجدول زمني محدد لإنهاء الاحتلال والتي ستؤدي في النهاية إلى تحقيق الأمن والسلام الشامل والعادل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأثنى المالكي على قرار بعض الدول الأوروبية التي بادرت بالاعتراف بدولة فلسطين ولتلك التي صوتت في الجمعية العامة في الأمم المتحدة والتي على اثرها تم منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو. ووضع المالكي نظرائه الأوروبيين بآخر السياسات والممارسات الإسرائيلية بحق أبناء شعب فلسطين والمتمثلة بالعدوان الأخير في قطاع غزة وقرارات الحكومة الإسرائيلية ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية خاصة في مدينة القدسالمحتلة إضافة إلى الانتهاكات المستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الاقصى ومنع المسيحيين الفلسطينيين من إقامة أعيادهم المقدسة . وتساءل في رسالته، إلى متى ستبقي إسرائيل دولة فوق القانون والمساءلة القانونية؟ متجاهلة إجماع وإرادة المجتمع الدولي بإحراز تقدم في العملية السلمية والتفاوضية على أساس مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية؟. وأشار إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون حول "أقصى ما ستقدمه إسرائيل للفلسطينيين هو حكم ذاتي" مما يؤكد على نوايا الحكومة الإسرائيلية من العملية السلمية والتفاوضية غير المقبولة فلسطينيا وعربيا ودوليا. واعتبر المالكي الوقت مناسبا لدول الاتحاد الأوروبي من أجل الاعتراف بدولة فلسطين.. مشددا على التزام القيادة بإنهاء الاحتلال بالطرق السلمية من أجل تجنيب المنطقة اندلاع حرب دينية خطيرة وهذا بحاجة لدعم من دول الاتحاد الأوروبي.