المركز المصري لحقوق الانسان أعرب المركز المصري لحقوق الانسان عن قلقه إزاء عدم تعامل مرشحي الرئاسة بالشكل المناسب مع ملف التعليم في مصر، وعدم تقديم المرشحين المعلومات الكافية عن كيفية التعامل مع قضية التعليم، وما هي الخطط والاستراتيجيات التي سيتم اتباعها مستقبلا من اجل هيكلة هذه المنظومة التي تعانى من مشكلات كثيرة خلال العقود السابقة. وحسب ما رصد المركز المصري فيما يتعلق بملف التعليم، ورد في برنامج المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي أن التعليم بحاجة إلى 20 ألف مدرسة جديدة بتكلفة 500 مليار جنيه، وعلى المجتمع والدولة أن يقدما للمعلم الدعم المعنوي الكامل، وسيتم تشكيل منظومة للتعليم الصناعي والفني، وتدريب كوادر قادرة على النهوض بالصناعة والتنمية خلال السنوات القادمة. بينما ركز المرشح الرئاسي حمدين صباحى على الالتزام بنص الدستور في الانفاق الحكومي على التعليم بما لا يقل عن 4% ورفع نسبة الانفاق الحكومي للتعليم الجامعي بما لا يقل عن 2% من الناتج القومي الإجمالي، وتتصاعد تدريجيا حتى تتفق مع المعدلات العالمية، والالتزام بمعايير الجودة العالمية فى وضع احدث المناهج التعليمية ، إلى جانب الاهتمام بتطوير التعليم الفنى عن طريق الاستعانة بمتخصصين فنيين من الجامعات والمصانع في العملية التعليمية ، بالإضافة إلى خطة زمنية للقضاء على الأمية من خلال تعاون تكاملي وشامل. ورأى المركز المصري أن كلا المرشحين لم يقدم الحلول اللازمة للتعامل مع أزمة المناهج الدراسية، ولم تقدم البرامج الانتخابية خطط تأهيل المعلم على أن يكون قدوة تربوية وتعليمية للتلاميذ، كذلك لم تكشف البرامج الانتخابية عن خطة زمنية واضحة بشان تطوير التعليم من أجل محاسبة المرشح عليها في حال اخفاقه في الالتزام بها. وأشار المركز المصري الى اهتمام المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي على بناء مدارس جديدة، في الوقت الذى ركز فيه حمدين صباحى على تخصيص نسبة من الدخل القومي لتطوير التعليم الجامعي، مع الالتزام بما نص عليه الدستور في مخصصات التعليم ككل، إلى جانب الاهتمام بمحو الأمية، ولكن لم يقدم كلا المرشحين أي من المعلومات التي يمكن الاعتماد عليها في تقييم تعاملهم مع ملف التعليم. وأكد المركز انه في ظل متابعته لأوضاع التعليم في مصر، يري أن هناك حاجة ملحة لكى يبرهن كل مرشح على اهتمامه بالتعليم والنهوض به عبر خطط عملية واضحة، تساعد على معالجة المشكلات التي تسببت فيها الحكومات المتعاقبة، وأهملت هذه الملف بشكل عمل على تفريغ كثير من الأفكار المتطرفة، وغرس أفكار تحض على الكراهية وتبث سموم العنف، بشكل جعل قطاع كبير من المجتمع معدا لكى يكون قنابل موقوتة ومنبعا للإرهاب والتطرف. كما أكد المركز بأن اهمال تطوير المناهج ترتب عليه تدنى المستوى الفكري والتعليمي للتلاميذ، ونشر معلومات مغلوطة، وأجيال لا تتقن اللغة العربية نطقا أو كتابة ، وهو ما يشوه من استخدام اللغة العربية في المجتمع، إلى جاني عدم ملائمة ما يتم تدريسه في المدارس مع التطور العلمي الكبير الذى مرت به البشرية، وهو ما يكشف عن تدني المستوى التحصيلي من هذه المناهج التي يتم تدريسها حاليا، ولا تفيد التلميذ في فهم ما يدور حوله من قضايا واشكاليات، كذلك تقديم معلومات تاريخية مغلوطة، بالإضافة إلى عدم انتفاع التلميذ مستقبلا في سوق العمل بما تم دراسته. وطالب فى بيانه بضرورة الاهتمام بالمعلم وتنشئته تربويا وتعليما وسلوكيا بشكل جيد، يتناسب مع المهام الموكلة له، فليس من المعقول الاهتمام ببناء المدارس الجديدة دون الاهتمام بتكوين ونشأة المعلم، فهذا الملف لابد أن يستحوذ على اهتمام مرشحا الرئاسة في ظل الأخطاء العديدة التي يقع فيها عدد من المعلمين، إلى جانب ضرورة الاهتمام بالمستوى المادي لهم، من اجل توفير البيئة المناسبة للمعلم لكى يقود التلاميذ إلى الابداع والاتقان والعمل بما هو لصالح الوطن. كما طالب المركز المصري بضرورة وضع خطة زمنية لتطوير التعليم الفني، خاصة وانه لا يقل أهمية عن التعليم الاساسي والثانوية العامة، خاصة وأن هذا القطاع من التعليم تعرض لتهميش متعمد خلال الفترة الماضية، وبالرغم من وجود مهارات ملحوظة للتلميذ المصري، إلا انه لم يجد الاهتمام الكافي من الحكومات المتعاقبة، بشكل أفشل هذا القطاع من التعليم بشكل متعمد ، وأن يهتم مرشحا الرئاسة بملف التعليم باعتباره ملف أمن قومي، وينبغي ان يكون للدولة دورا مهما في معالجته، والتعامل معه بجدية، ووقف كل أشكال التراخي الذى كانت تتعامل به الحكومات من قبل، وضرورة ان تفتح الدولة صفحة جديدة لحل كل مشكلات التعليم خلال فترة زمنية قصيرة، من أجل أن ينعكس ذلك بشكل ايجابي على المجتمع خلال المستقبل القريب.