أثارت الدراسة التي أعدها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي بتراجع مستوي التلاميذ في مواد اللغة العربية والرياضيات والعلوم وتراوح نسبة الإخفاق فيها من 74% إلي 86% بين تلاميذ الصف الرابع الابتدائي خبراء التعليم الذين أعربوا عن قلقهم وخوفهم من إهمال التعليم الابتدائي الذي تتكون فيه شخصية التلميذ. سلط الحيز والضوء علي السلبيات التي يعاني منها التعليم الابتدائي من ارتفاع كثافة الفصول وزيادة نسبة التسرب والمناهج العقيمة التي تفتقد للإبداع والابتكار وعدم تأهيل معلمي تلك المرحلة مؤكدين أن نظام الجودة جعل من المدرسين عبيداً للورق والسجلات..طالبوا بعقد دورات تدريبية لتأهيل مدرسي تلك المرحلة والاهتمام بإدارة المدارس وإعادة هيكلتها وتعيين مديرين أكفاء قادرين علي التطوير وعودة دور المعلمين والمعلمات والتركيز علي مهارات اللغة العربية والعلوم والرياضيات. أوضح عبدالحميد القرشي مدير مدرسة بمحافظة المنيا أن عوامل الفشل تتمثل في عدم إعداد معلم هذه المرحلة إعداداً صحيحاً علاوة علي أن مديري تلك المدارس لا يحملون مؤهلات تربوية مناسبة إضافة إلي إلغاء دور المعلمين والمعلمات الذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير حيث كانت تخرج معلماً كفئاً يدرس 5 سنوات أغلبها طرق تدريس وعلم نفس طفولة. طالب بضرورة البدء في إعداد معلم تلك المرحلة عن طريق دورات فعلية من جانب المتخصصين وإعادة هيكلة إدارات تلك المدارس فوراً بعناصر متميزة والنظر في عودة دور المعلمين والمعلمات والتركيز علي مهارات اللغة العربية والعلوم والرياضيات وإبعاد فوراً ما يسمي بالأنشطة التي هي مضيعة للوقت وإلغاء مشروع محو الأمية وتعليم الكبار واستغلال ما يصرف عليه في بناء المدارس ومنح حوافز لمعلمي تلك المرحلة لأن مشروع الأمية ثبت فشله. قال محمود جاد مدرس أول جغرافيا بالبحر الأحمر إن التعليم الابتدائي حجر الزاوية لمراحل التعليم الثلاثة مشيراً إلي ضرورة الاهتمام بتطوير التعليم في هذه المرحلة مثلما حدث مع التعليم الثانوي ولكن ليس من خلال عقد مؤتمرات لا تخرج بشيء منها سوي بعض المناهج المهمشة. أوضح أهمية بناء مدارس جديدة لتقليل الكثافة في الفصول وتوجيه كل الموارد المالية إلي هذا التعليم وتدريب المدرسين الجدد المعينين في التعليم الابتدائي ويجهلون طبيعة التعامل مع هذه المرحلة من العمر وتكثيف الدورات التدريبية لهم بالإضافة إلي نسف المناهج القديمة وعمل مناهج حديثة تعتمد علي الاستنتاج والابتكار وبها شيء من البساطة واستخدام التكنولوجيا في نفس الوقت. شخصية قال محمود صديق مدرس بإدارة مغاغة بالمنيا إن التعليم في المرحلة الابتدائية تتكون فيه شخصية التلميذ من حيث المهارات والإبداع واكتشاف المواهب التي تظهر في المراحل الأولي من التعليم مؤكداً علي أهمية التركيز علي هذه المرحلة والتي تعبر بالإنسان المصري إلي تعلم كل اللغات إذا أتقن تعلم اللغة العربية مع التركيز علي تعليم القراءة والكتابة فقط وليس تعليم المنهج. تساءل كيف أقوم بتدريس منهج لطالب لا يقرأ ولا يكتب فالأولي تعليمه المهارات اللغوية والعلمية والنفسية حتي يخرج لنا جيل تعتمد عليه مصر. طالب جميع المسئولين من علماء ومستشاري وأصحاب العلم بفتح جميع المدارس في المساء والمساجد والكنائس والجمعيات الأهلية لمحو أمية المتعلمين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعمل ثورة حقيقية في التعليم مقترحاً أن تكون الحصة الأولي في جميع المدارس الابتدائية والإعدادية علي مستوي الجمهورية للقراءة والكتابة. أوضح محمود فرغل مدرس بمحافظة الأقصر ضرورة إعادة النظر في منظومة التعليم بالكامل وخاصة في قاعدة الهرم وهي المرحلة الابتدائية فأركان العملية التعليمية التلميذ والمعلم والمنهج فالتلميذ هو العجينة المراد تشكيلها بواسطة المعلم باستخدام المنهج والوحيد الجاهز من هذه الأركان هو التلميذ لكن الركنين الأساسيين المعلم والمنهج غير جاهزين فالمعلم يحتاج إلي الكثير لإنجاز المهمة المنوط بها وهي تشكيل الخامة وهي التلميذ فهو محتاج تدريب وتأهيل وتقدير أدبي ومعنوي ومادي في المجتمع وهناك أشياء كثيرة لا حصرل ها تنقص المعلم المصري كي يقوم بالمهمة علي أكمل وجه وثانياً المنهج غير المناسب الذي يحتاج إلي مراجعة شاملة حتي نستطيع النهوض بالعملية التعليمية وخاصة في المرحلة الابتدائية اللبنة الأولي في البناء. دبلومات قال طارق رشيد مدرس بالإسكندرية إن الحاصلين علي دبلومات مازالوا يقومون بالتدريس يدرسون في المرحلة الابتدائية ولا يريدون أن يطوروا من أنفسهم فهناك الخبرة والتطور مشيراً إلي أنه في أغلب الدول المختلفة يهتمون بمعلمي المرحلة الابتدائية لأنهم الأساس ويكونون أعلي المؤهلات أما عندنا فقد منعوا معلمي الابتدائي من المراقبة للثانوية العامة لأنهم أخذوا أن يكتبوا للتلاميذ الإجابات علي السبورة. طالب شعبان حمزة مدرس بمحافظة سوهاج بضرورة الابتعاد عن التصريحات الكثيرة التي تجعل المعلمين والعملية التعليمية غير مستقرة مطالباً بالاستفادة من خبرات الدول المتقدمة مطالباً بتفعيل برنامج القرائية الذي تم تطبيقه علي الصف الأول الابتدائي ونال الإعجاب. مناهج عقيمة أوضح صلاح نافع مدرس لغة عربية أن مناهج الابتدائي عقيمة وتحتوي علي لوغاريتمات والمعلم غير مدرب عليها وكل ما يحدث من تطوير بعيد كل البعد عن الواقع فالتعلم النشط لا يمكن تطبيقه في مدارسنا ذات ال90 تلميذاً في الفصل بل وصل إلي أكثر من 100 تلميذ في إدارة كرداسة إلي جانب ما يسمي بالقرائية والمطبوعات التي لا يستفيد المعلم منها شيئاً وينتهي بها الحال إلي الأدراج!! أكد أحمد سيد أن نظام الامتحانات في المرحلة الابتدائية فاشل بكل المقاييس فهناك غش جماعي واعتماد علي الحفظ واستظهار واستخدام الامتحانات أداة للضغط علي الطلاب للدروس الخصوصية وليست للتقويم. أضاف أن المعلمين المتخصصين يقومون علي تدريس الألعاب والرسم والتربية الموسيقية ويتركون القراءة والحساب لغير المتخصصين فضلاً عن قيام معلمين مسيحيين علي تدريس مادة اللغة العربية كما أن المعلم مرتبط بمنهج أغلبة حشو ويلهث لإنهاء المقرر بأي صورة وأي شكل دون النظر للنتيجة مشيراً إلي نظام التوجيه الفاشل الذي لا يراعي إلا الدفاتر والكراسات ولا يشغله المستوي الحقيقي لأداء المعلم ولا مستوي تقدم التلاميذ الفعلي ولجان المتابعة التي أصبحت بعبعاً لإرعاب وإذلال المعلمين وليس لمساعدتهم علي تطوير أو تحسين أدائهم إلي جانب الطامة الكبري المعروفة بالجودة التي جعلت المدرسين عبيداً للورقة والقلم والسجل والموجهين. الأمية أكد حافظ زكي مدرس أن الأمية منتشرة في المرحلة الابتدائية مما تؤثر علي المراحل التالية حتي بعد التخرج والسبب في ذلك كثافة الفصل وتدني مستوي المعلم مقترحاً أن تكون كثافة الفصل في الصف الأول الابتدائي 20 تلميذاً فقط تزيد في الصف الثاني إلي 25 ثم في الصف الثالث إلي 30 تلميذاً حتي يستطيع يالطالب تعلم أدني شيء في التعليم وهي القراءة والكتابة ثم بعد ذلك تضع الوزارة ما تشاء من كثافة في الفصول. تساءلت فاطمة حسن مدرسة بالمنصورة كيف يتم تعديل منهج الرياضيات بالمرحلة الابتدائية دون تأهيل المعلمين لتدريس هذا المنهج بالدورات حيث إن معلم المرحلة الابتدائية لا يوجد له تخصص ويمكن انتدابه لتدريس أي مادة حسب العجز والزيادة مطالبة بضرورة عرض الدروس بطرق مختلفة لتبسيط المادة للتلاميذ واستخدام الوسائل التوضيحية والسيديهات التعليمية وعمل خطط معالجة فعلية للطيلبة الضعاف والاهتمام بهم. مشكلات ركز سليمان فتحي معلم بالمنيا علي مشكلات تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية ومنها ما يتعلق بالمجتمع المصري لانتشار اللهجة العامية وآثارها السلبية علي التلاميذ وهبوط المستوي اللغوي بشكل عام في المجتمع. أضاف أن هناك مشكلات تتعلق بالمدرسة حيث تركز المدارس الابتدائية علي اللغة المكتوبة فاللغة الشفوية لا تمارس إلا من خلال عملية الحفظ أو التسميع بالإضافة إلي تحول الأنشطة التعليمية المدرسية إلي عبء علي المدرس والتلميذ معاً مؤكداً علي وجود مشكلات تتعلق بالمحتوي فالمادة التي تقدم للتلاميذ جافة صماء بالإضافة إلي عدم وضع المناهج علي أسس علمية موضوعية كما أن تقسيم اللغة العربية إلي فروع أساس غير سليم لأنه غير ثابت ولا يتماشي مع طبيعة اللغة ككل وكيان واحد فالمنهج يجبر التلاميذ علي كراهية اللغة العربية. أشار إلي مشكلات تتعلق بالمعلم منها القصور في إعداد وتدريب معلم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية واستسلام المعلم للطرق التقليدية في التدريس والتي توارثها عبر الأجيال بجانب غياب التوجيه التربوي السليم من قبل المعلم نحو التلاميذ. مطالباً بضرورة أن يشترك المعلم مع الأسرة في تقييم التلاميذ بهدف تحسين تعليمهم وأدائهم وتشجيعهم علي إبداء الرأي مع الاهتمام بتعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية باستخدام طرق تدريسية مثيرة وجذابة ومشوقة.