المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة اعتبرت دراسة للمركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة ان زيارة المشير عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة ، ونبيل فهمي، وزير الخارجية؛ إلى روسيا، شكلت نقطةَ تحول فارقة في مسيرة العلاقات المصرية الروسية،حيث شكل الموقف الروسي الحاسم والداعم لثورة الثلاثين من يونيو ولإرادة الشعب المصري الحافز الرئيسى الذي تعالت معه الأصوات الداعية لإعادة تفعيل العلاقات بين البلدين على أسس أكثر رسوخًا، في ظل وجود مساحات من التفاهمات المشتركة حول طبيعة التهديدات الإقليمية والدولية وآليات مواجهتها. وأشار " تقدير موقف" أعده برنامج الدراسات المصرية بالمركز بعنوان " الدوافع والمنافع..زيارة المشير السيسي إلى روسيا" الى ان هناك احتمالين أساسيين لمستقبل علاقات مصر مع موسكو أولاهما إعادة الولاياتالمتحدة تقييم سلوكها الخارجي إزاء مصر. ويقوم هذا الاحتمال على فرضية أن العلاقات المصرية الروسية ترتبط بمتغير وسيط هو العلاقات المصرية الأمريكية، فكلما اتسمت العلاقات المصرية الأمريكية بالتوتر كلما تقاربت العلاقات المصرية الروسية. واضافت الدراسة ان هذه الفرضية هي التي رسمت السياسة الخارجية المصرية تجاه موسكو منذ حركة الضباط الأحرار في 1952 وحتى الآن. لذلك فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدرك حيوية علاقاتها مع مصر، خاصةً أن العلاقات الاستراتيجية التي استمرت بين البلدين أتاحت للولايات المتحدةالأمريكية العديد من المزايا، أبرزها: الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، واستخدام الأجواء المصرية، والمرور في قناة السويس، والتعاون في مكافحة الإرهاب. ويبدو أن ثمة مؤشرات على إعادة الولاياتالمتحدة لتقييم موقفها من ثورة 30 يونيو في ظل تبني مصر لتنفيذ استحقاقات خارطة الطريق، حيث تزامن مع ذلك تصويت الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون يتيح استئناف المساعدات الأمريكية لمصر.. وقد وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة في ديسمبر 2013 على هذا المشروع لتخفيف القيود على المساعدات الأمريكية المقدمة لمصر.. وأقرت اللجنة مشروع القانون بأغلبية 16 صوتًا مقابل صوت واحد؛ حيث أكد مؤيدو استئناف المساعدات أن هذا القانون يحقق التوازن المناسب بين تشجيع القاهرة على تبني إصلاحات ديمقراطية، والاستمرار في الالتزام الأمريكي إزاء مساندة مصر. والاحتمال الاخر فى مستقبل العلاقات المصرية الروسية بعد زيارة السيسى هو عودة الدب الروسي ويقصد بذلك أن هذه الزيارة ربما تفتح الباب على مصراعيه أمام عودة الدب الروسي إلى مناطق النفوذ القديمة في المنطقة..اخذا فى الاعتبار أن هذه العودة ستكون مختلفة لأن روسيا اليوم تختلف بشكل جذري عن الاتحاد السوفيتي في إطار حربه الباردة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي وإن كانت دولة متقدمة من الناحية العسكرية فإنها ما زالت تصنف كدولة متوسطة الغنى من الناحية الاقتصادية، فحجم الناتج المحلي الإجمالي لروسيا لا يتجاوز تريليوني دولار مقارنة بأكثر من 5 تريليونات للصين و15 تريليونًا بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية. وبرغم ذلك فإن احتمالية عودة الدب الروسي تتوقف على حجم التغير في الاستراتيجية الأمريكية إزاء قضايا المنطقة، ومحاولة تخفيف ارتباطاتها بها.. وفي حال توجه الولاياتالمتحدةالأمريكية إزاء آسيا فإنه بالتأكيد سينشأ فراغ ربما ستسعى موسكو للتمدد فى فراغه عبر علاقات ممتدة مع مصر وسوريا، وربما مع بعض دول الخليج أيضًا التي أضحت تتشكك في نوايا واشنطن بعد توقيع اتفاقها التاريخي مع إيران. وخلص المركز الاقليمى الى أن العلاقة مع روسيا ليست خصمًا من علاقات مصر مع واشنطن أو الدول الغربية، لكنها تأتي في إطار التنوع والتوازن المطلوب في سياسة مصر الخارجية عقب الموجتين الثوريتين.مشيرا الى أن العنصر الحاسم في تحقيق هذا التوازن يرتبط في الأساس بإعادة بناء القدرات المصرية الشاملة وفق منظور المصالح المصرية، واعتبارات أمنها القومي، أكثر من الارتهان بدور القوى الخارجية.. وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى التركيز على البعد المصلحي في علاقات مصر الخارجية، وهي الاستراتيجية الخارجية الأجدى في عالم اليوم الذي أضحى لا يعترف إلا بالمصالح كمحدد في علاقات الدول.