عبر خبراء الاقتصاد عن ترحيبهم بزيادة العلاقات بين مصر وروسيا عقب إعلان الخارجية الروسية عن قدوم وزيري الخارجية والدفاع الروسيين للبلاد برفقة وفد اقتصادي لبحث أبرز القضايا الهامة بمنطقة الشرق الأوسط بما فيها مصر، معتبرين أنها بداية عودة العلاقات المصرية الروسية العميقة بعد توترها مع الولاياتالمتحدةالامريكية. وقال الدكتور ايهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، هناك مسألة توازن فى العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والدول الأخرى، وترحيبا بالتقارب المصري الروسي خلال المرحلة الحالية، معتبرا انها خطوة جيدة بما يمكن التركيز علي دولة واحدة فقط. واضاف الدسوقي ان سبل التعاون بين مصر وروسيا تنعكس علي المجال الاقتصادى، لافتا إلى هناك توقعات بتقديم حزمة مالية خلال زيارة الرئيس بوتين لمصر المرتقبة رغم ضآلتها، والمساعدات الفنية المختلفة بشكل اكبر. ولفت الدسوقي إلى شمول قائمة سبل التعاون ملف تنويع الاسلحة والاستحواذ علي صفقة السلاح مع مصر بعد ان كانت مقتصرة علي الولاياتالمتحدةالامريكية، وتوريد القمح الروسي للسوق المصري بكميات كبيرة و تسهيلات في السداد. واوضح الدسوقي ان المرحلة المقبلة تشهد عمقا في العلاقات بين البلدين، لافتا إلى توقف تفعيل اطار التعاون بين مصر وروسيا على حجم الخطط المقدمة للجانب الروسي و بما يتسم بالجدية. وفى سياق متصل قالت الدكتورة دينا خياط، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب المصريين الاحرار، ان تنويع مصادر التعاون المصري القائم على التعدد بين الدول، يعدا امرا ضروريا واستراتيجيا للانفتاح على دول العالم، لافتة الي ان روسيا كان لها مواقف علي مدي التاريخ مع مصر و المنطقة. واضافت خياط انها لا ترغب في حصول مصر علي حزمة مالية من روسيا خاصة وانها سترفع حجم الديون الخارجية للدولة، مشيرة الي ان وجود استثمارات بالبلدين افضل 1000 مرة من الاقتراض، خاصة وانها ستسهم في زيادة فرص العمل و رفع معدلات النمو. ولفتت خياط الي ابرز المشروعات المقترحة في القطاع الصناعي والسياحي وكذلك في توريد القمح الروسي للبلاد، مشيرة الي ان روسيا قامت بمبادرة لرفع الحظر الدولي عن السياحة الوافدة لمصر عقب ثورة 30 يونيو ودعمها الكامل للدولة. واشارت خياط الي ان الولاياتالمتحدة هي الخاسر الأول والاخير جراء تحول الشرق الاوسط ومصر بشكل اكبر لروسيا، لافتة الي ان التهديد بقطع المعونة عن الدولة لن يؤثر علي الاقتصاد كما يتم الادعاء بذلك، لافتا الي ان القرارات الامريكية لن تكون ملزمة لمنطقة الشرق الاوسط مما يقلل من هيمنتها وسيطرتها علي تلك البلدان. واضافت خياط الي كل العوامل التي صاحبت التوتر بسوريا والتهديد بتوجيه ضربة عسكرية لها و عدم دعم مصر، كان سببا لظهور نجم الدب الروسي بالمنطقة، كما حدث في الستينيات، لافتة الي ان مصر ستستفيد بشكل كبير من علاقاتها مع روسيا خاصة وان هناك روابط تربط الدولتين من فترات تاريخية طويلة. كانت وزارة الخارجية الروسية قد اعلنت خلال اليومين الماضيين عن استقبال القاهرة، لوزيري الدفاع والخارجي سيرجي شويجو و سيرجي لافروف، الاربعاء المقبل و لقاءهما بالفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة, نبيل فهمي وزير الخارجية، تمهيدا لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنهاية نوفمبر الجاري. وبصفته قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزير الخارجية، ان الزيارة ستتطرق لعدد من الملفات المهمة بين البلدين علي رأسها العلاقات الثنائية في المجالين الاقتصادي والسياسي و قضايا المنطقة بما فيها الازمة الفلسطينية والسورية، فيما نقل موقع أنباء موسكو أن مصر بصدد إبرام صفقة أسلحة مع روسيا بعد تقديمها لعرض بموجبه تختار «القاهرة» انواع السلاح الراغبة فيه.