سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكري مرور سبعين عاما علي العلاقات المصرية الروسية زيارة مرسي تبدأ صفحة جديدة للعلاقات بين القاهرة وموسكو
الرئيس محمد مرسي: محادثاتي مع بوتين أكدت وجود آفاق جديدة للتعاون بين البلدين
تتويجا لسبعين عاما من العلاقات التاريخية والمميزة بين مصر وروسيا انعقدت مباحثات القمة بين الرئيس محمد مرسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي علي البحر الأسود تلك المباحثات الهامة التي عكست رغبة صادقة من البلدين في تطوير العلاقات الثنائية بينهما رغبة في إحداث نقلة نوعية في التعاون بينهما في كافة المجالات بما يعني فتح صفحة جديدة للعلاقات بين القاهرة وموسكو.. وقد أشار الرئيس مرسي خلال زيارته لروسيا وفي كلمة ألقاها في بداية مباحثاته مع نظيره الروسي إلي أن مصر في عهدها الجديد بعد الثورة تقدر كثيرا تاريخ العلاقات الوطيدة بين البلدين وتدرك الدور الكبير الإيجابي لروسيا في دعم العديد من المجالات الصناعية والزراعية والعسكرية وكانت دائما صديقا لمصر ومعاونا كبيرا لها في اجتياز العقبات ومن ثم فإن الرئيس مرسي أعرب عن تصوره بأن العلاقات بين البلدين يمكن أن تكون علي مستوي أعلي بكثير مما كانت عليه في الفترة الماضية. وقد تحدث الرئيس مرسي عن أهمية إقامة تحالف حقيقي في المجالات الاقتصادية وإيجاد نهضة صناعية لتحقيق تنمية كبيرة لاسيما أن هناك مشروعات كبيرة بدأت في مصر وأنشئت بتكنولوجيا روسية مثل السد العالي ومجمع الحديد والصلب وصناعة الألومنيوم بنجع حمادي وهذه المشروعات بها إمكانات نمو عالية إذا ماتم الاستفادة من الخبرة المصرية وبالتكنولوجيا الروسية المتطورة ومن ثم علينا البدء بهذه المشروعات الثلاث التي هي نموذج للتعاون البناء بين البلدين. علي صعيد آخر أكد الرئيس الروسي بوتين خلال محادثات القمة أنه مع مرور سبعين عاما علي إقامة أول علاقات دبلوماسية بين مصر وروسيا تلك العلاقات القائمة علي الاحترام والصداقة المتبادلة بين الشعبين فنحن بهذه المناسبة نعلق أهمية خاصة علي مصر كدولة محورية في العالم العربي والإسلامي والدولي ونسعي إلي تنويع التبادل التجاري من خلال إقامة علاقات اقتصادية واستثمارية قوية في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة مشيرا إلي أن الشركات الروسية الكبري تعمل بنجاح في مصر في عدد من المشروعات الهامة ومنها إعادة إصلاح وتطوير توربينات السد العالي وتطوير حقول النفط منوها إلي أن روسيا تواصل دعمها لمصر في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه. ملفات سياسية من أهم الملفات السياسية التي تم طرحها في مباحثات القمة الروسية يأتي الملف السوري في المقدمة في إطار طرح الموقف المصري وجهود مصر في حل الأزمة وسبل تفعيل المبادرة الرباعية التي طرحها الرئيس مرسي في قمة مكةالمكرمة الإسلامية للتسوية. وحول هذا الملف أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية في تصريحاته بأن هناك شبه إجماع بين جميع الأطراف الإقليمية والدولية أن يكون الحل للأزمة السورية سياسيا وعلي النظام في سوريا أن يقبل بذلك لأنه لن يكون هناك حل عسكري. ونفي وزير الخارجية ماتردد عن اعتزام روسيا نقل قاعدتها البحرية في سوريا إلي مصر مؤكدا رفض مصر وجود أي قواعد عسكرية أجنبية علي أراضيها.. كما تطرق الزعيمان إلي بحث قضية السلام في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وذلك بخلاف تطورات الأوضاع في المنطقة. نتائج إيجابية مما لاشك فيه أن زيارة الرئيس مرسي لروسيا ومحادثاته مع الرئيس بوتين التي تعد اللقاء الثاني معه بعد المحادثات التي انعقدت علي هامش قمة البريكسي في ديربان بجنوب أفريقيا قد أسفرت عن نتائج إيجابية وهامة. وقد أشار أسامة صالح وزير الاستثمار الذي رافق الرئيس مرسي خلال زيارته لسوتشي بأن الزيارة فتحت بابا جديدا للاستثمار علي خلفية علاقات قديمة وقوية مع دولة لديها علم وخبرة جيدة بالسوق المصري وأوضح أنه بخلاف إحياء بعض المشروعات القديمة مثل مصنع الحديد والصلب هناك رغبة روسية كبيرة من جانب الدولة أو رجال الأعمال للاستثمار في مجالات التعدين والثروة المعدنية والمناجم في مصر بالإضافة إلي الاتفاق مع الجانب الروسي علي الاستثمار المشترك في السودان كما يوجد هناك اتفاق علي التعاون في مجال تطوير التوربينات والمحولات الخاصة بالسد العالي لرفع كفاءته لمواجهة الاحتياجات المتزايدة. ومن ناحية أخري فإن زيارة الرئيس مرسي إلي روسيا ساعدت علي إحياء المفاوضات المصرية الروسية حول اتفاق وتحرير التجارة الحرة بين البلدين وأعطتها دفعة كبيرة. ومن ناحية أخري أوضح الجانب الروسي خلال المحادثات عن أنه ليس لديه أي مشاكل بشأن تصدير الغاز إلي مصر بالكميات التي تحتاجها. وأشار وزير الزراعة الذي رافق الرئيس مرسي خلال الزيارة بأن روسيا وافقت علي توريد جميع احتياجات مصر من القمح بدون حد أقصي لافتا إلي أن مصر عادة ما تجلب من روسيا ثلث ماتستورده من القمح حيث إن مصر سوق كبيرة للقمح الروسي ومن المتوقع أن تكون مصر بوابة القمح الروسي للسوق الأفريقي. ومن ناحية أخري أشار محمد كامل عمرو وزير الخارجية بأنه من المتوقع أن يكون هناك احتفاليات ثقافية يتم اقامتها في مصر في ذكري مرور 70 عاما علي العلاقات بين الدولتين.