إعداد :محمد الجرجاوى أدى إعدام جانج سونج ثايك زوج عمة الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج اون كما يصفونه فى بلاده إلى فتح الباب حول حياة تلك العائلة التى تحكم البلاد منذ تأسيسها على يد كيم إيل سونج عام 1948، وتوصف تلك العائلة في بعض الأحيان بأنها الأسرة الحاكمة أو الملكية الشيوعية الوحيدة في التاريخ. ويعاني سكان كوريا الشمالية البالغ عددهم 24 مليون في العادة من نقص في الغذاء وفقا لما تقوله الأممالمتحدة. وتم إعدام جانج الذي كان يعتبر ثاني أقوى رجل في البلاد قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لوفاة كيم جونج أيل والد الزعيم الحالي. وتأتي عملية الإعدام بينما تشبه وسائل الإعلام الرسمية كيم جون أون وهو الثالث من عائلته الذي يحكم البلاد بوالده أكثر من جده كيم ايل سونج الذي لا يزال يعتبر مؤسس الدولة. وكان جانج سونج ثايك، زوج شقيقة كيم جونج إيل، على مدى عقود إحدى شخصيات النظام الكوري الشمالي الذي تزعمته ثلاثة أجيال من كيم (الجد والأب والابن) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتولى إرشاد الزعيم الحالي في خطواته الأولى على رأس البلاد. وتشوهت صورة جانج (67 عاما) في 2004 إثر اتهامه بالفساد، وأعيد إليه اعتباره في العام التالي بعد إرساله "لإعادة التثقيف"، وتمت ترقيته في 2007 إلى قيادة حزب العمال، مما أتاح له السيطرة على الشرطة والقضاء. ورغم أن كوريا الشمالية تخلصت من الكثير من المسؤولين في تاريخها الممتد 65 عاما فمن النادر إزاحة شخصية قوية بهذا الحجم بمثل هذه الطريقة العلنية ما يشير إلى اعتراف بوجود انقسامات داخلية وفصائل متنافسة تحيط بكيم جونج أون. وحول أراء الخبراء قال روديجر فرانك الخبير في شؤون كوريا الشمالية بجامعة جونز هوبكنز"لقد تم التخلص من جانج سونج ثاك بطريقة توحي بأن كيم جون أون يريد توجيه رسالة بعينها". وتم استبعاد جانج البالغ من العمر 67 عاما من المشهد السياسي عام 2004 وأختفى عن الأنظار حتى 2006 لكنه أصبح نائب رئيس لجنة الدفاع القومي القوية وعضوا في المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم. من جانبه قال مايك مادين الخبير في هياكل السلطة في كوريا الشمالية ومؤسس موقع ومدونة نورث كوريا ليدرشيب ووتش "هذا رجل ربما يكون قد نفذ انقلابا في كوريا الشمالية." ويتناسب ذلك القول مع وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية في تعليقها إن جانج كان يخطط للاطاحة بكين جونج أون وكان لديه "وهم بان يصبح رئيسا للوزراء،لينتزع السلطة العليا من الحزب والدولة". بينما أوضح محمد إبراهيم الدسوقى الخبير فى الشؤون الأسيوية أن هذا الرئيس الحالى غير متزن نفسياُ وغير مؤهل عسكرياً أو سياسياً لقيادة البلاد.معللا ذلك بأنه قام بقتل قائد بالجيش للكشف عنه وهو يشرب الخمر عقب وفاة رئيس كوريا الراحل إذ يمنع قانون الحزب الشيوعى قيام أى فرد بشرب الخمرة خلال فترة الحداد ،لذا عند الكشف عن هذا الأمر تم إعدامه بدانة مدفع. وأكد الدسوقى أن جانج سونج ثايك كان يقود البلاد هو وزوجته كيم جونغ من وراء الستار ما جعلهم يعتبرون نفسهم الزعماء الحاليين للبلاد والأحق بقيادة بيونج يانج السنوات القادمة وذلك لاعتقادهم أن كيم جونج اون سيقع تحت سيطرتهم وذلك لأن الأب كيم جونج ايل كلفهم بتأهيل نجله لقيادة البلاد بعد رحيله. وأشار الخبير فى الشؤون الأسيوية إلى أن عملية الإعدام التى مؤخراً وقعت فى الوقت الذى بدأ يظهر فيه الصراع الخفى بين قادة الجيش والحرس القديم للسيطرة على مقاليد الحكم.. موضحا أن كيم جونج اون بدأ يختار أفراد ليكونوا حرس جديد وعون له للسيطرة على كل زمام الأمور فى البلاد ويصبح القائد الوحيد للبلاد كنوع من عمليات التطهير السياسي. وأكد الدسوقى أنه يوجد ضغوط قوية على كوريا الشمالية مثل الوضع الاقتصادى المتردى الذى وصلت له كوريا عقب فرض العقوبات الاقتصادية عليها جراء إعلانها عن استخدام الأسلحة النووية وتهديدها للغرب وأمريكا،ما جعلها تلجأ إلى تكوين صف جديد يساعده على فتح علاقات جديدة مع دول الغرب وتنحى الأفكار القديمة التى تجرع منها الشعب الكورى الجنوبى فقر مدقع وظلم قاسى،رغم الدعم الصين والروسى اللا محدود ،وخلق السوق السوداء التى يسيطر عليها الحزب الشيوعى والمؤسسة العسكرية وكان ثايك من أهم الرجال الذين يتحكمون فى السوق السوداء،ما جعله مستحوز على جزء كبير من السلطة ،ما أدى إلى الصراع على اقتسام الغنائم بين الكبار فى الدولة الكورية وبالتالى كان من الطبيعى التضحية بعنصر مؤثر فى السلطة مثل ثايك. وذكر الخبير بالشؤون الأسيوية أن كيم جونج أون يفضل أن تكون دولته ذات قدرات عسكرية نووية فضلاً عن كومة عالية من المشكلات المتراكمة، واقتصاد منهار لا يكفي لإطعام سكان البلاد ونقص في كافة الخدمات الرئيسية وعلاقات متدهورة مع كوريا الجنوبية بصفة خاصة ومع باقي العالم بصفة عامة. وأوضح أن كوريا الشمالية من الدول القليلة التى مازالت تحكم بالنظام الشيوعى والحزب الواحد إذ غير مصرع لأى مواطن او دبلوماسى أن يشاهد أى قناة غير قنوات التليفزيون الوطنى وإذا تم الكشف عن عكس ذلك يتم اعتقاله وبالتالى موته بشكل مؤكد نظراً لبشاعة المعتقالات الكورية.