تقرير: محمد الجرجاوى تعد حركة "تمرد" المصرية من الحركات التى أثرت بشكل كبير فى الشارع المصرى والعربى قبيل قيام الثورة الشعبية التكميلية 30 يونيو ، إذ استطاعت أن تعجل بسقوط النظام الإخوانى المتغطرس فى الشارع المصرى ،لذلك كان من الطبيعى أن تظهر حركات مشابهه لها فى الدول العربية وتتبنى نفس الأهداف وإسقاط النظام وإقامة انتخابات رئاسية مبكرة. وكان أخر تلك الحركات حركة "تمرد غزة" والتى ظهرت منذ أشهر قليلة بقطاع غزة للوقوف ضد ظلم حركة "حماس" وسيطرتها الباطشة على سكان القطاع ، والتى دعت منذ نشأتها الشعب الفلسطينى للتصدي لحركة حماس لاسقاط حكم حماس في غزة من أجل توحيد الشعب الفلسطيني ومن أجل حماية انجازات الثورة من السرقة والحفاظ علي وحدة الشعب والمقاومة الفلسطينية التي تعد الخيار الأساسي لدحر الاحتلال . وكان سرى عرفات، المنسق العام لحركة تمرد غزة،قد قال :" إن حركة تمرد خرجت من معاناة الشعب الفلسطينى والقمع الحمساوى، ونحن نعارض بشكل علنى ممارسات حماس الإرهابية بقطاع غزة، وعملنا على تشكيل تنسيقات لفضح ممارسات حماس والإعلان عن حركة حماس حركة إرهابية، على أعتبار انها تمثل الإخوان". وذكر عرفات أن حماس تحمى حدود إسرائيل وتعذب الشعب الفلسطينى، ونحن نعارضها وسنظل نعارضها حتى إسقاطها ورفع الظلم عن الشعب الفلسطينى، والذى يمنع القيادة الفلسطينية من التواصل مع الشعب حركة حماس، فحماس متمسكة بالحكم وقمع الشعب وترفض اجراء انتخابات، وهى تجمع الضرائب لقمع الشعب الفلسطينى، وهنية يبحث عن كيفية إدارة قطاع غزة بدلاً من أن يخرج ويقدم استقالته. ورغم تلك الدعاوى التى نادى بها أعضاء الحركة المذكروة إلا أن الدعم العربى والمصرى لها إنخفض بشكل ملحوظ فى الأونة الاخيرة وأصبحت الحركة مجرد صوت فلسطينى معارض من الخارج،وبدأت الحركة فى التلاشى عن الأذهان الفلسطينية والمصرية والعربية بشكل عام. وحول رأى الخبراء عن تلك الحركة أكد سمير غطاس رئيس منتدي الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، ومدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية أنه لا يوجد دعم مصرى رسمى ل"تمرد غزة"، لكن يوجد بعض الأحزاب المصرية التى استضافت بعض أعضاء الحركة. وأوضح غطاس أن هناك قمع غير طبيعى فى قطاع غزة فى ظل التعتيم من جانب وسائل الإعلام الغربية والعربية على تلك الممارسات الوحشية ، مدللا على ذلك ما حدث داخل القطاع أثناء الذكرى التاسعة لوفاة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسرعرفات،إذ أمر وزير الداخلية بحكومة حماس فتحى حماد بعدم خروج المواطنين الفلسطينيين للاحتفال بذكرى وفاة عرفات والذى يعترض على هذا الامر يتعرض للقتل. وأشار مدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية إلى أن شروط "تمرد" المصرية تختلف كثيرا عن شروط "تمرد غزة" والعوامل المساعدة لتمرد مصر ليست متواجدة لدى "تمرد غزة"، إذ أن غالبية قادة تمرد غزةالفلسطينية متواجدين داخل القطاع لكنهم يعملون بشكل سرى إذ غير معروفين داخل القطاع ،ولن يستطيعوا الظهور خوفا من بطش قادة حماس ،والذين يعملون على نشر أهداف الحركة هم ممثلين لها مقيمين بالقاهرة. وأكد د.سمير غطاس أن السلطة المصرية برئاسة "المعزول"،قد استهانت ب"تمرد مصر" بجانب الدعم المعنوى من جانب الحركات والأحزاب السياسية وأجهزة الدولة أيضا وذلك بشكل علنى. فى حين أكد الدكتور أحمد الدبش الباحث فى الشؤون الفلسطينية لا يجوز استنساخ حركة غزة لأن الصراع فى فلسطين مع الإحتلال وليس ضد الحكومة وتسعى الحركة "المشبوهة" على حد قوله إلى تدمير سلاح المقاومة لصالح ضم القطاع لسلطة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ومستشار الأمن القومى الفلسطينى السابق محمد دحلان . وأوضح الدبس أنه ليس هناك حركة "تمرد" واحدة فى فلسطين بل هناك ثلاثة حركات "تمرد" تابعة لعباس ودحلان وبعض أجهزة الأمن التابعة للدول العربية هى لن تطالب بالحرية والكرامة اهداف شخصية ومن الظلم تشبيها بحركة تمرد المصرية وشدد الباحث الفلسطينى على أن الحركة لم تستطيع إلى الأن تغيير أى شئ فى قطاع غزة إذ لم تستطع إخراج ثلاثة أشخاص على الأقل فى تظاهرة ضد حكومة حماس برئاسة إسماعيل هنية. من جانبه أكد دكتور عبد القادر ياسين الباحث فى الشؤون الفلسطينة أن هذه الحركة كانت مستقلة فى بادئ الأمر ضد حركتى فتح وحماس لكن قامت مجموعة من حركة فتح ب"خطف" الحركة وأصبح إسمها الأن "قاوم". ونفى ياسين أن تكون السلطات المصرية ،قد دعمت تلك الحركة ،موضحا أن الحركة ،قد جاءت إلى مصر لطلب الدعم من الحركات السياسة والسلطات المصرية ،لكن قوبل هذا الطلب بالرفض لعدم مصداقيتهم فى الكفاح والتصدى عن الشعب الفلسطينى فى حين أوضح د.مازن النجار الباحث الفلسطينى أنه توجد عدة أسباب لفشل حركة تمرد غزة أبرزها أنها،لا تتمتع بكاريزما قوية وماهية أولوياتها الأساسية ليست معلومة للجميع ،وتساءل هل هذه الحركة تستطيع أن تدير المنظومة السياسية فى فلسطين ى حال وصولها للسلطة. وقال النجار :"إن الفرق بين الحركتين أنه كان يوجد حركات داعمة ل"تمرد" فى مصر عكس غزة لأن القوات المسلحة الحمساوية هى من تحكم لوحدها وتوجد بينها وبين الفصائل الفلسطينية توافق فى جميع المجالات وبالتالى فإن "تمرد غزة"من الصعب أن تؤثر بشكل فعال فى الشارع الفلسطينى خاصة فى قطاع غزة".