حمدى الجمل – محمد زكى على ما يبدو أن ظاهرة تمرد تنتشر بشكل سريع وكما حدث فى مصر، دشن بعض النشطاء الفلسطينيين حملة تمرد بغزة أطلقوا عليها " تمرد ضد الظلم " وإسقاط حماس، كما تقول هند العربى المتحدث الإعلامى للحركة بمصر فى حوارها ل "الأهرام العربى"مؤكدة أنهم حددوا 11/11 للخروج ضد الظلم، وأنهم اختاروا هذا التاريخ الذى يوافق اغتيال الشهيد ياسر عرفات «أبوعمار» موحد الفلسطينيين لأن حماس لا تسمح ببناء أو بقاء مسجد لا يتبعها فى غزة، وتقوم بتدمير أى مسجد خارج سيطرتها بل وتبنى معتقلات تحت المساجد التى تتبعها لسجن وتعذيب من يخرج عن إرادتها وأهدافها، وأنها المستفيدة من بقاء الأنفاق، وهى الآن تستعين بالحرس الثورى الإيرانى فى التآمر على مصر. لماذا تم اختيار يوم 11 نوفمبر لإسقاط حماس؟ لأنه يوم استشهاد رمز الوفاء والحرية الرئيس الراحل أبو عمار. هل تعنين بذلك أنه تم اغتيال الرئيس عرفات؟ نعم تم اغتياله. وإسرائيل هى التى تقف وراء اغتياله. وأعتقد أن لمنظمة حماس دورا فى هذا الاغتيال. وما دوافعها من وجهة نظرك؟ لأنه قصر دور حماس على المقاومة فقط، ولم يسمح لهم بتولى مناصب حكومية، وأعتقد أن لحماس دورا فى تقسيم القضية الفلسطينية للقطاع وغزة، أو بمعنى آخر تصفية القضية الفلسطينية. ولماذا رفعتم شعار "تمرد" هل هو استلهام من تمرد المصرية؟ نحن استلهمنا الاسم فقط، فكلمة انتفاضة أو ثورة لا يصح أن تطلق فى مواجهة أخى الفلسطينى، ولكن تقال فى حالة واحدة وهى عندما تكون ضد العدو الإسرائيلي، فكان لابد من إيجاد كلمة وسطية تعبر عن الرفض للظلم والقمع وتكميم الأفواه وعدم السماح بالتعبير عن الآراء وتقطيع الأيادى والأرجل وقتل الأبرياء بلا سبب، ومن هنا خرجت كلمة تمرد. ومنذ متى بدأت الفكرة؟ الفكرة بدأت منذ فترة طويلة ولكن كانت تحتاج إلى حراك شعبي، ولاشك أن ثورة 30 يونيو ونجاح حركة تمرد فى مصر كانت هى المحرك الأكبر لتمرد الفلسطينية، فخرجنا فى اليوم التالى لها أى فى أول يوليو وهو اليوم الذى اخترنا فيه 11 نوفمبر. وهل يوم 11/11 بالنسبة لكم يعنى إعادة القضية الفلسطينية لما كانت عليه، أى أن تعود إسرائيل هى العدو الأول للفلسطينيين؟ هذا هو ما نسعى إليه. وماذا عن استجابة الشارع فى غزة؟ الاستجابة كبيرة، وقد قمنا بعمل حراك فى صفوف الشباب، وبالفعل تحرك الشباب، وكانت الجمعة الأولى وعنوانها "صفارة الإنذار"، موجهة لحماس، وفى هذا اليوم بعد صلاة الجمعة خرجت حماس فى عرض عسكرى كى تغطى على صوت الصفارة، وخرج الناس وتم اعتقال الكثيرين وقاموا بتهديد المتظاهرين وحدث هجوم على الكثير من أبناء غزة، ولم يكن هذا متوقعاً، ثم أتت بعد ذلك الجمعة الثانية بعنوان "الله أكبر" والتى خرج فيها المتظاهرون بعد صلاة العشاء، وحينما بدأ المتظاهرون بالتكبير كان رد حماس بالاغتيالات والضرب، وهناك شاب يدعى محمد من خان يونس تم اعتقاله وكسرت قدماه لأنه قال الله أكبر، ويمكن معرفة بياناته من على صفحتنا. هل هناك حصر بأعداد المعتقلين؟ لا يمكن حصر العدد على وجه الدقة، لأن الاعتقالات تتم يومياً، ولكن الاعتقالات بالآلاف من بينهم أطفال، وأخيرا تم اعتقال نساء. وهل مقر الحركة فى غزة أم تتم الإدارة من خارج غزة؟ الإدارة الرئيسية فى قلب غزة، لكن الصورة الإعلامية للحدث تتم من خارج غزة للفت الأنظار لما يحدث فيها. وإذا كانت الإدارة تتم من داخل غزة ويوجد ناشطون داخل غزة فلماذا لم يتم اعتقالهم حتى الآن؟ لم تتمكن حماس من اعتقالهم فهم يتحركون بشكل دائم وسرى تفادياً لذلك. وما توقعاتك ليوم 11/11، وهل تعتقدين أنه سيكون لآلة القمع التى يمكن أن تستخدمها حماس دور فى إفشال الحركة؟ استخدام القوة بدأ بالفعل ولم يؤثر على الشارع فهناك نوع من التحدى لدى الشعب. ما تصوركم للوضع لو سقطت حماس؟ نحن نعلم أن حماس لن تترك السلطة بسهولة، و11 نوفمبر هو بداية الفاعليات، وسيتم بعد ذلك الاعتصام داخل الميادين العمومية فى غزة وستشارك الضفة أيضا فى الفاعليات، وستتم فاعليات للفلسطينيين فى السفارات الفلسطينية فى جميع أنحاء العالم، ونحن نعلم أن خروج حماس لن يكون بالأمر السهل وربما يطول الأمر، ودورنا أن ننادى بحكومة مؤقتة إلى أن تتم الانتخابات. هل تقصدون بالانتخابات أن تكون على مستوى فلسطين أم فقط على مستوى غزة؟ على مستوى فلسطين كلها، لأننا ننادى بانتخابات تشريعية وانتخابات رئاسية جديدة. وماذا عن الموقف الدولى؟ وهل تتوقعون دوراً للتكتلات الدولية فى إنجاح أو إفشال حركة تمرد الغزاوية؟ سيؤثر فى إنجاحها وليس فى إفشالها وسيزيد من قوة وصلابة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وأخيراً أعلنت حكومة حماس أنها قامت بحفر ألف نفق جديد على الحدود المصرية، ولكن من ناحية أخرى فهناك تعاون بين إسرائيل وحماس لدرجة أن إسرائيل صرحت بأنه لا توجد حكومة بديلة عن حماس فى قطاع غزة لأنها الوحيدة القادرة على حفظ أمن إسرائيل، وكونداليزا رايس بعثت برسالة شكر منذ أسبوعين لقيادات حماس على حفظ أمن إسرائيل، وقمنا بالحصول على هذه البرقية بعد اختراق موقعين تابعين لحماس، وهذه الوثائق موجودة على الصفحة الخاصة بتمرد، وقمنا أيضاً باختراق صفحة الفيس بوك الخاصة ب «تامر نبده» المذيع بقناة الأقصى، وقمنا بنشر الكثير من الاتفاقيات التى كانت تتم فى الخفاء. أشرت أن حكومة حماس أعلنت عن حفر ألف نفق بين مصر وغزة، فما مدى صحة هذا الرقم وهل حماس قادرة على ذلك خاصة فى ظل وجود الجيش المصرى فى هذه المنطقة؟ هناك حالة من الرعب داخل حركة حماس، وهم يحاولون تهدئة شعب غزة وطمأنتهم بأنهم قادرون على إقامة أنفاق بديلة عن الأنفاق التى تهدمها الحكومة المصرية وذلك لكسر الحصار عن غزة. هل لديكم معلومات حول حجم التجارة التى تقوم بها حماس من خلال الأنفاق؟ تقدر حجم التجارة بنحو 2 مليار دولار، وتوجد لدينا تفاصيل كاملة لهذه المبالغ ويقدر حجم أرباح حماس من تجارة الأنفاق نحو من 2 إلى 3 ملايين دولار أسبوعياً. وزير الخارجية المصرى صرح أخيراً بأن إسرائيل دولة محتلة لقطاع غزة ووفقاً لاتفاقية فيينا فعلى المحتل أن يتحمل غذاء وكساء الشعب الذى يحتله، فإلى أى مدى تتفقون مع هذه الرؤية؟ أتفق مع هذه الرؤية، ولكن إسرائيل على جميع الأحوال داعمة لحماس، وتجرى الآن اتفاقيات بين إسرائيل وحماس بوساطة تركية لفتح معابر البضائع بينهم لإدخال البضائع إلى غزة. حماس تحاول التسويق لفكرة الحصار المصرى لغزة وتوجيه القضية باتجاه مصر، فما أهداف حماس من وراء ذلك من وجهة نظرك؟ هناك مخطط أمريكى - صهيونى يقوم به حركة حماس والإخوان المسلمين، وهذا المخطط كان قبل تولى محمد مرسى للحكم فى مصر ويقضى بإعطاء جزء من سيناء لحركة حماس لإقامة إمارة إسلامية فى سيناء تحكمها حكومة حماس، وإعطاء الضفة ورام الله للأردن وفى النهاية فوز إسرائيل بالقدس. هل توجد هناك اتصالات على المستوى الرسمى بينكم وبين الحكومة الفلسطينية الرسمية فى الضفة؟ لا توجد أى اتصالات رسمية نهائياً، التنسيق يتم على المستوى الشعبى فقط، والشعب هو الذى سيتحرك وليس الحكومة الرسمية.. الشعب الرافض لسياسة حماس، وأستبعد أن تكون حكومة أبو مازن داعمة لحركة تمرد. ماذا لو نجحت حركة تمرد فى إقصاء حماس عن السلطة؟ هل ستطالبون بالعودة لحدود 67 أم ماذا؟ دورنا سينتهى بإسقاط حكومة حماس وإجراءات انتخابات تشريعية ورئاسية،ودورنا هو دعم الشعب لحين الوصول إلى صناديق الاقتراع حتى يختاروا الحكومة والرئاسة التى تمثلهم لعودة أراضى فلسطين واستعادة الأقصى. من خلال التجربة الفلسطينية يمكننا استنتاج أن حماس لن تسمح لكم بالعمل بشكل واضح، فهل رصدتم ممارسات من حركة حماس تعرقل حركتكم؟ هذا ما يحدث بالفعل الآن من أجل هدم ما نقوم ببنائه، وقامت حماس بالإعلان عن بعض الأسماء التى تنتمى لحركة تمرد سواء فى غزة أو بالخارج من أجل تشويه صورتهم، وادعوا أن هؤلاء الأشخاص يتلقون دعماً من حماس ومن السلطة ومن محمد دحلان ونزار الأحمدى، وتتلقى دعماً من الخارج وكل هذا من أجل تشويه صورة الحركة. وهل تتعرضون لمضايقات أو تهديدات من حماس خلال وجودكم بمصر؟ تصلنا تهديدات يومياً وتم الهجوم على أهلى أكثر من مرة فى غزة، ووصلنى أكثر من مرة تهديد بالقتل على هاتفى المحمول. وماذا عن جذور الحركة قبل 30 يونيو، هل كان لكم دور نضالى داخل غزة؟ قبل الثلاثين من يونيو كنا موجودين داخل غزة وكان الشباب يحاول الخروج كثيراً للتعبير عن رأيه، ولكن كان لابد من توحيد صف الشباب الثورى الفلسطيني، ولا يمكن للعمل الفردى أن يحقق أى نتائج، وبعد أن قمنا بعمل تجمع داخل غزة تم إسناد العمل لأشخاص لا غبار عليهم خارج غزة أمثال الأخ أحمد الحمامرة، وهو من مبعدى كنيسة المهد وموجود حالياً بإسبانيا وهو نائب المنسق العام، وطلبت منه الحركة أن يتحرك من أجل إيصال صوت الشباب وصوت أهل غزة إلى العالم، والناطق الرسمى للحركة موجود بالنرويج وأنا أمارس دورى من القاهرة. يوجد عدد كبير من الفلسطينيين فى مصر، والرئيس المعزول مرسى أعطى الجنسية المصرية لخمسين ألف فلسطيني، فما دوافع ذلك من وجهة نظرك؟ أعتقد أن الدافع هو الهروب من قمع حماس، والمواطنون فى غزة كانوا يرحبون بالجنسية المصرية هروباً من قمع حماس، كما أنه كان هناك مخطط بين مرسى وحماس لإعطاء الجنسية لمائة ألف فلسطينى من حماس والقسام، والآن الأمر وصل لحد رغبة سكان غزة فى الهجرة إلى خارج غزة هروباً من قمع حماس. فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، فهل من المقبول أن يتلقى الجيش المصرى كل هذا الهجوم من حماس؟ هناك غضب فى الشارع الغزاوى تجاه ممارسات حماس، ولكن القمع الذى تمارسه حركة حماس هو ما يحول دون خروجهم للتعبير عن آرائهم، ويعتبر تطاول حماس على الجيش المصرى وتدخلها فى الشأن المصرى أحد أسباب الغضب فى غزة، وزادت الهم الفلسطيني، أيضاً تدخل حماس فى الشئون الخارجية أدى إلى مقاطعة الدول العربية للقضية الفلسطينية. وكم يقدر تعداد أعضاء الحركة حالياً؟ أعضاء الحركة يقدرون بنحو 60 ألفا ويتوقع أن يقوم هذا العدد بحشد حوالى مليون ومائتى ألف مواطن من أصل مليون وسبعمائة ألف بغزة.