كتب : إبراهيم سيد "عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء" ، "مرسي راجع" .. تلخص الجملتان السيناريوهات التي قد تتجه اليها مصر في الفترة القادمة، الأولى قالها الرئيس المعزول محمد مرسي عشرات المرات في خطاباته الطويلة ، والثانية لأنصاره على الجدران . يبدو السيناريو الأول أقرب للتحقق نظرا لرضاء غالبية قطاعات الشعب عن عزل مرسي وهو ما ظهر في نزول الملايين للشوارع لتفويض وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لمكافحة الإرهاب يوم 26 يوليو الماضي ، كما أن قوة الإخوان شعبيا تراجعت بشدة بعد القبض على آلاف الكوادر الإخوانية وتصدي الأهالي لمسيراتهم اليومية في المحافظات . وتمضي خارطة الطريق التي وضعت بعد عزل مرسي في طريقها حيث تم تشكيل لجنة تعديل الدستور منذ شهر ، وينتظر أن يتم الإستفتاء على الدستور المعدل خلال الشهرين المقبلين ، فيما تطالب العديد من القوى السياسية بتعديل خارطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية ، ما يرفضه حزب النور الممثل الوحيد للإسلاميين في القوى المؤيدة لعزل مرسي. ويتوقع المحلل السياسي سامح عيد أن تقاطع جماعة الإخوان الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية المقبلة باعتبار أن حصولهم على نسب ضئيلة من الأصوات سيضرهم على حد قوله ، كما يرى أن خارطة الطريق ستطبق كما هي ولن تجري فيها تعديلات. ورغم تواصل أعمال العنف التي توقع قتلى يوميا ، فتحت بورصة الترشيحات للانتخابات الرئاسية ، ويبدو العسكريون عائدون مرة اخرى الى سدة الحكم ، بحكم تفضيل الكثيرين لرئيس قوي يفرض استقرارا بعد حالة الانفلات الأمني بعد ثورة 25 يناير 2011، ودشن مواطنون حملات لجمع التوقيعات للمطالبة بترشح الفريق أول السيسي للرئاسة منها حملة "كمل جميلك" التي أعلنت جمع 5.5 مليون توقيع ، فيما ترددت انباء عن عزم رئيس الأركان السابق سامي عنان الترشح للرئاسة إلا أنه نفى ذلك لاحقا ، كما تردد إمكانية ترشح رئيس المخابرات السابق اللواء مراد موافي ، كما ذكرت تقارير إعلامية أن رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش قد يترشح للرئاسة. وحول بورصة الترشيحات للرئاسة ، أكد عيد أن خوض السيسي لإنتخابات الرئاسة يحسم الأمور لصالحه مشيرا إلى أن تصريحاته الأخير تزيد من التكهنات حول نيته الترشح للرئاسة وهو ما يعتبر تراجعا عن تصريحاته السابقة التي كانت تحسم الأمر بانه لن يخوض معترك السياسة ، فيما يختلف الأمر بالنسبة لأي قائد عسكري اخر ، واستبعد احتمالية فوز أي من المرشحين الرئاسيين السابقين لأن الشعب يريد وجوه جديدة مثل مصطفى حجازي مستشار الرئيس المؤقت ، ولكنه أشار إلى أن السيسي سيخسر كثيرا من شعبيته إذا صبح رئيسا لأن مشكلات مصر كبيرة وحلها لن يكو سهلا ما يعرض شعبية أي رئيس قادم للخطر.