حث وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور دول الخليج العربية على عدم اتخاذ إجراءات تستهدف الرعايا اللبنانيين ردا على مشاركة حزب الله في سوريا، قائلا "إنها أكبر من أن تلجأ الى قرارات تستهدف رعايا لبنانيين، خاصة أن اللبنانيين مخلصون للدول التي يوجدون فيها، ولا يتدخلون في الشأن الداخلي لاية دولة. وأضاف منصور في تصريح لصحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر اليوم، أن السلطات المحلية في تلك الدول تعرف أن اللبنانيين هم اكثر تفانيا واخلاصا للدول التي يتواجدون فيها وهمهم الوحيد هو كسب الرزق ولقمة العيش الكريم». وأشار منصور الى أن وزارة الخارجية تتابع هذا الموضوع عن كثب عبر البعثات والسفارات، وكل التقارير « تؤكد حتى الآن عدم وجود اية اجراءات بحق أي من اللبنانيين، اللهم الا بعض المخالفين، وهذا اجراء طبيعي وبديهي»، مشيدا بعمق العلاقة الموجودة بين الجاليات اللبنانية والدول الخليجية المضيفة. وحول الاجراءات المحتملة، قال منصور: "نحن لا نشك ولو للحظة واحدة بأن الأخوة في الخليج سيتخلون عن رعايتهم واحتضانهم للبنانيين، وهم أنفسهم يشعرون بمدى محبة اللبنانيين لهم حينما يزورون بلدهم الثاني لبنان". من جانبها ، ذكرت صحيفة السفير أن وفقا لتقديرات ديبلوماسية عواصم عربية وأجنبية، فإن الخليجيين يضغطون من أجل تحصيل «ولو ثمن اعلان انسحاب «حزب الله» من سوريا»، على حد تعبير مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع في بيروت. وقال المصدر إنه منذ الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، «أظهرت مداخلات عدد من المشاركين الخليجيين إن بعضهم كان مستعدا للقول إنه مستعد لوضع يده بيد بشار الأسد مجددا، ولكنه لن يتساهل مع ما أقدم عليه «حزب الله» من تعديل في موازين القوى على أرض سوريا». وأضاف المصدر أن بعض الجهات الإقليمية حاولت تلقف المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية، ولا سيما البند المتعلق بإخراج جميع المجموعات المسلحة غير السورية الناشطة على الأراضي السورية، غير أن العراقيين اشترطوا أن يكون المدخل لبحث موضوع انخراط «حزب الله»، انسحاب باقي المجموعات الآتية من كل حدب وصوب في العالم، والمقدّرة بعشرات الآلاف ولا تمت بصلة للشعب السوري ومعظمها يحظى برعاية ودعم دول خليجية بارزة. وتصنف المصادر الاجراءات التي لوّحت بها دول خليجية ضد «حزب الله» بأنها تصب في خانة الضغط لاخراج الحزب من المعادلة العسكرية على أرض سوريا.