اقترب العدّ التنازلى من اللحظة التي يترقبها العالم — حدث الأسبوع الأول من نوفمبر 2025 — الانطلاقة والافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير، أحد أضخم المشاريع الثقافية فى القرن الحادى والعشرين، وأكبر متحف مخصص للحضارة المصرية القديمة. فى اليوم الأول من نوفمبر، تتجه الأنظار إلى الجيزة لنقل وقائع افتتاح هذا الصرح الثقافى بعد أكثر من عشرين عامًا من العمل والإعداد، تخللتها مراحل تشغيل خلال عامي 2023 و2024 جرى خلالها تجريب المسارات الداخلية وأنظمة العرض الحديثة، تابعتها منذ بدء التشغيل التجريبي وسائل الإعلام العالمية والمجلات المتخصصة فى الهندسة والعمارة، مثلArchDaily، وأشادت بتفاصيل التصميم الذي يمنح المتحف موقعًا استثنائيًا بإطلالته المباشرة على أهرامات الجيزة، ويمتد المبنى على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، ويضم قاعات عرض ضخمة ومراكز حفظ وبحث حديثة. وخلال ما مضى من أيام وشهور، أشارت تقارير دولية إلى أن هناك إجماعًا على أن المتحف المصري الكبير يمثل إنجازًا حضاريًا يجمع بين التاريخ العريق والتكنولوجيا الحديثة، ويحمل فى الوقت ذاته بعدًا ثقافيًا ودبلوماسيًا يعكس رؤية مصر لدورها العالمي. وعلى المستوى المحلى تراهن الدولة المصرية على المشروع بوصفه ركيزة لإنعاش السياحة الثقافية وزيادة العائدات الاقتصادية، حيث تشير تقديرات مراكز الأبحاث السياحية إلى أن افتتاح المتحف من المنتظر أن يرفع عدد الزوار إلى عدة ملايين إضافية سنويًا، ويزيد إيرادات السياحة الثقافية بنسبة لا تقل عن 30% خلال السنوات الثلاث المقبلة، مما يعوض فترات التأجيل وتكاليف التنفيذ. كما يُتوقع أن يسهم الافتتاح فى تنشيط قطاعات الضيافة والنقل والبنية التحتية فى منطقة الجيزة، ويوفر فرص عمل جديدة تعزز من مكانة مصر كوجهة تراثية عالمية. ومن أهم محاور الجذب فى المشروع كما وصفتها مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" هى أن تصميم العرض يتيح تجربة غامرة تحاكي أجواء وادي الملوك باستخدام تقنيات متطورة، وأبرزت المجلة المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، باعتبارها من أهم عوامل الجذب فى المتحف، أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقد وصفت هذه المجموعة بأنها: "أعظم عرض متكامل لمقتنيات ملك مصري فى موقع واحد". وأشادت صحف مثل "الجارديان" البريطانية، ووكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بالتنظيم المتدرّج لافتتاح المتحف والتجربة الميدانية للزوار، بينما تناولت "فايننشال تايمز" الجوانب الاقتصادية والسياسية للمشروع، مشيرةً إلى أنه يجمع بين البعد الثقافى والاستثمار السياحي. ومع ترقب العالم، تتسابق وسائل الإعلام الدولية لإعداد تغطيات خاصة وأدلة للزوار قبيل الافتتاح، فيما يرى مراقبون أن الحدث سيكون مناسبة تُعيد تعريف العلاقة بين مصر والعالم، وتجسد قدرة المصريين على تحويل تراثهم إلى مشروع معاصر يربط بين الماضي والمستقبل. وفى الأول من نوفمبر المقبل، عندما تُفتح أبواب المتحف المصري الكبير رسميًا، لن يكون الحدث مجرد افتتاح متحف جديد، بل إعلانًا عن عودة مصر لتتصدر خريطة الثقافة والتراث الإنساني، وسوف يتحدث العالم كله عن مصر ومتحفها الكبير.