استقبل الرئيس الأمريكي "ترامب"، صديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فى مكتبه البيضاوي، مقدماً له أرق التهاني والتبريكات بمناسبة نجاح عملية استئصال البروستاتا والتعافى منها مبكراً، مزفا له تصميمه على المضي قدماً نحو تنفيذ اقتراحه "الجهنمي"، بشأن تهجير فلسطيني قطاع غزة إلى مصر والأردن واقتطاع أراضي من الضفة الغربية. ترامب الذي تجاهل الفلسطينيين أنفسهم أصحاب القضية واقترح ترحيلهم دون موافقة أو رغبة منهم وهم يعلمون علم اليقين أن اقتراحه ليس للحفاظ عليهم من ضربات صديقه المعافى أخيراً من استئصال "البروستاتا"، وإنما لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء نهائياً على أي حلول أخرى تقضي بحل الدولتين. ومع تفاقم الأزمات التي تعاني منها الدولة اليهودية على الصعيدين السياسي والعسكري، بعد البدء فى تنفيذ اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى وعودة النازحين للديار، جاءت تصريحات ترامب لتؤكد أن السياسة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط بعد صعود ترامب سوف تعطي قبلة الحياة من جديد لحكومة نتنياهو وعناصر حزبه الإرهابية التي قضت على الحياة فى قطاع غزة. يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد يشعر بأنه مدين لنتنياهو بعدما وافق الأخير على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بمجرد دخول الوسيط "الترامبي"، عملية التفاوض التي لم تستغرق الوقت الذي مضت عليه خلال حكم الإدارة الأمريكية السابقة، لذلك جاء حرص ترامب على تقديم قطاع غزة خاليا من سكانه كهدية فورية على نجاح عملية استئصال "بروستاتا" نتنياهو. وبعيداً عن سياسة "البروستاتا"، التي بدت عليها الإدارة الأمريكية الجديدة، جاء الرد قاطعاً من القاهرة وعمان برفض الفكرة "الترامبية" المتطرفة، واعتبارها خارج سياق الإرادة العربية الرافضة لتهجير أهالي قطاع غزة بعيداً عن أرضهم، تلك الإرادة العربية التي وجب أن تتخذ موقفاً موحداً فى هذا التوقيت الحرج لوقف محاولات تصفية القضية التي ستظل هي محور الصراع العربي الإسرائيلي. أما أسلوب التصعيد السياسي والتلويح بالعقوبات الاقتصادية ووقف المساعدات العسكرية الذي ينتهجه ترامب للضغط على الدولة المصرية والمملكة الأردنية لقبول فكرة تهجير سكان قطاع غزة، فلن يفلح مع تماسك وتكاتف الشعوب والجبهات الداخلية. الحقيقة التي يعلمها أطراف النزاع فى المنطقة أن فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة أو أى أراض عربية مغتصبة من قبل الكيان الصهيوني غير قابلة للتنفيذ ومرفوضة من الشعوب قبل الحكام، ولو كانت لها أن تمضي لما تعرض شعبنا فى غزة للقتل والقهر والدمار منذ بداية القصف الإسرائيلى على القطاع، فتحية للشعب الصامد تحت الأنقاض وأخرى لرجال مصر الأوفياء الصامدون أمام مؤمرات سياسة "البروستاتا". حمى الله مصر وشعبها العظيم