جاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى حول كيفية التعامل مع روابط الجماهير من الشباب مطابقة لما قاله فى احتفاله بالشباب بداية العام الحالى بأن عام 2016 هو عام الشباب المصرى، ووفقًا لشعار المرحلة (مصر تحيا بقوة شبابها).جاءت دعوة الرئيس لشباب الألتراس بتشكيل لجنة من عشرة منهم والاجتماع مع الجهات المعنية للوقوف على مشاكلهم وكيفية حلولها مع كشف ملابسات حادث بورسعيد وتتضمن أيضًا إجراء تحقيقات مدعومة من مؤسسة الرئاسة وهو ما يدل على أن الدولة لا تسعى لإخفاء الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع، وبحسب عدد من الخبراء فإن مبادرة الرئيس تستهدف استخراج الطاقة الإيجابية من الشباب إيمانًا من الدولة وإدراكها بأهمية الشباب ودورهم فى صياغة حاضر مصر وصناعة مستقبلها، كما أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى نابع من قلب أب يتحدث إلى أبنائه حريص عليهم لبناء مستقبل أفضل لهم بأسلوب مدروس. «أكتوبر» التقت عددًا من المثقفين والعمال والبسطاء من الشعب لرصد آرائهم حول مبادرة الرئيس. فى البداية يقول الكاتب مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق إن حديث الرئيس أظهر حبا شديدا للشباب عندما قال: (عندى أولاد وعمرى ما ضقت بهم.. فكيف أضيق بأبناء مصر.. إحنا اللى مش عارفين نتواصل معهم ولا بد من وجود مساحة للتواصل معهم). وأضاف: المبادرة إيجابية ونتمنى أن نغير مفاهيم تلك المجاميع من الشباب وتتحول إلى إطار الوطنية والقانون، مشيرًا إلى أن المبادرة ستحقق طموحات الانتماء الوطنى لدى هؤلاء الشباب وسوف تدفعهم إلى الاستماع إلى صوت العقل والرجوع لدورهم فى التشجيع الذى ظهرت من أجله هذه الروابط، وأن يحترموا جيش مصر والقائد الأعلى للقوات المسلحة. المبادرة أو الدعوة هى تدخل من الرئيس لتصحيح المسار، لأننا نريد مشاركة حقيقية وتفاعلًا قويًا لهؤلاء الشباب فى مسيرة الوطن، فالرئيس عبد الفتاح السيسى مازال يحظى بثقة المصريين الذين يقفون إلى جواره، لكن عدم انتباه الحكومة جيدًا إلى ضرورة إزالة كافة المنغصات التى يواجهها المواطن المصرى فى حياته اليومية يعطى فرصة إلى الكذابين المتأسلمين فى النفخ فى الرماد فتشتعل النيران مرة أخرى، لذلك من المهم جدًا وجود حوار صريح بقلب مفتوح لاستيعاب شباب الوطن وتحويل طاقته السلبية إلى طاقة إيجابية، فالهجوم المستمر والكيل بالاتهامات على طول الخط من جميع الأطراف لن يصب فى صالح الوطن، إننا جميعا ضد من يده تلوثت بدماء المصريين وضد من رفع السلاح لكسر إرادة الدولة، أما الحوار فأهلًا به نختلف نتفق على أرضية وطنية واحدة. مبادرة ذكية أما حاتم زكريا الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب وعضو مجلس نقابة الصحفيين، فقال إن شعار اتحاد الصحفيين العرب هو حرية الرأى والتعبير، لكن الحرية التى ننشدها هى الحرية التى لها ضوابط حرية مسئولة لأن حريتك تنتهى عند حرية الآخرين ولا تعتدى عليهم، لأنه فى هذا الحالة تصبح فوضى، ولذلك فإن حرص الرئيس الأب عبد الفتاح السيسى علىأبنائه وشباب مصر جاء بهذه الدعوة على الرغم من كافة التحديات التى تواجه بلادنا على كافة المستويات داخليا وخارجيا ورغم أيضًا الأزمات الطاحنة، فدعوته بتشكيل لجنة من شباب الألتراس مع الجهات المعنية تعتبر مبادرة ذكية للغاية تنم عن وعى وذكاء وحكمة ودراسة متأنية للواقع ولكل الظروف المحيطة هذا كله بالإضافة إلى مشاعر الأبوة الصادقة من الأب الرئيس، فعدم الحوار والتفاهم مع هؤلاء الشباب سيضخم المشكلة ويعقدها ونحن فى مرحلة نحتاج فيها إلى كل شاب وشابة، لأننا فى مرحلة بناء دولة استنزفت مواردها لمدة خمسة أعوام. تحديات مهمة ويؤكد اللواء حسين محمد عبد اللطيف بإدارة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كعادته دائمًا يطرح مبادرات شخصية فى كل موقع سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى رغم مشاغله الكثيرة من أجل مواجهة التحديات والأخطار التى تواجه مصر فى الداخل والخارج وعندما شعر بأن الجهات والمؤسسات المنوطة لها حل مشاكل هؤلاء الشباب لم يبادروا حتى بالحلول. وقد تقدم بالدعوة إلى عقد لجنة تشارك فيها الألتراس بعشرة أفراد منهم لإزالة حالة الاحتقان التى يشكوها هؤلاء الشباب، خاصة بعد أحداث بورسعيد ليكونوا لجنة لعرض مشاكلهم من جميع النواحى حتى يتسنى لهم وقف حالة الغضب التى يعانى منها هؤلاء الشباب والرئيس لا يضيق صدره بالانتقادات، كما أن الدولة لم تستطع حتى الآن تدبير آلية للتفاهم والتواصل مع هؤلاء الشباب، وهناك بالفعل مؤيدون ومعارضون لهذه الدعوة.. المعارضون يرون أن الرئيس لديه من المسئوليات والمشاكل الداخلية والخارجية التى يجب أن يتفرغ لها وأن جهات الدولة عليها أن تقوم بمهامها فى تلك الظروف خاصة وزارتى الشباب والثقافة. وأخيرًا فإن حجم المسئولية الملقاة على عاتق الرئيس كبيرة جدًا ولن يستطيع أن يتحملها وحده، لذلك يجب أن يصطف الجميع لمصلحة هذا الوطن ومواصلة مكافحة الإرهاب ودحر المؤامرات التى تحاك ضد البلاد لأن بناء مصر لن يكون سهلا فى ظل هذه الظروف الصعبة. المسئولية الوطنية أما مريم إدوارد «صيدلانية» فقالت إن مبادرة الرئيس ليس بها أية شائبة، بل تدل دلالة قاطعة على أن الرئيس يتحمل مسئولياته تجاه شعبه وأبنائه من الشباب لأن هذا هو عام الشباب، ولذلك فإن الرئيس يعمل على تصفية الأجواء بالنسبة لهؤلاء الشباب ليتقدموا فى مسيرتهم المستقبلية تجاه الوطن.