لم يكن غريبا على شعب مصر أن يقف بجانب رئيسهم ويتحدوا الصعاب من أجل الحرية والعيش والكرامة ربما لأن الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مسئولية الرئاسة يؤكد أن ترشحه للرئاسة كان استجابة لمطلب شعبى من جانب جموع الشعب المصرى التى رأت فيه رجل الدولة القادر على قيادة مصر فى فترة عصيبة، وكانت المطالب للرئيس بالترشح من مختلف القوى السياسية واستجاب الرئيس لهذه المطالب متحملا مسئوليته الوطنية لقيادة الدولة المصرية والعبور بها إلى المستقبل لتحقيق الأمن والاستقرار وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة. وفى يوم 26 مارس 2014 أعلن السيسى استقالته من منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع والإنتاج الحربى وتنازل عن بدلته العسكرية التى كان يعشقها على مدار أكثر من ثلاثين عاما.. وكان مثالا للضابط الكفء المجتهد ووصل خلالها إلى أعلى المناصب والرتب ومنذ اللحظة الأولى لترشحه كان الرئيس صادقا مع نفسه ومع المصريين، حيث أعلن بوضوح أن حجم التحديات التى تواجه الدولة كبير على كافة المستويات سياسيا.. واقتصاديا.. وأمنيا.. واجتماعيا.. كما أكد على أن مواجهة هذه التحديات لا يأتى إلا بتضافر جهود المصريين جميعا واصطفاهم. وقد اختار شعار «تحيا مصر» لحملته الانتخابية ليدلل على ضرورة إعلاء مصلحة الوطن فوق الأهواء أو المصالح الشخصية وكان منذ اللحظة الأولى رئيسا يعمل بلا انقطاع وبأعلى درجات الإخلاص والتجدد.. وقد حرص الرئيس أن يبعث رسائله إلى العالم بأن مصر المستقبل تُصنع بإدارة المصريين ومنذ اليوم الأول بدأ العمل على قدم وساق فى مواجهة التحديات متسلحا بثقته فى قدرات المصريين وإصرارهم على النهوض ببلادهم، وبدأ فى معالجة كافة الملفات بالتوازى بين العمل على ملف السياسية الخارجية واستعادة مصر لمكانتها،وبين العمل على الملفات الداخلية والبحث عن حلم المصريين فى وطن يليق بهم ويرتقى بمستوى طموحهم فى المستقبل، خلال فترة لم تتعد 60 يوما أطلق الرئيس إشارة البدء لحفر قناة السويس الجديدة كمشروع قومى طموح لتنمية هذا الشريان المائى المهم الذى يربط المشرق بالمغرب ويضمن لمصر مكانتها كمركز حيوى للتجارة وتخطى هذا المشروع عوائده الاقتصادية المتمثلة فى زيادة الدخل القومى ليصبح علامة بارزة تدلل على قدرات المصريين على الإنجاز والتحدى وكانت المعدلات هائلة، وحفر المصريون قناتهم الجديدة ليعبروا بها إلى مصر المستقبل.. فضلا عن إطلاق مشروع الشبكة القومية للطرق لتصبح شريانا جديدًا للبنية التحية من خلال مضاعفة شبكة الطرق التى تم بناؤها على مدار التاريخ فى عام واحد وكان الحلم بتنفيذ 3200 كم طرق تعيد رسم خريطة النقل والمواصلات فى مصر وتساهم فى التنمية الاقتصادية.. بعض هذه الطرق جعل المصريين يشقون الصخر وينحتون الجبل، كما هو الحال فى هضبة الجلالة البحرية.. كما أولى السيسى اهتماما كبيرا بمحدودى الدخل والفقراء، وكان شغله الشاغل منذ تولى مهام منصبه هو تحسين أوضاعهم المعيشية فى إطار من العدالة الاجتماعية والمساواة، وكانت توجيهات الرئيس للحكومة باتخاذ كافة السبل لتحقيق ذلك على كافة المستويات ومؤسسات الدولة، أما على مستوى السياسة الخارجية عمل الرئيس على استعادة مكانة مصر الإقليمية والدولية وبذلت الدولة جهودا جبارة فى ملف السياسة الخارجية، حيث نفذ رئيس الجمهورية على مدار 27 زيارة خارجية نتائج إيجابية بارزة أهمها استعادة عضوية مصر إلى الاتحاد الأفريقى واستعادة الدور المصرى فى أفريقيا.. وترشح مصر لعضوية مجلس الأمن وعقد صفقات اقتصادية وعسكرية مع العديد من الدول.. وتوقيع اتفاق إعلان المبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة.. واعتراف دولى بإرادة المصريين فى ثورة 30 يونيو. هذا قليل من كثير الذى تم إنجازه خلال عام من رئاسة الرئيس بذل فيها الكثير من الجهد والوقت من أجل شعب مصر ليصل بالمصريين إلى بر الأمان ويحافظ على كرامتهم بين شعوب العالم فى 365 يومًا كفاح رئيس.. وثقة شعب.