الشقيقتان سارة ومروة غنيم الإيطاليتين من أصل مصرى قامت بتدشين صفحة على الفيس بوك باسم «ليس باسمى» كمبادرة اجتماعية لتصحيح صورة الإسلام، وتوضيح حقيقته أمام العالم. حققت المبادرة ردود فعل واسعة فى المجتمع الإيطالى والدولي، كما استطاعت الصفحة أن تصل إلى 15 ألف معجب فى وقت قليل جدا، وهو ما جعل صحف العالم تتحدث عنها، كما قام «راديو سوا» الأمريكى بتخصيص فقرة وإجراء حوار مع مروة غنيم. مروة قالت ل «أكتوبر»: فكرة حملة «ليس باسمى» بدأت بمبادرة منى ومن شقيقتى سارة ونحن طلاب فى جامعة برجامو بإيطاليا، تدرس سارة الأدب واللغة العربية، وأدرس أنا الصحافة». وبدأت فكرة المبادرة والصفحة بعد الهجمات التى تمت على صحيفة شارل إبدو الفرنسية يناير الماضى، فأطلقنا الصفحة لتوضيح صورة الإسلام الحقيقى. ودعوت أنا وسارة كل المسلمين الذين يعيشون فى بلاد غير إسلامية لتقديم رأيهم ولقت استجابات واسعة من كل أنحاء العالم، وارسل لها عدد كبير من المسلمين صورا لهم وهم يحملون شعار الصفحة «ليس باسمى» أو «Not In My Mame». وكتبت رسالة موجهة لأعضاء الدولة الإسلامية ولأى إرهابى ولكل من يسىء إلى الدين الإسلامى قالت فيها «ليس باسمى سوف تحارب.. ليس باسمى سوف تقتل.. ليس باسمى سوف تحرق.. ليس باسمى سوف تكذب.. ليس باسمى سوف تغزو.. ليس باسمى سوف تغتصب.. ليس باسمى سوف ترهب الناس». المبادرة تقوم بتنظيم حملات ومسيرات سلمية لرفض الإرهاب وأفعاله، وفى 21 نوفمبر الماضى جاء مئات من المسلمين من جميع أنحاء إيطاليا وشاركوا فى مسيرة احتجاجا على تصرفات ما يسمى بالدولة الإسلامية ووصفوها بأنها سرطان فى جسد الإسلام. وقد حرصا على تدشين الصفحة باللغة الإنجليزية لتصل الرسالة إلى الغرب، فالإعلام العربى يخاطب نفسه ولا تصل رسالته إلى الغرب، ولذلك يجب أن نخاطب الغرب بلغته. وتؤكد مروة «العيب ليس فى الدين دائما ولكن فى البشر، فالدين من رب واحد والبشر من أب وأم فلماذا نختلف؟ لقد أصبحت مقتنعة بأن ما يحدث وما يقال فى الإعلام سببه الجهل، الجهل بالدين واستغلال الدين فى التجارة، حتى أصبح تجارة رائجة لتحقيق مصالح دول وأشخاص». وتوضح «هذا ما نحاول توصيله من خلال الصفحة، دعوة ضد الجهل والعنصرية، دعوة ضد التحيز والكيل بمكيالين، ضد العنف والحرب واستغلال الإنسان بعد تسطيحه لكى يصبح وقودا لحروب هو الخاسر فيها». الجدير بالذكر أن مروة وسارة غنيم ولدتا فى أسرة تقدر قيمة الفن والثقافة فالأم رسامة والأب شاعر وأديب وكاتب يحمل كل هموم البشرية ويدافع عن الإنسان، ونال العديد من الجوائز المهمة فى إيطاليا. واستمدت سارة ومروة ثقافتهما من الثقافة الغربية والشرقية حيث أدركتا أن الكلمة أقوى من السلاح وأن لغة السلام وثقافة الحب والعدل أقوى من القنابل ومن لغة الحرب.