حالات الاعتداء على الوفد الإعلامى المرافق للرئيس أثناء زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة من قبل أتباع جماعة الإخوان، أثارت الكثير من اللغط فى الأوساط السياسية على المستوى المحلى والدولى، خاصة أن هذا المشهد تكرر فى بعض زيارات مصر الرسمية فى الآونة الأخيرة.ما دفع القنصلية المصرية فى نيويورك إلى تقديم مذكرة إلى الخارجية الأمريكية تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لإلقاء القبض على العناصر الإخوانية التى قامت بالاعتداء على الوفد الإعلامى المصرى المرافق للسيسى أثناء زيارته إلى نيويورك. وتضمنت المذكرة شرح ملابسات الحادث ومكان وقوعه، مع شرح كافة الانتهاكات التى قام بها متظاهرو الجماعة فى مخالفة قوانين تنظيم المظاهرات السلمية فى الولاياتالمتحدة، بما فى ذلك الاعتداء اللفظى والجسدى والتحريض ضد أعضاء الوفد الإعلامى، مع المطالبة بإلقاء القبض على من قاموا بتلك الاعتداءات، وتوفير الحماية لأعضاء الوفد المصرى، وإلغاء تصاريح التظاهر الممنوحة لأعضاء تنظيم الإخوان نتيجة تحولها إلى مظاهرات عنيفة. العديد من الشهود أكدوا تورط «محمد شوبير»، شقيق المعلق الرياضى الشهير «أحمد شوبير» فى حادث الاعتداء الأخير، وتزعمه لمجموعة من عناصر الإخوان لتنفيذ سيناريو الاعتداء بالسب والضرب بشكل ممنهج ضد الإعلاميين المصريين المرافقين للرئيس السيسى مثل «مصطفى شردى، ويوسف الحسينى، ورامى رضوان، ووائل الإبراشى». «محمد شوبير» الموجود فى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ 20 عامًا، ذاعت شهرته عقب ثورة 30 يونيو، وسقوط حكم الإخوان، حيث ظهر كأحد مؤيدى جماعة الإخوان فى الخارج، واشتهر بقيادته لمظاهرات الجالية المصرية بمدينة «مانهاتن» بنيويورك رافعًا شارة رابعة وصور «مرسى» ودعا لعقد ندوات فى أمريكا، طالب فيها المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى مصر، والتوقف عن دعمها ماليًا من خلال السياحة. وتردد اسم «شوبير» كثيرًا عقب اتهامه فى قضية «الهروب الكبير»، التى يحاكم فيها المعزول «محمد مرسى»، وأصدرت فيها محكمة جنايات القاهرة حكمًا غيابيًا بإعدام «محمد شوبير» مع قيادات إخوانية عديدة. ويدير شوبير حركة «غربة» أو ما يسمى بالحركة الوطنية لدعم الثورة المصرية، كأحدث الكيانات المزعومة التى أسسها أتباع الجماعة، لمخاطبة الغرب والحكومات الأجنبية فى كل دول العالم لوقف أحكام الإعدام الصادرة ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد من قيادات جماعة الإخوان، والإفراج عن المحبوسين من أتباعها. الفشل ورغم فشل الكيانات التى سبقت تأسيس حركة «غربة»، فإن التنظيم الدولى يسعى لبذل مزيد من الضغوط على الحكومة المصرية، حيث أعلن التنظيم عن انضمام 18 حركة مزعومة داخل مصر إلى حركة «غربة». ووفق تصريحات محمد شوبير منسق عام «غربة»، والذى تولى مهمة إذاعة البيان الأول من خلال استوديوهات قناة الجزيرة فى حى مانهاتن بالولاياتالمتحدة، فإنه تم التحفظ على أسماء المؤسسين وأعضاء الهيئة العليا خوفًا عليهم من الملاحقات الأمنية. ولم يتطرق البيان التأسيسى الأول ل«غربة» إلى المؤسسين وأسمائهم، أو يذكر التحركات المستقبلية للحركة، وآليات التفاعل مع الجمهور والحكومات الغربية، كما أن قيادات مكتب التنظيم الدولى لم تظهر فى الصورة، فى حين تقدمت شخصيات أخرى محسوبة على الإخوان. حركة مريبة وقد كشف د. عزت الدرديرى القيادى المنشق عن الجماعة والعضو السابق بالتنظيم الدولى، عن كواليس إنشاء هذه الحركة المريبة التى تخصصت فى تشويه صورة مصر أمام المجتمع الدولى، كما أن هناك لقاء عقد قبل عدة أشهر بحى مانهاتن بمدينة نيويورك فى منزل د. عماد شاهين أحد قيادات الجماعة الهاربين والمحكوم عليه بالإعدام، وهو يقع مقابل مقر قناة الجزيرة، وبحضور، محمد شوبير منسق مظاهرات الإخوان بأمريكا، وعبد الموجود الدرديرى مسئول لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، والدكتورة آن شرودر المتخصصة فى الشئون الدولية بجامعة جورج واشنطن، وسوزان عدلى المحامية الدولية والناشطة فى مجال حقوق الإنسان، والمحامى الأمريكى السابق رمزى كلارك. وأوضح الدرديرى بأنه تم الاتفاق خلال اللقاء على إنشاء حركة تتولى مهام الترويج لملف الجماعة والتنديد بالدولة المصرية تجاه ما يحدث من ملاحقات أمنية لعناصر الإخوان، ووقف محاكمات قيادات الجماعة وعلى رأسها محاكمة محمد مرسى، وتم الاتفاق على تدشين الحركة، وإصدار بيان باسم «أوقفوا إعدام الديمقراطية»، ونشره فى وسائل الإعلام الغربية بمقابل مادى، وهو ما حدث بالفعل فى عدد من الصحف والمواقع الغربية المحلية، ولم يأت بأى رد فعل إيجابى، ولم يعلم أحد بالاجتماع الذى عقد فى مانهاتن وكأن شيئًا لم يكن. وثيقة المبادئ وأضاف الدرديرى، أنه خلال هذا اللقاء تم الاتفاق على وضع ما يسمى ب «وثيقة المبادئ الأربعة» والتى كتبت بخط القيادى عبدالموجود الدرديرى، ونصت على «وقف أحكام الإعدام، والإفراج عن كل قيادات الإخوان، وإعلان انتخابات رئاسية مبكرة، وإلغاء الدستور وما ترتب عليه من نتائج»، لافتًا إلى أن نص تلك الوثيقة سيخرج فى الاجتماع المقبل للكيان الإخوانى الجديد، والذى سيشهد حضور شخصيات سياسية بارزة من دول اليمن، والكويت، ومصر، والأردن، والسودان، وليبيا، وهم من المتعاطفين مع التنظيم الدولى وسيكون الاجتماع بمثابة الورقة الأخيرة التى تلعب بها جماعة الإخوان على المستوى الدولى، علاوة على أن التنظيم يعكف حاليًا على إعداد حملة إعلامية ممنهجة ومدفوعة الأجر فى صحف أجنبية لنشر وثيقة المبادئ الأربعة». وبحسب الصفحة الرسمية ل «غربة»، فإن عددًا من الشخصيات المشاركة فى الحملة وقعت على البيان التأسيسى دون توضيح صفات بعضهم، ومن بينهم اللورد ألدرديس، اللورد ديفيد ستيل، السيناتور جيمس أبورزق نائب الكونجرس السابق، السيناتور نايك غرافيل، البروفيسور جون أسبوزيتو، وأليس ووكرز، ونورمان فرنكستين، ونجم هوليوود دانى غلوفر، والنائبة الألمانية أنتى غروث، ونائبا البرلمان السويدى فالتر موت وهليفى لارسن، ومارتين إلوى، ودومنيك بيشارد، وجون أوستين، وميديا بنجامين، وسارة فلوندرز، وفرانسوا بورغت. كيانات مؤيدة وتضم قائمة الحركات التى أعلنت انضمامها للكيان الإخوانى الجديد «غربة»، حيث يعمل بعضهم داخل مصر فى حين يباشر البعض الآخر أعماله التحريضية من الخارج، وتأتى حركة «الجيل الخامس» ومقرها قرية العدوة بالشرقية كأول الحركات الداعمة والمؤيدة، وكذلك حركات «باطل»، و«ضد الغلاء»، و«ثوار السويس من أجل الثورة»، وفى الخارج، «ائتلاف نساء من أجل حقوق الإنسان»، و«المصريون بالخارج من أجل الديمقراطية حول العالم»، و«حركة جامعة مستقلة»، و«مركز العلاقات المصرية الأمريكية»، و«المرصد الإعلامى الحقوقى العربى»، و«جمعية العدالة فى جنيف»، و«منظمة تواصل لحقوق الإنسان». إضافة إلى ممثلين عن حركات أجنبية وعربية أهمها، مؤسسة قرطبة، ومنظمة جورجيا للسلام، ومركز غاندى العالمى للسلام، وجورجيا للعدالة والسلام، وكود بنك، ونقابة المحامين الأمريكيين، والعدالة للجميع. من جانبه أكد سامح عيد القيادى السابق فى الإخوان أن قيادات التنظيم الدولى بأمريكا هى من تتولى الإشراف على مثل هذه الاعتداءات بترتيب مسبق مع عناصرها بقصد تشويه صورة الدولة المصرية، وإظهارها كأنها دولة ديكتاتورية، فضلاً عن إرهاب الإعلاميين وحصارهم، وإرباك زيارات الرئيس الخارجية، مضيفًا أن الإخوان يحاولون تصدير صورة سيئة للمواطن الغربى من أن الحكومة المصرية «عسكرية» فى ظل حالة التهييج المتعمد وتدويل قضاياهم بالتنسيق مع المنظمات الحقوقية فى الخارج. وأوضح عيد أن خطوات الرئيس الأخيرة فى فتح العلاقات مع الحكومات الغربية أعطى تحسنًا كبيرًا لصورة مصر فى الخارج. بينما أوضح خالد الزعفرانى الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان يمتلكون مؤسسات قوية داخل المجتمع الأمريكى استطاعوا من خلالها السيطرة على منظمات حقوق الإنسان فى الولاياتالمتحدة، وفتح قنوات اتصال مع مراكز صنع القرار الأمريكى، وإقناعهم بأنهم جماعة مدنية وترفض التعصب والتشدد، وتصدير صورة مغلوطة عن الدولة المصرية. وأشار الزعفرانى إلى أن حوادث الاعتداء على زيارات الرئيس الخارجية جاءت فى صالح الدولة المصرية وليس العكس لأنها فضحت الخطاب البذىء للإخوان وقياداتهم وادعهائهم الوسطية والديمقراطية أمام المجتمع الغربى، ويتبقى دور السفارات والقنصليات المصرية فى مواجهة هذه الأحداث وملاحقة صانعيها قضائيًا، وعقد الندوات والمؤتمرات الدولية لتصحيح الصورة وإعادة التوازن للدولة المصرية.