بداية ساخنة فى سباق الانتخابات البرلمانية

رغم أن اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس رئيس محكمة استئناف القاهرة لم تعلن الكشوف النهائية للمرشحين فى المرحلة الأولى لانتخابات برلمان 2015.. لكن يبدو أن السباق من أجل الحصول على مقعد تحت القبة قد بدأ مبكرًا وساخنًا فى هذه الجولة الأولى التى يدخلها المرشحون فى 14 محافظة يمثل فيها المستقلون الأغلبية.. حيث بلغ عدد راغبى الترشح 5420 مرشحًا على المقاعد الفردية.. بالإضافة إلى قبول 9 قوائم من الأحزاب والتحالفات الحزبية ورفض 6 قوائم لعدم استكمال المستندات المطلوبة.
ومن المقرر أن تبدأ اللجنة العليا للانتخابات إعلان الكشوف يوم الإثنين بعد مرحلة الفصل فى الطعون التى تقدم بها المرشحون والمستبعدون سواء للمقاعد الفردية أو نظام القوائم.وذلك أمام مقار المحاكم الابتدائية ولجان الانتخابات بالمحافظات.. كما ستستمر مرحلة التنازل والتعديل لمدة يومين.. حيث تقوم اللجنة العليا للانتخابات بإعلان الكشوف النهائية للمرحلة الأولى.
وقالت اللجنة العليا للانتخابات إنه لا يجوز وقف تنفيذ أحكام القضاء الإدارى ولو تم الاستشكال فى تنفيذه أمام أية جهة إلا إذا قررت دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا وقف التنفيذ.
اقتناص شرفة الصحافة
ويأتى تشكيل مجلس النواب الجديد طبقًا للمادة 102 من الدستور الذى صدر بعد ثورة 30 يونية 2013.. ويتم انتخاب 568 عضوًا.. منهم 448 مقعدًا للنظام الفردى و120 مقعدًا لنظام القوائم المغلقة المطلقة بالإضافة إلى ما يعينه رئيس الجمهورية بما لا يزيد على 5% وقد سبب هذا العدد الكبير مشكلة ضخمة لأمانة مجلس النواب حيث إن قاعة المجلس لا تتسع لكل هذا العدد من الأعضاء مما أدى إلى إجراء بعض التعديلات على القاعة واقتناص شرفة الصحافة من المحررين البرلمانيين ليجلس فيها النواب.. وأن يقوم الصحفيون بمتابعة الجلسات من الدور الثالث مما يفقدهم التفاعل مع الأحداث فى القاعة.. أو من خلال وضع شاشات ضخمة فى المركز الصحفى بجوار القاعة.
وقد خصصت اللجنة العليا للانتخابات يومى 29 و30 سبتمبر للتنازل وبدء الدعاية الانتخابية.. وسيتم إعلان الكشوف بعد التنازل والتعديل وتقديم الطعون حتى 8 أكتوبر للفصل فى الطعون.. وذلك للمرحلة الأولى حيث يبدأ التصويت للمصريين فى الخارج على مدى يومين هما السبت والأحد 17و 18 أكتوبر القادم.. وتجرى الإعادة فى الخارج يومى الإثنين والثلاثاء 26 و27 أكتوبر.
أما الإعادة فى الداخل فتجرى فى يومى الثلاثاء والأربعاء 27 و28 أكتوبر وسيتم إعلان النتائح وتقديم التظلمات للجنة العليا والفصل فيها يومى 29 و30 أكتوبر.
والمحافظات التى ستجرى فيها الانتخابات فى المرحلة الأولى تضم
14 محافظة هى: الجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط والوادى الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومطروح.
المرحلة الثانية من السباق
أما المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية فتبدأ مرحلة التصويت بالخارج يومى السبت والأحد 21 و22 نوفمبر القادم. أما التصويت فى الداخل فيجرى يومى الأحد والإثنين 22 و23 نوفمبر.. وتجرى الإعادة فى الخارج يومى 30 نوفمبر و1 ديسمبر وفى الداخل 1و 2 ديسمبر.
ومحافظات المرحلة الثانية يبلغ عددها 13 محافظة وهى: القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال وجنوب سيناء.
وسيتم إعلان النتائج وتقديم التظلمات للجنة العليا والفصل فيها يومى الخميس والجمعة 3 و4 ديسمبر 2015.
وستقوم اللجنة العليا بتسليم الشهادات للنواب المنتخبين حتى 20 ديسمبر لتقديمها إلى أمانة مجلس النواب للبدء فى استخراج كارنيهات عضوية المجلس. ولا يتم اعتبار العضو نائبًا فى البرلمان إلا بعد حلف اليمين الدستورية وقد نص الدستور فى المادة
104 على ذلك.
خرق قوانين الدعاية!
ورغم أن اللجنة العليا للانتخابات حددت بداية الدعاية الانتخابية ابتداء من
29 سبتمبر وحتى يوم الصمت الانتخابى فى 16 أكتوبر للمرحلة الأولى ولكن نجد أن بعض المرشحين الذين قبلت أوراقهم قد بدأوا فى الدعاية الانتخابية بالمخالفة للقانون واستغلوا مناسبة عيد الأضحى لعمل الافتات لتهنئة أبناء دوائرهم.
وفى نفس الوقت بدأت الأحزاب والتحالفات الحزبية تشكيل غرف عمليات داخل مقار الأحزاب فى المحافظات للتنسيق مع المرشحين سواء فى القائمة أو الفردى وإعداد خطط الدعاية والتحرك بين الجماهير.
وقرر حزب النور إعداد دورات لأعضاء الحزب عن طرق إدارة الحملات الانتخابية وزيادة وعيهم السياسى رغم أن هناك بعض الدعاوى القضائية التى يطالب فيها قائموها باستبعاد حزب النور السلفى من العملية الانتخابية على أساس أن هذا الحزب قائم على أساس دينى.. وأن ذلك مخالف للمادة 74 من الدستور الذى يحظر قيام الأحزاب السياسية على أساس دينى.
وقد كشفت الأرقام الأولى التى أعلنتها اللجنة العليا أن عدد المرشحين الذين أعلنوا عن رغبتهم فى الترشح بلغ 5955 مرشحًا على المقاعد الفردية تم قبول 5420 ورفض 535 مرشحًا.
أبرز المستبعدين
وكان أبرز المرشحين الذين رفضت اللجنة أوراقهم هو أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى المنحل للترشح فى دائرة مركز السادات بمحافظة المنوفية. وقالت اللجنة إن الحساب البريدى الخاص به محظور التعامل عليه بناء على الأمر رقم 56 لسنة 2011 الصادر من النائب العام بمنع المترشح (أحمد عز) وزوجاته وأولاده من التصرف فى جميع أموالهم النقدية وممتلكاتهم العقارية والمنقولة والحسابات الجارية والودائع وشهادات الاستثمار علاوة على ما ورد بخطاب الهيئة القومية للبريد والتى أفادت أن الشهادة المسلمة لأحمد عز بفتحه حسابًا لتلقى التبرعات والإنفاق على الحملة الانتخابية هى شهادة غير معتمدة، ومن المفروض ألا يعتد بها أمام اللجنة العليا للانتخابات.. وقالت اللجنة إنها قامت بإخطاره بحظر التعامل على ذلك الحساب بالسحب بناء على أمر المنع من التصرف فى أمواله.
وقد رحب الشارع المصرى والأوساط السياسية والحزبية بقرار استبعاد أحمد عز من سباق الانتخابات الذى كان أحد رموز الحزب الوطنى المنحل.. وأحد الذين أفسدوا الحياة السياسية فى مصر قبل ثورة
25 يناير 2011.. وكان بطلًا لأكبر عملية تزوير لانتخابات مجلس الشعب فى 2010.. الذى تم حله بعد ثورة يناير.
كما تم استبعاد الإعلامى توفيق عكاشة لأنه لم يقدم حسابًا بنكيًا ساريًا خاصًا بالإنفاق على الدعاية الانتخابية.
ورفضت اللجنة 535 طلب ترشح عن المقاعد الفردية.. بسبب عدم إجراء الكشوف الطبية الجديدة أو تقديم نتيجة التقارير الطبية بعد الموعد أو أن الكشوف الطبية أثبتت أن هؤلاء المرشحين يتعاطون المواد المخدرة كالأفيون والترامادول والمهدئات والمنشطات.
قوائم الأحزاب والتحالفات
أما بالنسبة للقوائم فقد تم قبول 9 قوائم من 15 قائمة تقدمت بأوراقها للجنة العليا.
? فالدائرة الأولى التى تضم قطاع القاهرة ووسط الدلتا تم قبول قوائم: حزب النور_ قائمة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية_ قائمة «فى حب مصر».
? الدائرة الثانية (شمال ووسط وجنوب الصعيد) تم قبول قوائم.
كتلة الصحوة الوطنية المستقلة_ فى حب مصر.
? الدائرة الثالثة (قطاع شرق الدلتا) تم قبول قائمة: فى حب مصر
? الدائرة الرابعة (قطاع غرب الدلتا) تم قبول قوائم: حزب النور_ فى حب مصر_ ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال
وقد أشارت اللجنة العليا للانتخابات إلى أن القوائم من حقها إجراء تعديلات عقب إعلان الكشوف النهائية للمرشحين فى المرحلتين الأولى والثانية، حيث ينص قانون مجلس النواب على أنه يجوز التعديل فى مرشحى القائمة أو التنازل عن الترشح فيها بطلب يقدم إلى اللجنة العليا للانتخابات من ممثل القائمة قبل الانتخابات
ب 15 يومًا على الأقل على أن تنشر اللجنة العليا للانتخابات التعديل أو التنازل فى القوائم وذلك فى صحيفتين يوميتين واسعتى الانتشار قبل الموعد المحدد للانتخابات بعشرة أيام ويعلن التنازل عن الترشيح يوم الانتخاب على باب اللجان الفرعية.
والمعروف أن قائمة «فى حب مصر» والتى يمثلها اللواء سامح سيف اليزل المنسق العام هى القائمة التى أعلنت ترشحها فى الدوائر الأربع التى تجرى فيها الانتخابات. كما أن القوائم الأخرى لم تترشح فى الدائرة الثالثة (قطاع شرق الدلتا)، مما دعا قائمة «فى حب مصر» إلى المطالبة بأن تفوز فى هذه الدائرة بالتزكية ولكن اللجنة العليا للانتخابات رفضت هذا التفسير، حيث طالب القانون بأنه يجب أن تجرى العملية الانتخابية فى الدائرة وأن تحصل القائمة على 5% على الأقل من أصوات الناخبين.
وتضم هذه القائمة فى القاهرة بالإضافة إلى اللواء سامح سيف اليزل، أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق وعلاء عبد المنعم عضو مجلس الشعب السابق وطاهر أبو زيد وزير الرياضة السابق ومحمد وهب الله أمين عام اتحاد عمال مصر ومارجريت عازر عضو مجلس الشعب السابق عن الوفد.. وغيرهم.
وتضم قائمة شمال ووسط وجنوب الصعيد سعد الجمال عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى المنحل ومصطفى بكرى عضو مجلس الشعب السابق، وعماد جاد عضو مجلس الشعب السابق.
وتضم قائمة الإسكندرية رجل الأعمال محمد فرج عامر عضو الشورى السابق وسحر طلعت مصطفى. وسوزى عدلى ناشد عضو مجلس الشعب السابق.
وفى قائمة الشرقية من الشخصيات العامة محمد زكى السويدى ووجيه حسين أباظة.
أما قائمة التحالف الجمهورى فالمنسق العام لها تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا وتضم مديحة عمارة الكاتبة الصحفية وحسام خير الله المرشح لرئاسة الجمهورية سابقًا ود. فائقة الرفاعى عضو مجلس الشعب السابق... وغيرهم.
أما حزب النور فقد رشح فى الدائرة الأولى بالقاهرة د. بسام الزرقا المنسق العام، وفى الإسكندرية رشح أشرف ثابت عضو مجلس الشعب السابق ونادر بكار.
???
? إننا نأمل أن تجرى الانتخابات البرلمانية فى جو من النزاهة والحيدة والشفافية.. وأن يحسن المواطنون اختيار ممثليهم تحت القبة والذين يساهمون فى بناء الوطن ويحافظون على مكاسب المواطنين بعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.