لم تكن قناة السويس الجديدة التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل 10 أيام والتى سوف يسجل التاريخ لشعب مصر وللرئيس السيسى أنها كانت التحدى الكبير والإنجاز الذى تحقق بما يشبه المعجزة.. لم تكن إلا وكما تبدو فى أجندة الرئيس سوى خطوة أولى من ألف خطوة من الإنجازات والمشروعات القومية الكبرى التى سوف ينجزها المصريون. إن قناة السويس الجديدة قد أكدت عودة الروح للدولة المصرية بمعنى أن مصر استعادت الدولة التى كانت مهددة بالسقوط.. لا قدر الله إذا استمر حكم جماعة الإخوان الإرهابية. لقد عادت الروح للدولة المصرية على كافة الأصعدة.. داخليًا وعربيًا ودوليًا وكان ضروريا أن تعود الروح للدولة داخليا.. وهو ما استهدفه الرئيس السيسى بعد ثورة 30 يونيو وحتى قبل انتخابه رئيسًا للجمهورية.. حيث بدأ منذ أن حصل على تفويض المصريين بعد نجاح ثورة 30 يونية عندما كان وزيرًا للدفاع فى تأمين الشعب المصرى داخليا من خلال القوات المسلحة التى انحازت لثورة المصريين وأسقطت حكم الإخوان مثلما كانت منحازة دائما للشعب حسبما يشهد بذلك تاريخ.. «خير أجناد الأرض». لقد كان واضحا أن الرئيس السيسى ومنذ البداية لديه خطة واضحة لاستعادة دور مؤسسات الدولة فى أن تقوم بواجبها المنوط بها.. وكانت البداية التصدى للمشكلات الحياتية المزمنة بداية من مشكلة الكهرباء الذى نجح فى حلها حلا جذريا وهو النجاح الذى نشهده حاليا مع ذروة حرارة شهور الصيف، ثم كان النجاح فى مواجهة مشكلات البوتاجاز والوقود والطاقة والخبز. ومن خلال رؤيته الاستراتيجية فإن الرئيس السيسى وبتوجيهاته لحكومة المهندس إبراهيم محلب بدأ فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية وعلى رأسها مشروع استصلاح مليون فدان وتوصيل مياه النيل عبر أنفاق قناة السويس إلى سيناء، وكذلك المشروع القومى للطرق باعتبارها من ضروريات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. وحتى لا ننسى أيضا كان مشروع الإسكان لمتوسطى ومحدودى الدخل.. إن أجندة الرئيس السيسى لعودة الروح للدولة المصرية على الصعيد الداخلى حافلة بالخطط التنموية والمشروعات القومية التى يسابق بها الزمن لتحقيق الحياة الكريمة للمصريين. وعلى الصعيد العربى والإقليمى نجح الرئيس السيسى حتى قبل أن يتم انتخابه رئيسًا للجمهورية عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع فى إعادة الجسور المقطوعة مع الدول العربية وفى مقدمتها دول الخليج العربى السعودية والإمارات والكويت وكذلك المملكة الأردنية الهاشمية. وكان الهدف هو التنسيق مع هذه الدول العربية المحورية لمواجهة الإرهاب الذى يهدد المنطقة ويسعى لهدم أوطانها فى إطار سيناريوهات ومؤامرات داخلية وخارجية.. ولعلنا نذكر جيدًا مقولة الرئيس السيسى المدوية «مسافة السكة» والتى كانت بمثابة رسالة بالغة الدلالة لكافة الأشقاء فى دول الخليج العربى واضحة وحاسمة وموجهة ضد المؤامرات الإرهابية التى تهدد المنطقة. وفى نفس الوقت وفى إطار هذا التنسيق المصرى الخليجى العربى لم يتأخر الأشقاء فى السعودية والإمارات والكويت عن تقديم الدعم اللازم لمصر باعتبار أن دعم مصر لمواجهة أزماتها الاقتصادية المتراكمة منذ سنوات طويلة يعنى مساعدتها على الاستقرار، وعلى النحو الذى يمكنها من القيام بأداء دورها المحورى بوصفها الشقيقة الكبرى للعرب جميعا وهى بهذه الصفة وبذلك الدور صمام الأمان للمنطقة العربية كلها. هذا التنسيق المصرى العربى الخليجى الذى تحقق بعد ثورة 30 يونيو وعلى هذا المستوى.. إنما يعنى فى واقع الأمر أن الرئيس السيسى نجح فى إعادة الروح بقوة إلى الدولة المصرية وخلال مدة زمنية قياسية. لقد عادت الروح إلى مصر الدولة فاستعادت مكانتها المعهودة عبر العصور ومكانها الطبيعى المستحق. وعلى الصعيد الدولى ورغم الحملات العدائية التى أعقبت ثورة 30 يونيو والتى أكدت بكل وضوح تآمر جماعة الإخوان الإرهابية مع بعض القوى الغربية ضد مصر وشعبها، إلا أن الرئيس السيسى بدأ على الفور منذ أن كان وزير الدفاع وقبل انتخابه رئيسا فى تصحيح الصورة المغلوطة بشأن ثورة المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية.. وكانت رسالة بالغة الدلالة أيضا حين بدأ المشير السيسى التحرك الخارجى الدولى بزيارة روسيا الاتحادية وهى الزيارة التى كانت تعنى استعادة الدولة المصرية لعلاقات متوازنة بين القوى الدولية.. وهى الزيارة التى حققت نجاحًا ملموسًا وأسفرت عن توقيع صفقات أسلحة تجارية لتوسيع وتعميق العلاقات بين البلدين. وبجهود حثيثة ورؤية سياسية استراتيجية استمر الرئيس السيسى بعد انتخابه رئيسا للجمهورية فى استعادة علاقات مصر الدولية وحيث بدا واضحًا للعالم أن مصر التى تستعيد قوتها وتماسكها ولا تزال هى الدولة المحورية المهمة التى لا بديل عنها وعن استمرارها دولة قوية مستقرة، ومن ثم فإن قوتها هى ضمانة استقرار المنطقة.. فكانت أيضًا زياراته الناجحة للصين وألمانيا التى أسفرت عن نجاحات كبيرة. لقد نجح الرئيس السيسى فى أن يثبت للعالم أن مصر وهى تواجه الإرهاب الداخلى الذى يستهدف استقرارها وأمنها فإنها فى نفس الوقت الشريك المهم والضرورى لمواجهة الإرهاب الذى يهدد المنطقة بل العالم كله وحيث بدأ يطال أوروبا ذاتها وعلى نحو ما حدث من عمليات إرهابية. رغم كل ما تحقق من إنجازات قياسية داخليا وعربيا ودوليا خلال عام واحد من انتخاب الرئيس السيسى وهى الإنجازات التى لم يكن من الممكن تحقيقها إلا بعد عشر سنوات على أقل تقدير، ورغم أن مصر خلال هذه الشهور القليلة تحت رئاسة الرئيس السيسى قد استعادت قوتها كدولة إلا أن سقف التوقعات لدى الرئيس السيسى الذى يكرر دائما «نحن نسابق الزمن» يطمئن المصريين على مستقبل زاهر يحقق لهم وللأجيال القادمة الحياة الكريمة ويحقق لمصر الوطن والدولة الاستقرار والقوة.