وزير الصحة: هيئة الإسعاف شهدت نقلة نوعية غير مسبوقة منذ 2014    الهلال الأحمر يخلي 3 مرضى من مستشفى العودة المحاصر رغم الاحتجاز.. وإطلاق النار قرب سيارات الإسعاف    نهائي كأس ألمانيا 2025.. أرمينيا بيليفيلد يصطدم بشتوتجارت في مواجهة الحلم والتاريخ    مدير تعليم القاهرة يتابع سير امتحانات النقل بإدارة بدر    نائب رئيس الوزراء: مركز الاتصالات الجديد للإسعاف هو الأكبر في الشرق الأوسط    العُمر مجرد رقم.. آمال ابنة المنيا تحوّل القصاصيص إلى كنوز في المتحف الكبير    ممكن تترشح في أي دائرة.. وزير الشؤون النيابية يكشف تفاصيل جديدة بشأن نظام الانتخابات    مستعمرون يحرقون 40 دونمًا مزروعة بالقمح فى سبسطية قرب نابلس    رئيس وزراء أوكرانيا يدعو إلى زيادة الدعم الدولي لبلاده وتشديد العقوبات على روسيا    سيميوني: أهدرنا فرصة الفوز باللقب فى أسهل موسم    مركز الساحل والصحراء يعقد مؤتمرًا عن "الإرهاب فى غرب أفريقيا".. صور    البابا تواضروس يصلي القداس الإلهي ب كنيسة «العذراء» بأرض الجولف    هيثم فاروق: أثق في يورتشيتش وبيراميدز لن يعود للدفاع في الإياب أمام صن داونز    مغامرة كأس العالم للأندية    إصابة نجم يد الزمالك بقطع في الرباط الصليبي للركبة    تباين أداء قطاعات البورصة المصرية.. قفزات في المالية والاتصالات مقابل تراجع المقاولات والموارد الأساسية    فى حضرة قباء بالمدينة المنورة.. المصريون بين عبق التاريخ ورعاية لا تغيب "فيديو"    بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني ب8 مدارس فنية للتمريض بالإسكندرية    تأجيل محاكمة أكبر مافيا لتزوير الشهادات الجامعية    ضباط الشرطة الفرنسية يقدمون عرضًا على السجادة الحمراء ضمن ختام «كان السينمائي»    مسلم يرد من جديد على منتقديه: كفاية بقى    لقاء سويدان: الجمهور ملهوش التدخل في حياة السقا ومها الصغير    فرقة الغنايم تقدم «طواحين الهوا» على مسرح قصر الثقافة    محمد رمضان يروج ل فيلم "أسد" بصورة جديدة من الكواليس    موعد افتتاح المتحف المصري الكبير 2025.. هل يوافق إجازة رسمية؟    عضو شعبة المواد الغذائية: «كلنا واحد» تعيد التوازن للأسواق وتدعم المستهلك    رئيس الوزراء يشارك غدا بمنتدى الأعمال المصرى - الأمريكى    تأجيل محاكمة متهمي اللجان النوعية    "ملكة جمال الكون" ديو يجمع تامر حسني والشامي    ملك المونولوج.. ذكرى رحيل إسماعيل ياسين في كاريكاتير اليوم السابع    وزير البترول يتفقد المجمع الحكومي للخدمات الذكية خلال جولته بالوادى الجديد    المانجو "الأسواني" تظهر في الأسواق.. فما موعد محصول الزبدية والعويسي؟    وزير الداخلية اللبناني: الدولة لن تستكين إلا بتحرير كل جزء من أراضيها    بيرو تفتح تحقيقاً جنائياً بحق جندي إسرائيلي بعد شكوى مؤسسة هند رجب    المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تصعد سياسة التهجير والتجويع تمهيدًا لطرد جماعي للفلسطينيين    تسجل 44.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس في مصر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد ل48 ساعة    سقوط عدد من "لصوص القاهرة" بسرقات متنوعة في قبضة الأمن | صور    النزول من الطائرة بالونش!    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    محافظ قنا يكرم باحثة لحصولها على الدكتوراه في العلوم السياسية    سيد عطا: جاهزية جامعة حلوان الأهلية لسير الاختبارات.. صور    كونتي ضد كابيلو.. محكمة تحدد المدرب الأفضل في تاريخ الدوري الإيطالي    بمشاركة منتخب مصر.. فيفا يعلن ملاعب كأس العرب    ذا أثليتك: أموريم أبلغ جارناتشو بالبحث عن نادٍ جديد في الصيف    جرافينبيرش يتوج بجائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي    النائب مصطفى سالمان: تعديلات قانون انتخابات الشيوخ خطوة لضمان عدالة التمثيل    رئيس الوزراء يفتتح المقر الرئيسي الجديد لهيئة الإسعاف    نائب وزير الصحة يبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية واليونيسف تعزيز الحوكمة ووضع خارطة طريق مستقبلية    مباشر.. أسرة سلطان القراء الشيخ سيد سعيد تستعد لاستقبال جثمانه بالدقهلية    جامعة كفر الشيخ تسابق الزمن لإنهاء استكمال المنظومة الطبية والارتقاء بالمستشفيات الجديدة    براتب 20 ألف جنيه.. تعرف على فرص عمل للشباب في الأردن    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    خلي بالك.. رادارات السرعة تلتقط 26 ألف مخالفة في يوم واحد    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    الداخلية تضبط المسئول عن شركة لإلحاق العمالة بالخارج لقيامه بالنصب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي ل الأخبار المسائي : مصر دوله صلبه .. تحولت ل " خلية نحل " .. وشعبها يصنع ملحمة سيتحدث عنها التاريخ
نشر في المسائية يوم 14 - 04 - 2015

السيسي رجل المهام الصعبة .. قلب موازين السياسه الخارجية لصالح ام الدنيا .. وما حققه خلال شهور اعجاز تاريخي
جينات الاماراتيبن معجونة بحب المصريين .. ونحن ننفذ وصية الشيخ زايد بان تسكن مصر في اعماق قلوبنا
الدولة تعرضت لظروف قاسية لو مرت بها بلد اخري لسقطت في الحال .. واهلها قادرون علي تحقيق المستحيل
لا نبحث عن ارباح ولا ننتظر عوائد من اقامة مشروعات علي ارض المحروسة .. مهمتنا ان نكون سنداً قوياً لظهر الشقيقه الكبري
انتهينا من بناء 100 مدرسه في 18 محافظه .. والعمل جار علي قدم وساق في مشروعات تنمويه جديدة هدفها المواطن البسيط

اجري الحوار في ابو ظبي : خالد العوامي

تكمن اهميه الحوار مع الدكتور سلطان الجابر وزير الدوله الاماراتي كونه يمسك بتلابيب ملف المشروعات الاستثماريه الاماراتيه التي تنفذ علي ارض مصر ونظراً لما يمثله هذا الملف الحيوي من اهميه قصوي للدوله المصريه التي تمر بظرف تاريخي صعب تحتاج فيه جهود الاشقاء المخلصين للخروج من الدائره الحمراء ومخاطرها علي اقتصاد الدوله .. لذا تعمقنا معه في حوار مطول فوق الاراضي الاماراتيه بابو ظبي دار حول الموقف الاماراتي الداعم للمصريين عقب ثورتهم علي جماعه الاخوان الارهابية واكد سلطان الجابر خلال الحديث علي ان مصر دوله صلبه فرغم ما تعرضت له من ظروف قاسية الا انها باقيه بقوة مشدداً علي تلك الظروف لو مرت بها دوله اخري لانهارت وسقطت الا ان اراده الشعب المصري قادره علي صنع المستحيل واشار الجابر الي ان المصريين حولوا بلدهم الان الي خليه نحل وورشه عمل ويصنعون ملحمة جديده سيتحدث عنها التاريخ واصفاً الرئيس عبد الفتاح السيسي بانه غيور علي بلدة ويعمل فيها بجد واخلاص واستطاع كسب ود العالم وقلب موازين السياسه الخارجيه لصالح ام الدنيا حتي استرجع المكانه الاصليه لمصر امام الدنيا بأثرها وحقق انجاز واعجاز خلال شهور قليله علي حكمه
وقال الدكتور سلطان الجابر ان مصر تسكن في قلوب كل اماراتي وهناك ارتباط عاطفي موجود في جيناتنا تجاه مصر وذلك لان الشيخ زايد غرس فينا حب مصر ولا يمكن لنا ان نخالف وصيه اوصاها لنا حكيم العرب معتبراً مصر بلد عريق " مفيش كلام " وتأثيرها المحوري في محيطها الدولي واضح وضوح الشمس
وحول المشروعات الاستثماريه اكد سلطان الجابر اننا لدينا توجيهات من حكومتنا بسرعه انجاز المشروعات التنمويه حتي يشعر بها المواطن البسيط فقد انتهينا من بناء 100 مدرسه في 18 محافظه وتم تشغيل 24 منها خلال العام الدراسي الحالي مشدداً علي اننا لا نبحث عن ارباح ولا ننتظر عوائد من اقامة المشروعات التنمويه وان هدفنا اسعاد شعب مصر وما نفعله هديه لام الدنيا ورسالتنا الوحيده هي ان نكون خير سند لظهر الشقيقه الكبري في ازماتها ونحن علي ثقه بان مصر قادره علي تحقيق المعجزات بفضل تآذر اهلها خلف قياداتها الرشيده وان مصر لن تعيش علي الدعم كثيراً فاقتصادها بدأ يستعيد عافيته
تفاصيل اخري تحملها سطور الحوار التالي مع الدكتور سلطان الجابر وزير الدوله الاماراتي
** " رأس المال يبحث دائماً عن المصلحة والمكسب والخسارة " ونعلم انكم تدعمون مصر وشعبها بلا حدود .. هل تتعاملون بهذا المنطق في دعمكم للدولة المصرية ؟! ولماذا كل هذا الحب من الاماراتيين للمصريين ؟!
* لا ننطر ابداً الي مكسب او خسارة في تعاملاتنا الاقتصاديه مع مصر فمصر ساكنه في قلب كل اماراتي سواء حاكم او محكوم جميعنا نعشق ام الدنيا ولعلك تابعت كلمة سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدوله وحاكم اماره دبي امام القمة الاقتصاديه في شرم الشيخ والتي عبر فيها عن منزله مصر ومكانتها في قلوب الاماراتيين فهناك ارتباط عاطفي تجاه مصر ارتباط يدخل في جينات كل اماراتي
ومع ذلك هناك اسباب اخري عمليه وحقيقيه تدفعنا بقوه نحو حب الدوله المصريه والوقوف بجوارها في ازماتها فمصر بلد عريق لها تاريخها وحضاراتها واهميتها سواء من المكانه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخية مصر دوله محوريه " مفيش كلام " ولا توجد ذره شك واحده لدينا باهميه هذا التاريخ والتراث فنحن ندرك تماماً مدي تأثير الدوله المصريه علي المنطقه بأثرها وهذا معروف لنا وواضح وضوح الشمس فليس عندنا اي خلاف في وجهات النظر حول هذا الامر ولعلك تلاحظ هذا الشئ في دوله الامارات كلها فكل الشعب الاماراتي صغير وكبير يدرك تماماً منزله الدوله المصريه العظيمة وهذا امر متجذر فينا سواء من خلال التعليم الذي تعلمناه في دوله الامارات او عن طريق الاحداث التي مرت عبر التاريخ في دوله الامارات وكان لمصر دور ايجابي ومحوري بل وتاريخي خلال هذه الاحداث بما خدم الدوله الاماراتية آنداككما ان الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله كان اول من غرس فينا حب الدوله المصريه وحب شعبها العظيم ونحن كمواطنيين في دوله الامارات نعتبر انفسنا ابناء الشيخ زايد الذي يعد بمثابه اب ووالد لكل الاماراتيين وليس مجرد مؤسس للدوله فقط لذا فنحن ملزمون بان نقدر ما يقدرة ونحترم ما يحترمة فالشيخ زايد ابداً ماقصر في تعبيره الاصيل تجاه محبته لمصر وتقديره لمصر ولمكانتها ولشعبها واهلها ولدور مصر المهم سواء في المنطقه العربيه او علي مستوي العالم وهناك مواقف كثيره تدل علي ذلك وتعكس حب الشيخ زايد لمصر يشهد عليها التاريخ فهو من غرس فينا ذلك لذا لا يمكن ان تجد اي استغراب لحب ابناء واحفاد الشيخ زايد لمصر ووزنها كدوله تعد رمانه الميزان في منطقه الشرق الاوسط والعالم العربي ولدينا اقتناع تام وراسخ لدي كل مواطن في الامارات باهمية وضروره تحقيق الاستقرار والامن والامان في مصر لان هذا له تداعيات علي المنطقة بشكل عام وهذا اهم شئ غرسه وزرعه فينا حكيم العرب فكل ما نراه اليوم هو حصاد لما زرعه الاب زايد
** كيف تقرأون وضع مصر داخلياً وخارجياً خاصة خلال الفتره الاخيره التي تولي فبها الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد ؟! هل تري اننا تغيرنا للافضل ؟ ام مازال هناك شيئاً ما ينقصنا سواء سياسياً او اقتصادياً ؟!
* ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي هو اعاده تاسيس لمقومات ولدعائم اساسيه لاي دوله حضاريه فمصر مرت بظروف قاسيه ظروف قاسيه جداً ولو ان هذه الظروف مرت بها دوله اخري لانهارت وسقطت فوجود مصر الي الان في ظل الظروف الصعبه التي مرت بها وفي ظل التحديات التي واجهتها هو دليل قوه للدوله المصريه ومتانتها وصلابه وقوة مصر وتلاحم اهلها وشعبها مع قيادتها فنحن نري اليوم مصر باكملها تحولت الي خليه نحل وورشه عمل وملحمة بناء فالجميع كبير وصغير نساء ورجال شباب واطفال وشيوخ حكومه وشعب قياده وقوات مسلحة واكاديميين الكل يعمل جنباً بجنب ايد بايد لهدف واحد هو الخروج من هذه الازمه والخروج بمصر الي بر الامان وتعديل احوالها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فالكل يعلم تماما ان الرئيس السيسي يعمل بكل مصداقيه وامانه واخلاص وجديه وشغف وحرص وغيره علي بلده ولعل ما قدمة من انجازات خير دليل وما فعله خلال الاشهر القليله التي تولي فيها الحكم اكبر دليل علي ان هذا الرجل لديه علم ومعرفه عميقه بمصر فمصر ليس سهل ان احدا يعرفها كما ان اكتساب الود والثقه مع دول العالم وسياسته الخارجيه دليل علي ان مصر تسير في الطريق الصح فقد قلب السيسي موازين السياسه الدوليه لصالح مصر في فترات وجيزه وكسب ود العالم وذلك ايضاً دليل علي مقدرته السريعه واسترجاع المكانه الاصليه لمصر امام دول العالم وخلال فتره قصيره وتعتبر تلك جمعها انجازات كبيرة تحسب للسيسي ولابد وان تذكر ويعلمها الجميع
** هل توجد مشروعات تنموية قاربت علي الانتهاء من تلك التي تنفذها دولة الإمارات فوق الاراضي المصرية ؟
* نحن نسرع بقدر الامكان في تنفيذ كل المشروعات التي تنفذ وذلك وفقاً لتوجيهات من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وذلك لكي يبدأ المواطن البسيط في الاستفادة من خدماتها، لاسيما وأنها تركز على مجالات حيوية تشمل الإسكان والرعاية الصحية والتعليم والصرف الصحي والطاقة والأمن الغذائي والنقل والمواصلات وغيرها.
وبفضل التعاون والدعم الكبير من الأشقاء في مصر، يجري تنفيذ تلك المشاريع على قدم وساق، ووفق ما هو مخطط له، وتم الانتهاء من غالبيتها وبدأنا بالفعل تسليم بعضها للحكومة المصرية ومنها محطة شعب الإمارات للطاقة الشمسية بسيوة، ودفعة من الحافلات ضمن مشروع توريد 600 حافلة لهيئة النقل العام بالقاهرة، وغير ذلك من المشاريع.
** وما حجم التقدم الذي تحقق على الأرض حتى الآن؟
* تحققت معدلات إنجاز كبيرة في تنفيذ المشاريع حيث تم الانتهاء من بعضها وبدأت تقديم خدماتها للمواطنين وخاصة في مشاريع المدارس والوحدات الصحية، إذ كان هناك حرص من الجانبين الإماراتي والمصري على أن تتحول المشاريع إلى واقع ملموس. وعلى سبيل المثال فقد تم الانتهاء من بناء 100 مدرسة في 18 محافظة ويجري حاليا وضع اللمسات النهائية، وتم تشغيل 24 مدرسة منها خلال العام الدراسي الحالي.
وبالنسبة لمشروع إنشاء 78 وحدة طب أسرة في 23 محافظة فقد تم الانتهاء من بنائها وتجهيزها وتأثيثها وذلك بمعدل إنجاز فاق ما كان متوقعاً. وفي مجال الرعاية الصحية أيضاً، يجري تطوير خطوط لإنتاج الأمصال الصحية (أنسولين وأمصال وطعوم) تلبي 55% من حاجة مصر لأمصال التطعيم وترفع نسبة اكتفائها الذاتي من 15% إلى 80%، وتحقق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100% من أمصال الأنسولين.
كما أن مشروع التدريب من أجل التشغيل أسهم في تشغيل ما يزيد على 10 آلاف من الباحثين عن العمل من بين أكثر من 40 ألفا من المتدربين الذين تم التحقوا بالدورات التدريبية حتى الآن. وفي مجال البنية التحتية للمواصلات، تم بناء 4 جسور لتعزيز السلامة والانسيابية المرورية والحد من الاختناقات المرورية، أما في مجال الأمن الغذائي، فتضم المشاريع بناء 25 صومعة لتخزين القمح في 17 محافظة لزيادة الطاقة التخزينية للقمح والحبوب بنحو 1.5 مليون طن. وفي مجال الإسكان، يجري إنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية لزيادة المعروض من المساكن ذات التكلفة الاقتصادية. وفي مجال البنية التحتية، يتم تطوير شبكة الصرف الصحي في مجموعة كبيرة من القرى، وغيرها من المشاريع في مجالي الطاقة والتدريب المهني.
** وما العائد الذي يمكن أن يجنيه المستثمر الاماراتي من هذه المشروعات... فرأس المال يبحث دوماً عن الربح في المقام الاول؟
* المشاريع التنموية ليست استثماراً وإنما هي منحة من قيادة وشعب الإمارات العربية المتحدة إلى المواطن المصري فليس لنا هدف ربحي او عائد مادي انما نهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للمصريين فالتوجيهات السامية للقيادة في دولة الإمارات تقضي بأن تظل دولة الإمارات خير سند ومؤازر لمصر الشقيقة حتى تنطلق لمواصلة مسيرتها التنموية نحو تحقيق تطلعات الشعب المصري في مستقبل يسوده الخير والتقدم والنماء والازدهار. وبالتالي ليس هناك سعي إلى الربح من هذه المشاريع التنموية التي تعد واجباً تجاه مصر التي كان وما يزال لها دور كبير في تقديم العديد من صور العطاء للعالم العربي والحضارة الإنسانية بشكل عام.
أما بالنسبة لاستثمارات القطاع الخاص فمن الطبيعي أن تسعى إلى تحقيق الربح ولكنها تبقى استثمارات مهمة لأنها تسهم في جذب رؤوس الأموال وتشغيلها في مشاريع توفر فرص العمل وتسهم في زيادة إجمالي الناتج المحلي. والسوق في مصر فيها الكثير من مستثمري القطاع الخاص الخليجيين الذين يسهموا منذ سنوات في نمو الاقتصاد المصري. ومن المهم تشجيع المزيد من المستثمرين المصريين والخليجيين والدوليين على زيادة مشاريعهم في مصر لأن الفائدة ستنعكس على الجميع.
** ما رأيكم بصراحة بالخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية لتعزيز الأداء الاقتصادي؟
* دولة الإمارات حريصة على عودة الاقتصاد المصري إلى مسار النمو والازدهار، لأن مصر هي المخزون الاستراتيجي الأكبر للعرب. وتم اتخاذ خطوات جادة جعلت مصر تعود بقوة كوجهة مفضلة وجاذبة للمستثمرين كما ظهر للعالم كله في مؤتمر دعم وتمية الاقتصاد المصري الذي شهدته مدينة شرم الشيخ بمشاركة واسعة من دول العالم ومنظماته ومؤسساته الاقتصادية والمالية والنقدية. وكان من أبرز تلك الخطوات البدء بتنفيذ خطة الإنعاش الاقتصادي وإصدار قانون الاستثمار ورفع الدعم التدريجي عن الطاقة، وإصلاح النظام الضريبي، وذلك لخفض عجز الميزانية. وقد ساهمت هذه الإجراءات في وضع مصر على المسار الصحيح لإصلاح اقتصادها. وهو الأمر الذي جعل العالم يدرك إن مصر تشهد مرحلةً جديدةً في تاريخها، وأن ملامح "مصر الجديدة" قد بدأت بالتكون وفق رؤية اقتصادية شاملة تواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين.
** هل اقترحتم على الحكومة المصرية الاستعانة ببيوت خبرة أجنبية لرسم سياسات اقتصادية جديدة او إعادة هيكلة مؤسساتها؟
* من الضروري الاستفادة من الدروس المستمدة من التجارب السابقة مع ضرورة التركيز على عدم "استيراد الحلول الجاهزة"، بل يجب أن يتم تصميم الحلول وفقاً للاحتياجات الفعلية التي تلبي الأغراض المنشودة. وبالنسبة لصياغة السياسات الاقتصادية، فهذا الموضوع هو من مهام الحكومة في أي بلد ومن الطبيعي أن النجاح الاقتصادي والاستثماري لا يأتي من فراغ، ولكنه عادة ما يكون مبنياً على تخطيط ودراسة واعية. وإذا رأت الحكومة المصرية وفق مهامها السيادية الاستعانة ببيوت الخبرة الاقتصادية والاستثمارية فهذا أمر طبيعي.
** ما أكبر معضلة اقتصادية تعد بمثابة حجر عثرة في طريق إحداث طفرة اقتصادية يشعر بها المواطن البسيط، وكيف يمكن أن تتخطاها الدولة كي تحقق النمو الذي تصبو إليه؟
* نحن في الإمارات العربية المتحدة تعلمنا من الوالد المؤسس الشيخ زايد آل نهيان -طيب الله ثراه- ومن قيادتنا الرشيدة كيف نحول التحديات إلى فرص، فقد كانت الإمارات صحراء قاحلة، لكنها تحولت إلى واحة خضراء ومركز مالي واقتصادي ولوجستي وتجاري وسياحي، وذلك بفضل مفهوم تحويل التحديات إلى فرص مثمرة.
وتواجه مصر حالياً بعض التحديات، ومن الضروري التصدي لها من خلال تحقيق النمو الاقتصادي المطلوب لبث الطمأنينة والأمن والاستقرار للمجتمع. وتدرك الحكومة المصرية ذلك وهي تتعامل مع الموضوع بواقعية عبر العمل على تطوير منظومة القوانين والأطر والإجراءات التنظيمية الشفافة لتعزيز جاذبية الاستثمارات التي ينبغي أن يستفيد منها أكبر عدد من أبناء الشعب.
** هل يمكن القول إنه تم تغيير البوصلة الاقتصادية بعد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ؟
* لقد نجح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في ترسيخ الاعتراف العالمي بأهمية مصر ودورها المحوري في المنطقة، وبأهمية تأمين الاستقرار والظروف الضرورية لإعادة الاقتصاد المصري إلى مسار النمو المستدام. ونحن ندرك أن مصر دولة كبيرة وقوية وغنية بمواردها البشرية والطبيعية، وهي قادرة بكل تأكيد على تحقيق معجزة اقتصادية من خلال تضافر جهود أبنائها وتكاتف سواعدهم.
ومن خلال النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر، كلنا ثقة بأن مصر هي على المسار الصحيح لإعادة الاقتصاد المصري إلى سابق قوته ومعدلاته القياسية.
** ما خطتكم التي تسيرون على دربها من أجل جذب رؤوس أموال ليست إماراتية فقط بل عربية وأجنبية أيضاً للاستثمار في مصر؟ وهل كان مؤتمر مصر المستقبل الخطوة الوحيدة في هذا الإطار؟ بصراحة شديدة هل تشعرون أن مستقبل الاستثمار في مصر واعد أم أن هناك مخاوف ربما تدفع أصحاب رؤوس الأموال للفرار والهرب بأموالهم إلى مناطق ربما تكون بالنسبة لهم أكثر أمناً واستقراراً؟

* تعاونت دولة الإمارات مع الحكومة المصرية قبل ما يزيد على عام في تنظيم المنتدى الاستثماري المصري الخليجي لتوفير منصة للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصرية، وتعزيز تدفق الاستثمارات الخارجية. ونجح المنتدى في إطلاق حوار بنّاء بين المستثمرين والجهات المعنية، فدولة الإمارات المتحدة تؤمن بأن الاستثمار في مصر هو توجه استراتيجي، خاصة وأن مصر لديها كثير من الفرص الاستثمارية الواعدة، وقد بدأت بالفعل في تعزيز جاذبيتها كوجهة مفضلة للاستثمارات الخارجية.
واستمر التنسيق مع الأشقاء في كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية من خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي شارك فيه نحو 90 دولة من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن المؤسسات الدولية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وكما هو معلوم فالجهد الأكبر في تنظيم وإعداد مثل هذه المؤتمرات يكون قبل الحدث، ولابد هنا من الإشادة بروح التعاون بين الأشقاء في السعودية ومصر وفريق العمل الإماراتي، والذي ساهم في تحقيق النجاح واستقطاب المشاركة الكبيرة والإعلان عن هذا العدد الكبير من المشاريع والاستثمارات.
ومن المهم الآن متابعة العمل على تهيئة الظروف الجاذبة للاستثمارات وتوفير التسهيلات الضرورية لانطلاق العمل في المشاريع التي تم الإعلان عنها، فالمؤتمر لم يكن غاية بحدّ ذاته، وإنما هو محطة واحدة ضمن خطة شاملة لبناء مصر المستقبل، وهو خطوة واحدة من العديد من الخطوات التي تهدف لدعم وتنمية الاقتصاد المصري.
ولدينا ثقة كبيرة في قدرة الاقتصاد المصري على تجاوز التحديات التي يعاني منها، وكانت دولة الإمارات في مقدمة من تعاونوا مع الحكومة المصرية للتأكيد على أهمية الاستثمار في مصر. ونحن نثق أن مصر الشقيقة تسير في الطريق الصحيح من حيث الأمن والاستقرار وعودة النشاط الاقتصادي، وكلها عوامل تسهم في زيادة وتهيئة المناخ الصحي الذي يعمل على جذب الاستثمارات ويشجع المستثمرين على المجيء إلى مصر والاستثمار بها كوجهة مفضلة وجاذبة وآمنة لاستثماراتهم.
** لماذا الاستثمار فقط في المشروعات الاقتصادية رغم أن السوق الإعلامي واعد ويستوعب المزيد والمزيد من المشروعات. هل هناك أطروحات لمشروعات إعلامية في الفضاء المصري؟
* دولة الإمارات تركز في الوقت الحالي على المشاريع التنموية التي تم الإعلان عنها، وفي الوقت ذاته، نسعى لبذل جهود إضافية من أجل وضع الاقتصاد المصري على مسار النمو المستدام من خلال تشجيع تدفق الاستثمارات سواء من جانب الحكومات أو القطاع الخاص وذلك لتنفيذ العديد من المشاريع والاستثمارات الكبيرة في مختلف المجالات والقطاعات.
وأتفق معك بأن القطاع الإعلامي بحاجة إلى استثمارات نوعية تسهم في الارتقاء بجودة المحتوى والحفاظ على اللغة العربية وإبراز الوجه الحقيقي لحضارتنا العربية والإسلامية التي تتسم بالوسطية والاعتدال والانفتاح على العالم، وأعتقد أن القطاع الخاص مدعو للقيام بدور في هذا المجال، وربما يكون من المفيد بحث الشراكات بين القطاعين العام والخاص في المجال الإعلامي.
** هل هناك سقف زمني محدد للدعم الإماراتي لمصر بعدها تتوقف الإمارات عن تقديم أي معونات أو مساعدات ومطالبة الجانب المصري بالاعتماد على نفسه. إلى أي مدى هذا السقف؟
* مصر لن تكون بحاجة إلى الدعم إلى ما لا نهاية، فهي بلد كبير وقوي ولديها فرص استثمارية كبيرة ومتنوعة والمهم الآن هو تجاوز التداعيات السلبية لفترة عدم الاستقرار في السنوات الأخيرة. وكلنا ثقة إن هذا الأمر لن يستغرق الكثير من الوقت بفضل التلاحم الوثيق بين القيادة والشعب في مصر ووجود هدف مشترك لبناء غدس مشرق لأجيال المستقبل.
** الإمارات نجحت في وقت قصير جداً في أن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة وركزت منذ بدايتها في أوائل السبعينيات على التنمية البشرية وخلق مواطن متعلم مثقف قادر على العطاء والبناء. ألا ترى أننا بالفعل في مصر في حاجة إلى تنمية بشرية وإلى إعداد كوادر قادرة على العطاء وعقد دورات تدريبية وخلق كفاءات جديد. نريد أن نسمع رأيكم في هذا الامر؟
* كان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- يؤمن أن الاستثمار في البشر هو خير استثمار وأنه لا تنمية دون مواطن متعلم ومثقف وواعٍ ويمتلك المهارات التي تؤهله للمشاركة الفاعلة في الأداء والعطاء بكل مهارة وعلى أعلى مستوى من الجودة، ولا تزال قيادتنا مستمرة بالسير على هذا النهج الذي يركز على بناء الإنسان.
وأعتقد أن جمهورية مصر العربية تمتلك تاريخاً طويلاً في الاستثمار في التعليم وبناء الإنسان ولديها كفاءات وخبرات مشهود لها على مستوى العالم في مجالات العلوم والثقافة والآداب والفنون والعديد غيرها.
ونتيجة للنمو السكاني الكبير، من المهم مواصلة نشر خدمات التعليم والتدريب لإتاحة الفرصة لتنمية الكفاءات والمواهب وتمكينها من المشاركة بفعالية في بناء الوطن، ولهذا السبب كان الاتفاق بأن تشمل المشروعات التنموية الإماراتية بناء المدارس وإطلاق برنامج التدريب من أجل التشغيل. وأعتقد أن غرس ثقافة اكتساب العلم والمعرفة هو أمر ضروري جداً ويمكن للإعلام أن يقوم بدور بالغ الأهمية بهذا الصدد.
** بعيداً عن الملف المصري، معاليكم تتولى رئاسة مجلس إدارة "مصدر" بعد أن أشرفت على تأسيسها كرئيس تنفيذي، حدثنا عن تجربة الطاقة المتجددة في دولة الإمارات الغنية بموارد النفط والغاز، وعن تجربتكم في مصدر وإمكانية استفادة مصر من هذه التجارب؟
* تم تأسيس مبادرة "مصدر" لتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى، بما في ذلك ترسيخ مكانة الدولة الرائدة في قطاع الطاقة من خلال توسيعها لتشمل الطاقة المتجددة، ودعم عملية التنويع الاقتصادي، والانتقال من الاقتصاد القائم على الموارد الطبيعية إلى الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار وتصدير التقنيات المتطورة.
وتتجلى هنا النظرة الحكيمة وبعيد المدى للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات، إذ لو تم الاكتفاء بتنفيذ مشاريع لتوليد الكهرباء من طاقة الشمس والرياح، لكانت الدولة ستبقى مستهلكة للتكنولوجيا الحديثة، ولكن تم تأسيس "مصدر" كمبادرة متكاملة تغطي كافة جوانب سلسلة القيمة لقطاع الطاقة المتجددة، بدءاً بالتعليم والبحث والتطوير وبناء رأس المال البشري المتخصص من خلال معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، ومروراً بتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً بمختلف التقنيات والأحجام، والاستثمار في الابتكار وتطوير التكنولوجيا النظيفة، وصولاً إلى بناء مدينة "مصدر" التي تسعى لتكون واحدة من اكثر المدن استدامة في العالم ومنصةً فاعلة تسهم في بناء مجمّع للتكنولوجيا النظيفة في أبوظبي.
وقامت مصدر بتنفيذ العديد من المشاريع العملاقة، ففي عام 2013، تم افتتاح محطة "شمس1" للطاقة الشمسية المركزة بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط، والتي تعد أكبر مشروع عامل للطاقة المتجددة على مستوى المنطقة حتى تاريخه. وفي العام نفسه، تم افتتاح محطة مصفوفة لندن لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 630 ميجاواط، كما يجري العمل على تطوير محطة دادجون لطاقة الرياح، ويوجد في إسبانيا مجموعة من مشاريع الطاقة الشمسية المركزة بما فيها خيماسولار وفالي 1 و2.
وقامت دولة الإمارات ضمن مشاريعها التنموية في مصر بتنفيذ مشروع محطة شعب الإمارات للطاقة الشمسية بسيوة في محافظة مطروح، وأشرفت شركة "مصدر" على تنفيذ المشروع باستخدام تقنية الألواح الكهروضوئية بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 ميجاواط، وتم بالفعل ربط المحطة بالشبكة المحلية لإمداد مدينة سيوة وتوابعها بالطاقة الكهربائية.
وتمتلك مصر مصادر وفيرة في الطاقة غير التقليدية، لاسيما في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويجري بالفعل بحث العديد من فرص التعاون المحتمل وسيتم الإعلان عن أي مشروع جديد عند تبلوره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.