فى محراب النيل.. ولد الحلم وكبر فى ساعات وتحول إلى حقيقة على ضفاف القناة.. أشاع الدنيا بالضياء، وراع العالم بأمل الانتعاش والنماء، وملأ الأفق شجاعة وبروح الفداء ليقول هذه مصر التى يملأ قلبها الأخضر الصفاء والنقاء وجزيل العطاء.. فى محراب النيل وعلى ضفاف القناة كان اللقاء فى السادس من أغسطس ليكون تاريخًا خالدًا خلود الزمن.. يقهر بمعانيه وبما يرمزه التحديات والمحن.. روح مصر تجلت وسطعت لا تهجع ولا تصلى ولا تركع إلا لخالق الكون وحارسها من كل ألوان السوء والمحن.. فى محراب النيل وعلى ضفاف قناتها ذكريات قديمة صنعها القادة من أبناء مصر والقمم.. وهناك على مدى البصر تراث خالد بناه من شيد الهرم كل هذه ملحمة مصر بنى لنا أبناؤها المجد وافتدى الشعب إنجازاته بالروح والدم وصحوة القلم.. فى محراب النيل وعلى ضفاف قناته لم يكن الحلم متواضعًا قاصرًا على تلك المناسبة.. ولا على نطاق أهراماته لكنه أمل للشرق كله وللعالم.. على المدى الأوسع تجارة ونقل وثقافة وجسر حضارة وتبادل إنسانى رفيع تتجدد منه أنهار المعرفة.. وتجدد شبابها بأساليب الحياة الحديثة التى لا تعرف الشيخوخة ولا الهرم.. فى محراب النيل وعلى ضفافه قناة شاهد العالم عبقرية الإنسان تنساب وتصنع الإبداع وتقول لكل إنسان فى هذه الدنيا، تعالوا إلى حلف التقدم وابعدوا عن التشرذم وروح الكراهية والرغبة فى الهدم والتهديم والتخريب وقتل الأبرياء والأطفال والرموز والقمم وكل معانى الشرف والإنسانية والروح التى حرّم الله قتلها.. يا أيها النيل العظيم.. يا صانع أول دولة على ضفافك وجعل من أرضك منذ القدم ثروة غذائية وسلة غذاء لكل الأمم.. لم يزرع النيل المحاصيل فقط لكن زرع معها الأحلام والفكر والنعم والقيم والحضارة.. إن كل قطرة ماء ارتوى بها بشر.. أضاءت لمن تجرى فى دمه هذه المياه فتحولت الأرض إلى جنة قوامها روح البناء واليقين والتحضر والمعرفة وتراث لن يندثر.. يا صانع الأمل.. يا نهر كل عاشق.. يا من أحاطك شعب أمين صادق فى تعامله معك موقعًا ميثاقه بجوارحه ووجدانه ودمائه.. فأنت إنسان العين ومهجة القلب وعطر الأدمع ومصدر كل فكر وأمل وإلهام.. لمن عاش على أرضك شمالا وجنوبا وعلى المدى الأوسع.. فى محراب النيل وعلى ضفاف قناته ومن عذب مياهك صنعت عقول بشر تذيب الحضارات ولا تذوب فيها.. تصنع المعجزات.. وتعظمها وتغذيها.. وعلى ضفافك كانت أمنا مصر تجدد بعقول أبنائها إشعاع الصبا وفوق سمائك المبادرات تدوى وتلمع.. عاش فيكى كل أطياف الدنيا من صوب وحدب.. فيجد على أرضك الأمن ويرتعى.. بقدر ما فيكى من أطماع داخليا وخارجيا.. لكن صمام أمنك شعب لا يعرف إلا المجد.. وبغيرة لا يقنع.. صلى على أرضك الأنبياء وصاهروا من أبنائك.. وخصك القرآن الكريم بآياته فكانت هى الحصن والأمان من الطامعين وأصحاب الهوى ومن فى قلوبهم مرض.. على أرضك زالت عروش كسرى والفرنجة والمعتدين من المشرق والمغرب وارتفع علمك دائما على الصوارى.. فصاغت قصة روح المصريين التى لا تهجع.. كانت كلمة السر فى هذا المشروع العملاق يوم 8 أغسطس التى أطلقها القائد «تحيا مصر» فكانت زلزالا هدم من تصوروا أنهم امتلكوا مصر وأنهم سوف يتغذون على جثة الدولة تمهيدًا لحكم الخلافة حسب هواهم والعودة إلى عصور الظلام والجاهلية.. تحت شعار خادع وبراق.. فكانت الكلمة واضحة للعالم.. كشفت مخططات محترفى تسويق أخبار السوء والإساءة ضد مصر.. فكانت صيحة الحق تعلو فوق كل صيحة.. وصحوة الأمة تسمو فوق كل صحوة.. أما أنت يا ابن مصر.. القائد.. فقد أحاطك الشعب يوم 6 أغسطس بمعانى العرفان لتقود مسيرة جديدة كلها إنجازات وافتتاحات.. فإن البناء لا يعلو بالهتافات والكرنفالات والشعارات.. ولكن بأن يعقد كل مواطن العزم.. لكى يمضى قدما يتحدى التحديات.. مسيرة جديدة كلها افتتاحات ومشروعات سياسية خارجية وداخلية.. وبرلمانية.. وإصلاح اجتماعى.. مشاريع زراعية وصناعية.. بناء الإنسان المصرى الجديد.. إن هذا اليوم هو قاعدة الانطلاق للتطور بكل معانى النزاهة والقيادة والقدرة على الحكم.. كنا قديما نقول للقادة والرؤساء «سر ونحن خلفك».. ولكن بعد 6 أغسطس نقول وبكل الصدق «سر ونحن حولك» وإذا ألم بمصر خطر فنحن إلى الخطر قبلك..!!