* تشهد العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان تقدما مطردا ودفعات جديدة فى ظل استمرار الاتصالات المكثفة انطلاقا من المواقف الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان التى تعكس تقديره الكبير لمصر وللشعب المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى. وخلال زيارته للقاهرة بحث يوسف بن علوى بن عبد الله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عمان مع سامح شكرى وزير الخارجية تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها وتعميقها فى مختلف المجالات بما يتناسب مع مكانة البلدين ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين. * فى القاهرة ذكرت وزارة الخارجية فى بيان لها أن جلسة المباحثات ركزت على تناول الأوضاع الإقليمية فى ظل ما تشهده المنطقة من حالة عدم استقرار وانتشار للتنظيمات الإرهابية، وشدد الوزيران على أهميّة الحفاظ على الهوية العربية والابتعاد عن الانقسامات المذهبية والدينية والعرقية التى تفرق ولا تجمع. وناقش الوزيران تطورات الأوضاع فى اليمن والجهود المبذولة لدفع الحل السياسى للأمام الذى يحفظ لليمن وحدتها الإقليمية بالإضافة إلى التشاور حول تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية فضلا عن تشكيل القوة العربية المشتركة للحفاظ على الأمن القومى العربى. * من جانبه أكد يوسف بن علوى بن عبد الله انه من واجب الدول أن تكون العلاقات فيما بينها طيبة وإيجابية وتتسم بالمصالح المشتركة ولا تكون على حساب طرف دون الآخر، وقال فى مؤتمر صحفى مشترك عقده بالقاهرة مع سامح شكرى وزير الخارجية إن السلطنة لديها علاقات طيبة وعلاقات حسن جوار مع جميع الدول مؤكدا أن هذه هى سمة العلاقات العمانية مع جميع الدول. افتتاح قناة السويس الجديدة، هنأ يوسف بن علوى الشعب المصرى بقرب افتتاح قناة السويس الجديدة مشيدا بإنشاء القناة فى فترة وجيزة للغاية. * حول الموقف من إنشاء القوة العربية المشتركة قال الوزير المسئول عن الشئون الخارجية: إن السلطنة تعول كثيرا على أن تتمكن الدول العربية من إنشاء هذه القوة للضرورات القائمة فى الوقت الحالى. وشدد على أن السلطنة لن تشارك فى تلك القوة، وفقًا للنظام الأساسى للقوات المسلحة العمانية، الذى يحظر عليها أن تعمل خارج إطار مجلس التعاون الخليجى، ولا يمكن أن نتدخل فى هذه التجمعات، ووصف علاقات السلطنة مع إيران بالجيدة، وأنها تتسم بعلاقات حسن الجوار، وأضاف: العلاقات مع إيران جيدة، وتتسم بالمصلحة المشتركة، ويستفيد منها جميع الأطراف، لكن لا تكون على حساب طرف آخر. الحل السياسى للأزمة اليمنية - عن رؤية السلطنة بشأن إيجاد حل سياسى فى الأزمة اليمنية قال: إن اليمن بلد عربى وجار لنا، وبالتالى نتمنى أن تحل هذه المشكلة سياسيًا، بالرغم من التدخل العسكرى الحالى، وأضاف: إن ما سمعناه من كلا الطرفين يؤكد على ضرورة حل الأزمة فى اليمن من خلال وفاقٍ سياسى. وشدد على أهمية الحل السياسى للمشكلات فى العالم العربى ،مؤكدا أن العنف والقوة لا ينفعان فى شىء، مشيرا إلى التنسيق مع مصر فى شأن التحديات فى المنطقة ومشددا على أهمية التعاون العربى فيما يخص القضايا العربية المعقدة. استمرار التشاور الوثيق بين البلدين * أكد سامح شكرى وزير الخارجية على عمق العلاقات التى تربط بين مصر والسلطنة، مشيرا إلى أن القيادات فى البلدين تسعى إلى توطيد العلاقات الثنائية ودعم سبل التعاون بينهما مثمنا وقوف السلطنة إلى جوار مصر فى مناسبات عدة. وأوضح انه سيتم الاتفاق على زيادة تبادل الزيارات بين الجانبين على مختلف المستويات فى إطار تفعيل مجلس الأعمال بين البلدين . الأوضاع فى سوريا وليبيا أشار سامح شكرى إلى أنه تم خلال الاجتماع تناول الأوضاع فى سوريا وليبيا وتبادل وجهات النظر حول أهمية استمرار التشاور الوثيق بين البلدين لإيجاد حلول مناسبة لهذه القضايا بما يحفظ الأمن القومى العربى، وقال إن مصر تتوقع من كافة الدول على المستويين الإقليمى والدولى أن تلتزم بالقواعد الحكيمة فى العلاقات الودية بين الدول والقائمة على عدم التدخل فى الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل والعمل على تحقيق السلم والاستقرار. وأكد سامح شكرى وزير الخارجية على العمل من أجل استقرار المنطقة والحفاظ على الأمن القومى العربى، مشيرا إلى أن مصر تعتبر أن كل ما يمس بأمن منطقة الخليج يمس الأمن القومى المصرى بشكل مباشر للترابط الاستراتيجى والتاريخى والمصير المرتبط الذى يربط الأشقاء، وأوضح أن هناك تشاورا مستمرا وتنسيقا للمواقف مع الأشقاء العرب فى الخليج لمنع أى تدخل فى الشئون العربية والمساس بمصالحها من خلال الوسائل والأساليب المختلفة التى تضمن هذا. وأضاف وزير الخارجية أن القوة العربية المشتركة المقترح إنشاؤها عمل طوعى يهدف إلى تحقيق الاستقرار ولا يهدف إلى مواجهة أى طرف وإنما للدفاع عن المصالح العربية المشتركة، مشيرا إلى السعى للحوار السياسى لنزع فتيل أى توتر أو نزاع قائم فى المحيط الاقليمى والدولى.