«المركزي»: البنوك إجازة الخميس المقبل بمناسبة عيد تحرير سيناء    الحكومة: الجهاز المصرفي جاهز لإتاحة المكون الدولاري اللازم لزيادة احتياطي السلع الأساسية    «التنمية الحضرية» يعلن عن وحدات للتمليك بالقاهرة الكبرى.. تقسيط دون فوائد    الخميس.. إجازة رسمية للبنوك بمناسبة عيد تحرير سيناء    «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي ينسف عمارات شمال مخيم النصيرات بغزة    مفاجأة.. موقف انتقال زيزو وإمام عاشور إلى الدوري السعودي    خلال زيارته لشمال سيناء.. وزير الشباب يشارك في مغامرة يلا كامب بالعريش    طقس الغد شديد الحرارة.. و«الأرصاد» تحذّر من الأتربة والرمال    براءة عدلي القيعي بتهمة سب وقذف رئيس نادي بيراميدز    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي الزراعي 2024 في الفيوم.. تبدأ 8 مايو    علي الحجار يستضيف نادية مصطفى ومصطفى قمر في «100 سنة غنا» الأحد المقبل    اتحاد الناشرين المصريين: تخفيضات تصل إلى 50% في اليوم العالمي للكتاب    نجوم الفن ل«الحياة»: سعداء بمشاركتنا في مهرجان أسوان لسينما المرأة    «الهندسية للانشاء والتعمير-مصر» توقع اتفاقية مع «أكسا مصر»    مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضا    سبورت: بيرناردو سيلفا يقاتل من أجل الانتقال إلى برشلونة    "كانت ناقصك يا تايسون".. أبطال فيلم "شقو" يحتفلون بالعرض الأول في الرياض    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى أهل مصر بمطروح    هل التوت الأسود يرفع السكر؟    ندوة تثقيفية بجامعة الأزهر عن مبادئ القانون الدولي الإنساني.. صور    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    الإسماعيلية تتزين استعدادا للاحتفال بأعياد الربيع (صور)    بيان عاجل وزارة البيئة بشأن تأثير العوامل الجوية على جودة الهواء خلال الفترة المقبلة    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    فانتازي يلا كورة.. سون رهان رابح.. وأفضل لاعبي توتنهام في آخر 6 جولات    جمال علام: أزمة «صلاح» و«العميد» «فرقعة» إعلامية.. و«مو» سيتواجد في معسكر المنتخب القادم| حوار    وزير الدفاع الروسي: القوات الأوكرانية خسرت نصف مليون عسكري منذ بداية الحرب    مجرد إعجاب وليس حبا.. رانيا يوسف توضح حقيقة دخولها فى حب جديد    حماة الوطن: التحالف الوطني نموذج فريد في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء بفلسطين    أحمد بلال البرلسي يطالب بضوابط واضحة لتغطية الجنازات والعزاءات (تفاصيل)    «الرعاية الصحية»: المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل تبدأ في دمياط ومطروح    إحالة بيان الحكومة بشأن الموازنة إلى لجنة "الخطة".. ورفع الجلسة العامة حتى 7 مايو    موجة حارة وعاصفة ترابية- نصائح من هاني الناظر يجب اتباعها    وزير العدل: تشكيل لجنة رفيعة المستوى لوضع مشروع قانون ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    رئيس جامعة عين شمس يبحث مع السفير الفرنسي سبل تعزيز التعاون الأكاديمي    الجريدة الرسمية تنشر قراري مجلس الوزراء بشأن إجازة شم النسيم وعيد العمال    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    الغزاوي: الأهلي استفاد كثيرا من شركة الكرة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    مجلس النواب يحيل 23 تقريرًا برلمانيًّا للحكومة -تعرف عليها    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء التعليم يحددون طرق علاجها امتحانات.. بدون غش أو تسريب
نشر في أكتوبر يوم 24 - 05 - 2015

مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، تطرح قضية الامتحانات نفسها بشدة على الساحة بعد ازدياد حالات الغش والتسريب بهذا الشكل المخيف فى السنوات الأخيرة رغم التدابير والاحتياطات التى تتخذها وزارة التربية والتعليم.
هذه الثغرات والسلبيات التى كشف عنها نظام الامتحانات الحالى تحتم ضرورة إيجاد منظومة جديدة للامتحانات فى مصر لا ينفع معها الغش ولا التسريب.. ولكن ما هى معالم هذه المنظومة؟ وما هو الشكل الجديد المطلوب للامتحانات لمواجهة هذه السلبيات؟ وما هى نوعية الأسئلة المنتظر إدخالها فى الشكل الجديد للامتحانات؟.. أسئلة وجهناها لخبراء الامتحانات والتعليم والتربية.. قبل أن يستفحل الغش وتسريب الامتحانات ويتحول إلى ظاهرة
يقول د.مجدى أمين رئيس المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى إن هناك حلولا كثيرة يبحثها المركز حاليًا لإدخالها على منظومة الامتحانات وتغيير أسلوبها وشكلها بحيث لا ينفع فيها الغش ولا التسريب.. من هذه الحلول أن يكون الامتحان بنظام «أون لاين» على غرار امتحان مسابقة تعيين 30 ألف معلم الذى جرى مؤخرًا.. ولكن تطبيق هذا النظام فى الامتحانات يحتاج إلى توفير أجهزة الكمبيوتر و«النت» فى كل مكان وفى جميع المدارس بالقرى والنجوع بأعداد كبيرة ويتطلب أيضًا تقوية «شبكة النت» لضمان عدم وقوعها.. مشيرًا إلى أن المركز سيبدأ فى تطبيق تجربة الامتحانات «أون لاين» ابتداءً من العام الدراسى القادم على طلبة الصفين الأول والثانى الإعدادى.. لافتًا إلى أن المركز قام بعمل 8 تجارب - حتى الآن - على هذا النظام الجديد فى الامتحانات.. وكلها حققت نجاحًا كبيرًا والهدف هو القضاء على الغش.
وأضاف أمين: حتى يتم إدخال هذا النظام فى الامتحانات وتعميمه على الامتحانات فى مختلف المراحل بما فيها الثانوية العامة فإنه سيحتاج لفترة لن تقل عن 3 سنوات حتى يتم إعداد البنية الأساسية التكنولوجية بالمدارس.
وأوضح د. مجدى أمين أن المركز القومى للامتحانات وضع ورقة امتحانية جديدة بمواصفات معينة لمواجهة الغش مرتبطة بنوع من الأسئلة التى تقيس المستويات العليا للتفكير والفهم.. هذه الأسئلة مرتبطة أيضًا بنموذج إجابة من خلاله يستطيع المصحح أن يعرف هل هذا الطالب «مذاكر وفاهم» أم أنه «غشاش» وسرق الإجابة حيث تعتمد الإجابة عن هذه الأسئلة على ضرورة إبداء الطالب لرأيه لكى يحصل الطالب على الدرجة الفعلية للسؤال كاملة.. كاشفًا أنه سيتم العمل بهذه المواصفات الجديدة للامتحانات مع امتحان الثانوية العامة المقبل.. ومشيرًا إلى أنه قد تم تحميل نماذج تجريبية لامتحانات الثانوية العامة - مؤحرًا - على موقع وزارة التربية والتعليم وكذلك موقع المركز القومى للامتحانات ليتدرب الطلبة على هذا النوع من الامتحانات.. وتركنا الطلبة تقوم بالإجابة عنها ثم قمنا - منذ أيام قليلة - بتحميل نماذج الإجابة النموذجية ليعرف الطلبة الشكل النموذجى للإجابة.. مؤكدًا أنها أسئلة امتحانات تحتاج للإجابة عنها أن يكون الطالب «مذاكر وفاهم وملم بالمنهج» ولا ينفع معها الغش!
وأضاف د. مجدى ل «أكتوبر» أن الورقة الامتحانية الجديدة لامتحانات الثانوية العامة هذا العام ستتضمن من 15 إلى 25 % أسئلة للمستويات العليا حيث تختلف هذه النسبة حسب نوع المادة الدراسية.. مؤكدًا أنها أسئلة لا ينفع أن يتعامل معها إلا الطالب «المذاكر والفاهم» فقط.
ومن ناحية أخرى كشف د. مجدى رئيس المركز القومى للامتحانات أنه فى إطار تغيير منظومة الامتحانات وتطويرها تقدم المركز بدراسة لأن تكون الثانوية العامة من «ترمين» دراسيين وامتحانين فى نفس السنة الواحدة بهدف التخفيف عن الطلبة وإزالة رهبة الامتحان.. التيرم الأول من 3 مواد دراسية يعقبها امتحان ثم إجازة صغيرة يحصل عليها الطالب ويبدأ بعدها التيرم الثانى ويدرس فيه الطالب فى باقى المواد ومواد التخصص ثم يعقبه الامتحان.
ومن جانبه يؤكد د. حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق أنه آن الأوان لتكون هناك منظومة جديدة للامتحانات فى مصر لا تقوم فقط على نجاح الطالب ورسوبه أو تحديد مستقبله المهنى والعلمى وإنما تقوم على قياس عدة مهارات لدى الطالب من أهمها مهاراتا الفهم والاستيعاب وكذلك مهارة ابتكار الإجابات المختلفة عما تلقاه الطالب من معلميه فى المدرسة.. مشيرًا إلى أن المشكلة التى تكمن فى نظام الامتحانات الحالى أن أساتذة التربية الذين تعلموا فى الولايات المتحدة الأمريكية قاموا بنقل نماذج اسئلة الامتحانات إلى الطلاب بصورة طبق الأصل فى حين أن هذا الأسلوب من الامتحانات لا يصلح إلا فى بعض المقررات الدراسية دون الأخرى... بل لا يصلح فى المقرر الواحد وإنما فى بعض أجزائه فقط!
ويؤكد د. حامد أنه ينبغى تغيير أسلوب الامتحانات فى مصر ليكون بشكل مستمر طوال العام الدراسى حتى لا يفاجأ الطالب به فى امتحان نهاية العام.. بمعنى أن تكون هناك نماذج للامتحانات يمر بها الطالب مرة كل شهر - على الأقل - حتى يتغلب على «دهشة» المفاجأة التى تصدم الكثير من الطلاب فى امتحان نهاية العام وبالتالى يتعود الطالب على الامتحانات وشكلها مما يجعل الأمرشيئًا عاديًا عليه؛ الأمر الذى لا يجعله يفكر فى الغش ولا فى تسريب الامتحانات!
ويرى د. حامد أن الشكل المطلوب الذى ينبغى أن تكون عليه الورقة الامتحانية الجديدة أن تتضمن اسئلة متنوعة جزء منها قائم على النظام الأمريكى «صح وخطأ» وجزء آخر قائم على اختيار من متعدد.. وجزء قائم على مطالبة الطالب بكتابة جملة أو فقرة يعبر فيها عن رأيه وفهمه للدرس.. هذا النوع من الأسئلة المتنوعة وخاصة الذى يتطلب أن يبدى الطالب برأيه سيجعل لاجدوى للغش.. وأنه لابد أن يكون الطالب قد استذكر دروسه بقدر من الفهم.
وأوضح أنه لابد أن تكون منظومة الامتحانات الجديدة قائمة على بيئة تزيد من معارف التلميذ وتبرز شخصيته، فضلًا عن استغلال التكنولوجيا الحديثة سواء عن طريق أن يتم تكليف الطالب بالبحث عن بعض الموضوعات الدراسية بنفسه من خلال «النت» أو عن طريق امتحانه من خلالها.. مشيرًا إلى أن أهم عيوب نظام الامتحانات الحالى أن أسئلته قائمة على «تحدث عن كذا» و «اذكر كذا» أو «أذكر أجوبة عامة» لا معنى لها، فضلًا عن اعتماده على الأسئلة التى تقيس الحفظ والتلقين و «الصم» وليست القائمة على قياس المستوى العقلى والذهنى والفكرى للطالب مما سهل من انتشار الغش بهذا الشكل المخيف!
المشكلة وحلها
ومن جانبه يؤكد د. صديق عبد السلام نائب رئيس جامعة الإسكندرية ورئيس رابطة أوائل الثانوية العامة أن منظومة الامتحانات الحالية فى مصر قد عفا عليها الزمن.. وأن العالم كله تحول إلى الامتحانات القائمة على طرح مشكلة ويترك للطالب الممتحن وضع الحلول لها.. موضحًا أن الامتحانات فى العالم كله أصبحت قائمة على الأسئلة الموضوعية بمعنى الأسئلة متعددة الاختيارات والتى لا تحتمل إلا جوابا واحدا فقط.
ويضيف د. صديق - أن الامتحانات الحديثة هى التى يكون الوقت الزمنى للامتحان جزءًا أساسيًا من الامتحان بمعنى أن المدة الزمنية للامتحان تتناسب مع عدد أسئلة الامتحان بحيث لا تسمح ولا تعطى للطالب أى وقت للغش.. وهذا هو المتبع فى الامتحانات فى كل دول أوروبا وكذلك فى امتحانات «التويفل» وامتحانات المعادلة الأمريكية والمعادلة البريطانية فى الطب حيث إن هذه الامتحانات تجرى بدون «مراقب امتحانات» لأن الوقت الزمنى المتاح للإجابة على قدر الأسئلة الموضوعية للامتحان.
ويكشف د. صديق أن الأسئلة المقالية قد انتهت من العالم كله وأصبحت الأسئلة الحديثة هى القائمة على المشكلة وحلها من خلال طرح مشكلة ووضع احتمالات عديدة للحلول.. مؤكدًا أننا نحتاج إلى الأسئلة الامتحانية التى تقوم على تشغيل «الدماغ» والتى لا تحتمل إلا إجابة واحدة صحيحة.. والقائمة على أن الوقت الزمنى المتاح للإجابة هو الذى يكفى للطالب «المذاكر» جيدًا.
وأوضح أن الامتحانات الحديثة أصبحت قائمة على «صح وخطأ» وقائمة على تشغيل «الدماغ» وبالتالى الطالب «الغشاش» فإنه لن يجد له مكانًا مع هذه النوعية من الأسئلة.
ويضرب د. صديق مثالًا لذلك قائلًا إنه كأستاذ جامعى يمتحن 100 طالب فى كلية الطب بمفرده وبدون مراقب لأنه يطبق هذا الفكر فى وضع أسئلة الامتحان التى لا مجال للغش فيها.. مؤكدًا أنه قد يستغرق وضع السؤال الواحد منه ساعة كاملة والذى لا يتحمل الإجابة عنه إلا إجابة واحدة فقط.. وموضحًا أن الأسئلة الحديثة حاليًا هى القائمة على اختيار من متعدد مع ذكر السبب فى سطر أو سطرين بالكثير.
وفى نفس السياق يؤكد د. أحمد إبراهيم أستاذ الإدارة التعليمية بجامعة بنها انتشار الغش فى الامتحانات فى القرى والمناطق النائية والبعيدة.. وأنه مهما اتخذ المسئولون من أساليب وتدابير فإنهم لن يستطيعوا تحجيم الغش، ولكن إذا أرادوا التعامل مع هذه الظاهرة السلبية فإنه يكون من خلال تغيير نمط أسئلة الامتحانات والذى يتطلب تنفيذه أن يتم تغيير نمط التعليم وأيضا تجهيز المعلم للتعامل مع هذا النمط الجديد.. موضحا أن التعامل مع هذه الظاهرة السلبية وهى «الغش» يحتاج إلى أن يكون نمط الأسئلة بالورقة الامتحانية قائما على عدم التوقع، بحيث يحدث نوع من «الكهربة» للدروس الخصوصية التى يتدرب الطلبة على نوع من الأسئلة والتوقع للامتحان.
ولكى ننفذ هذا النمط الجديد للامتحانات كما يقول د. أحمد فإنه يحتاج إلى معلم مدرب على كيفية وضع الأسئلة الامتحانية غير المكررة وغير المعتادة.. مطالبا بأن تكون أسئلة الورقة الامتحانية قائمة على الأسئلة التحليلية بجانب الاسيتعاب، بالإضافة إلى الأسئلة القائمة على الاختيار من متعدد.. وإكمال الفراغات والربط بين الفقرات وأسئلة مضاهة الكلمة بالكلمات الأخرى، فضلا عن تضمين الورقة الامتحانية جزءا من الأسئلة الموضوعية وأخرى المقالية.. هذا التنوع فى الأسئلة يجعل من الصعوبة أن يحدث الغش.. وهذا الأسلوب من الامتحانات معمول به فى الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك السعودية.
ولكن المشكلة فى هذا النوع من الامتحانات- كما يقول د. أحمد- والقائم على الاختيار من متعدد والربط بين الفقرات ومضاهات الكلمات لا ينفع مع الأعداد الكبيرة من الممتحنين داخل اللجان، وإنما يتطلب أعدادا محدودة من الممتحنين ولذا فإنه يقترح تركيب الكاميرات داخل لجان الامتحانات للكشف عن الغشاشين، وكذلك الجدية فى تطبيق العقوبات وفقا للقانون ضدهم.
امتحان «الكتاب المفتوح»
حان الوقت لتكون أسئلة الامتحانات قائمة على التحليل والفهم أكثر من قياس الحفظ.. هذا ما يؤكده د. حسن شحاتة أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، مطالبا بأن تعتمد الإجابة عن الأسئلة بأكثر من إجابة وعدم ارتباط الإجابة عن السؤال بإجابة واحدة.. وهذا يحتاج إلى تدريب المعلمين والمصححين على كيفية التعامل مع الإجابات المختلفة وعدم الالتزام بنموذج الإجابة الموحدة، كما هو معمول به حاليا وهذا من أكبر مساوئ الامتحانات فى مصر والذى يعتمد على التقيد «بنموذج للإجابة» لأنه يقتل الإبداع والتفكير.. مؤكدا أن الأسئلة الامتحانية التى تعتمد على الإجابات المتعددة تساعد على الفرز بين المتعلمين على عكس النظام الحالى للامتحانات الذى لا يميز بين الطالب المتفوق والطالب العادى أى متوسط المستوى العلمى.
ويقترح د. حسن إدخال نظام امتحان «الكتاب المفتوح» والذى يقوم على أن يدخل الطالب الامتحان ومعه الكتاب الدراسى المقرر ويكون التميز بين الطلاب الممتحنين فى طريقة الإجابة والتفكير وإبداء الرأى التى تؤكد أنه على قدر من الفهم للدرس وليس قام بنقل الإجابة حرفيا من الكتاب.. مؤكدا أن هذا النوع من الامتحانات يعظم ثقافة الإبداع والتفكير ويقضى على الرهبة من الامتحانات.
ويضيف د. حسن أننا نريد منظومة امتحانات من خارج الصندوق القائمة على الأسئلة التى تعتمد على التحليل وضرب الأمثال والتى تقيس القدرات العقلية والذهنية.
وفى السياق ذاته يطالب د. سمير أبو على العميد الأسبق لكلية التربية جامعة الإسكندرية بأن تكون الأسئلة الامتحانية بعيدة عن التقليدية وأن تتضمن الورقة الامتحانية عددا كبيرا من الأسئلة حتى لا يكون هناك متسع من الوقت لدى الطالب للغش أو تلقى الإجابات بعد تسريب الامتحانات.. مؤكدا على ضرورة اعتماد الأسئلة على التفكير والتركيز وبالتالى لا تكون هناك فائدة للغش.
ويقترح د. أبو على أن تكون ورقة أسئلة الامتحان مع ورقة الإجابة فى كراسة واحدة منعا للغش ومنعا لتبادل الطلاب ورقة الأسئلة فيما بينهم فى كتابة الإجابات لبعضهم.
ويتفق د. أبو على مع د. حسن شحاتة بأن تكون أسئلة الامتحانات تحتمل أكثر من إجابة.. مطالبا بإلغاء امتحانات الشهادات وخاصة الثانوية العامة وجعلها امتحان نقل عادى أى امتحان «نجاح ورسوب» فقط.. كسنوات النقل.. وأن يعقد امتحان للقبول بكل كلية وفق شروط ومعايير ضمانا للشفافية والنزاهة.. فهذا يقلل من ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات التى تفشت فى الآونة الأخيرة وكذلك يقضى على رهبة الامتحانات.
التعليم الصحيح
كما يقترح د. أبو على بتغيير نظام الدراسة ونمط التعليم ليعتمد على حصول الطالب على المعلومة ليس من الكتاب المدرسى فقط، وإنما من مصادر أخرى متنوعة.. وأن يكون نظام الامتحانات قائما على نفس الشاكلة بمعنى أن يجيب الطالب عن الأسئلة بإجابات مختلفة كلها فى المحتوى الصحيح.. مؤكدا أن حكاية أن نعطى الطالب كتابا دراسيا ليحفظه ثم نمتحنه فيه.. فهذا ليس تعليما.. ولكن التعليم الصحيح هو أن نعطى الطالب منهجا ونطالبه بالتفكير فى الحصول على المعلومة من مصادر أخرى غير الكتاب المدرسى.. وأن يكون دور المعلم هو المرشد الأكاديمى.. هذا الأسلوب فى التعليم والامتحانات يجعل لدينا طالبا يبدع ويبتكر ويبحث عن المعرفة بنفسه وبالتالى لا يكون للغش أو تسريب الامتحانات مكان، مؤكدًا أن الغش وتسريب الامتحانات يظهر فقط فى نظام التعليم العقيم القائم على التلقين والمصدر الواحد المتمثل فى الكتاب المدرسى.. وموضحا أن العملية التعليمية ليست طالبا نقوم بامتحانه وليست عملية نجاح ورسوب ولكن الهدف منها هو خلق طالب مبدع ويعرف كيف يفكر.
ومن ناحيتها ترى د. نادية جمال الدين أستاذ أصول التربية بجامعة القاهرة أن الحل فى إدخال نظام أعمال السنة بالشهادات العامة الابتدائية والإعدادية والثانوية مما يقلل من الغش.. مع الاعتماد فى الامتحانات على الأسئلة الموضوعية القائمة على احتمال الإجابة عنها بأكثر من جواب، وكذلك استخدام الامتحانات الأمريكية التى تعتمد على التفكير مثل «أكمل الجمل» وأسئلة «صح وخطأ» مع التعليل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.