مازالت أصداء كارثة حرق الكتب بإحدى مدارس الجيزة تلقى بظلالها علينا والبالغ عددها 82 كتابًا - بالتمام والكمال - تم حرقها بمعرفة لجنة شكلتها وكيلة وزارة التربية والتعليم بالجيزة بحجة أنها لمؤلفين وكتاب من أعضاء جماعة الإخوان وأصحاب الفكر الإرهابى الفاسد!!.وما زاد الطين بلة البيان الذى أصدرته وزارة التربية والتعليم والصادر من مكتب الوزير وقالت فيه: إنها سمحت بحرق هذه الكتب لأنها تحرض على الإرهاب ومن بينها كتب للدكتور عبد الحليم محمود وأخرى للأزهرى الكبير الشيخ على عبد الرازق وللفقيه القانونى عبد الرازق السنهورى والكاتب الصحفى رجب البنا رئيس مجلس إدارة دار المعارف ومجلة أكتوبر الأسبق الذى اعتبروه -بصريح العبارة- فى البيان أنه ينتمى لجماعة الإخوان وغيرهم أمثال الكاتب الصحفى القبطى رشاد كامل والكاتب سمير رجب وجلال ديدوار والدكتور زغلول النجار.. علمًا بأن معظم هذه الكتب منسوبة لدور نشر قومية. مما دفع البعض للتفكير فى تحريك دعوى قضائية ضد الوزارة لمواجهة هذا الجهل الفكرى والثقافى والتعليمى.. ورأت «أكتوبر» أن تفتح ملف هذه القضية الخطيرة حيث واجهنا وكيلة الوزارة بالجيزة د.بثينة كشك (وبطلة حرق الكتب) لمعرفة من أين أتت بهذه الادعاءات؟ وكيف لا تعرف أسماء هذه الرموز الفكرية والدينية وتتهمهم بهذه الاتهامات الباطلة؟. الكتب التى شملها الحرق نجد من أهمها كتاب «منهج الإصلاح الدينى» للمفتى الأسبق د.عبد الحليم محمود والذى يتناول فيه تطبيق الإسلام فى حياتنا اليومية ودور الدين فى الإصلاح الاجتماعى وطريقة تكوين شخصية المسلم الحق مع تطبيق مبدأ الالتزام والتوكل على الله.. وكذلك كتاب «الإسلام وأصول الحكم» للشيخ الأزهرى الكبير على عبد الرازق والذى كان لصدوره عام 1952 ضجة كبيرة بسبب رفضه فكرة الخلافة الإسلامية ودعوته لتطبيق نظام الحكم المدنى وهو ما تسبب فى أزمة سياسية ودينية واسعة ودعت هيئة كبار علماء الأزهر إلى محاكمته وفصله من العمل كقاض وقيل حينها إن قرار الأزهر جاء بأوامر من الملك أحمد فؤاد الذى كان يمهد لتكوين خلافة إسلامية فى مصر بعد انهيار تركيا.. كما تم إحراق كتاب يرد على الشيخ على عبد الرازق وهو «أصول الحكم فى الإسلام» لاستاذ القانون د.عبد الرازق السنهورى الذى يقول فيه إن إنكار علاقة الإسلام بالسياسة والحكم وهو تأويل غير صحيح للرسالة المحمدية وإنكار دون دليل للحقائق التاريخية الثابتة.. مؤكدًا أن «النبى» صلى الله عليه وسلم، كان فى مكة بنى حزبًا وكان فى المدينة زعيم أمة ومنشئ دولة ورأس الحكومة الإسلامية وكان وليًا على المسلمين فى أمور دنياهم.. وأيضًا كتاب «البحث عن المستقبل» للكاتب الصحفى الكبير رجب البنا رئيس مجلس إدارة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة أكتوبر الأسبق يتناول فيه قضايا الإصلاح الشامل وعلى رأسها قضية إصلاح التعليم.. تقول د.بثينة كشك وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة إن حرق الكتب جاء بناء على قرار لجنة تم تشكيلها من المديرية والإدارة التعليمية بالهرم وتعليمات من الجهات الأمنية باحراقها. السبب فى حرق هذه الكتب أنه تم اكتشافها سابقًا وتم مصادرتها وتحريزها إلى أن أصحاب المدرسة جلبوا نسخًا أخرى منها وتم وضعها بمكتبة المدرسة ولذلك أخذنا قرارًا بحرقها كرسالة لمعتنقى هذه الأفكار لعدم السماح بانتشارها فى المدارس!. فقد ثبت أن هذه الكتب غير مصرح بها من قبل الوزارة للوضع بمكتبات المدارس بناءًا على فحص اللجنة التى تم تشكيلها لمراجعتها كما تم اكتشاف أن غلاف الكتاب يختلف تمامًا عن المتن والمحتوى.. وأن الكتب محرفة من داخلها وتحتوى على نفس اسم الكتب الأصلية على الغلاف ومنها كتاب الشيخ عبد الحليم محمود باسم «الإصلاح الإسلامى» وداخل الكتاب عنون آخر وهو «إصلاح الإسلام»!!. وعلى الجانب الآخر قال الكاتب الصحفىالاستاذ رجب البنا كيف يتم إدراجه ضمن جماعة الإخوان وهو له كتب ومقالات عديدة منذ 20 عامًا تحارب الإخوان نشرها فى مجلة أكتوبر والأهرام.. مؤكدًا أنه معتمد ضمن قائمة الوزارة منذ عام 1995 أى ما يقارب 20عامًا.. وأنه له 12كتابًا كلها فى مكتبات المدارس. وأكد البنا أن واقعة حرق الكتب هذه تعيد للأذهان واقعة تنظيم «داعش» بحرق المكتبات.. موضحًا أنه يبحث إقامة دعاوى قضائية على الوزارة ووكيلة الوزارة (بطلة حرق الكتب) . كما أبدى الاستاذ رجب البنا تعجبه أيضًا من موقف وزير التربية والتعليم د.محب الرافعى الذى استقبل العاملين بإدارة الجيزة والمتجمهرين أمام الوزارة لاعتراضهم على تحويل د.بثينة كشك وكيلة الوزارة للجيزة للتحقيق حيث طمأنهم الوزير بأن ليس هناك أى إدانة للوكيلة ولن يوقع عليها أى جزاءات.. الكتب التى تم حرقها - «منهج الإصلاح الإسلامى» د. عبد الحليم محمود - «الإسلام وأصول الحكم» د. على عبد الرازق - «أصول الحكم فى الإسلام» د. عبد الرازق السنهورى - «البحث عن المستقبل» للكاتب الصحفى رجب البنا - «زواج هز عرش مصر» للكاتب الصحفى رشاد كامل - «عدو الإسلام» للكاتب الصحفى جلال ديدوار - «للسياسة رجال» للكاتب الصحفى سمير رجب - «أحداث النهاية» للداعية محمد حسان - «صفات المسلمة الملتزمة» للداعية السلفى محمد حسين يعقوب - «هذا هو النبأ العظيم» د. زغلول النجار - «جمال الدين الأفغانى» عثمان أمين - 7 كتب صادرة عن المجلس القومى لمكافحة المخدرات