ازداد الوضع الفلسطينى سوءاً بحادث مخيم اليرموك، وتردى الوضع الإنسانى باستهداف الأطفال، بعد أن قتلت داعش عشرات الفلسطينيين منهم ثلاثة قطع رءوسهم وإعدام ثلاثة آخرين رمياً بالرصاص، كما أحكمت داعش الإرهابية قبضتها على من فروا بإطلاق النار لترهيبهم ومنعهم حتى من حق الهروب وتم القبض على 70 لاجئاً فلسطينياً وهناك ألفا لاجئ فلسطينى تم إجلاؤهم من المخيم بعد أن أسرت داعش أعدادا كبيرة منهم. من هنا يظهر المشهد الفلسطينى داخل الأراضى المحتلة وخارجها ليظهر ما تخفيه القضية الفلسطينية فى جعبتها، فلم يظهر احتلال داعش لليرموك إلا موقف أكثر انفصالاً بين الفصائل الفلسطينية، ومن جانب آخر يظهر مؤامرة أعدتها إسرائيل لتضييق الخناق على الفلسطينيين بكل مكان، فهى تعتبر أن حتى شتات الفلسطينيين خارج بلادهم أمراً جيدا ويجب ألا ينعموا به على الرغم من أنه وضع غير آدمى يحفه الجوع والمرض والآلم، ولم يسلم الفلسطينيون طول وجودهم باليرموك من ضيق الحصار الذى فرضه عليهم الرئيس السورى بشار الأسد ولم يسلموا من الاعتداءات عليهم من قبل المتمردين الذين يقومون بإشتباكات مستمرة مع قوات الجيش السورى على أطراف المخيم. تتكاتف الفعاليات فى قطاع غزة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية لتأمين الفلسطينيين باليرموك والتى كانت نتيجتها فتح ممر لتأمين خروجهم من هناك وتسهيل وصول المساعدات والإغاثة للمصابين ووسط أزمة الفلسطينيين باليرموك، وعلى الرغم من هذا يزداد الوضع سوءاً بتزايد تبادل الاتهامات بين الفصائل الفلسطينية، فتح وحماس، بالتقصير وعدم الاهتمام. فحماس ترى أن منظمة التحرير الفلسطينية وفتح وجميع القيادات مقصره فى حق فلسطينيى اليرموك، وأوضح مشير المصرى قيادى بحماس أن منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تضع يدها فى يد فصائل الشعب الفلسطينييون لصالح أزمة الفلسطينيين باليرموك، متهماً إياها بلعب دور الحاضر الغائب فى تلك القضية، مشيراً المصرى إلى ضرورة إتخاذ المنظمة أدوارا مسئولة بعيداً عن أى مراهنات بأن هناك قوى خارجية تستطيع إنقاذ شعبها، كما أنها يجب أن تتخذ أدوارا جريئة لإنقاذه. وعلى الصعيد الآخر استهجن القيادى الفتحاوى دكتور أيمن الرقب الوضع قائلاً لقد تعود شعبنا على الشتات وهناك مئات من أبناء شعبنا المشردين فى سوريا موجودون فى سجون عديدة خارج حدود سوريا لأنهم لم يجدوا بلدا تقبلهم، وما يحدث فى مخيم اليرموك بسوريا جريمة تكشف ماهية داعش ،هذا التنظيم الذى لم يطلق رصاصة على العدو الصهيونى وانزل جم حقده على شعبنا الأعزل، قد يتفاجأ البعض أن من جر مخيم اليرموك لمثل هذه المعارك هى حركة حماس التى شكلت لها ميليشيات مسلحة فى مخيم اليرموك بعد الأحداث فى سوريا واشتبكت مع النظام السورى من قبل.. وبعد المعلومات تتحدث أن جزءًا من مقاتلى حماس بسوريا انضم لتنظيم داعش، على الرغم من إعلان حماس كما جاء فى رويترز عن إرسال قوات تابعة لحماس لمساندة شبكة دعم المخيمات للاجئين الفلسطينيين فى سوريا. وعلى الصعيد الإسرائيلى، أثبتت قرائن فلسطينية أن هناك يدا كبيرة لإسرائيل فيما يحدث للفلسطينيين بحصار اليرموك ونشرت القيادات الفلسطينية مؤخراً خبراً عن وجود عملاء لإسرائيل داخل اليرموك مهمتهم تسهيل وجود الجماعات الإرهابية وسط اللاجئين الفلسطينيين، حيث جاء نضال أبو العلا «أبو همام» المسئول الأمنى فى بيت المقدس بقائمة بها أسماء الذين تعاونوا فى مخيم اليرموك مع بعض المجموعات الصهيونية وجماعات داعش لتسهيل دخولهم إلى اليرموك قبل الأحداث الأخيرة هناك على رأسهم عصابات النصرة، التى تضم أمير النصرة أبو خضر ووالده أبو بلال وأبو على الصعيدى وأبو حسن كنان وبعض المسلحين المحسوبين عليها والذين بايعوا داعش لاحقا لمساعدتها فى دخول مرتزقتهم إلى هناك والتخلص من أكناف بيت المقدس المرسلة للدفاع عن الفلسطينيين باليرموك، مقابل مساعدة داعش لهم فى استرجاع مقراتها التى خسرتها فى بيت سحم وبيلا إثر معارك مع مسلحى البلدات حيث تقوم عصابة داعش بحشد كبير لمرتزقتهم على أطراف المخيم الجنوبية لفتح معارك جديدة فى يلدا وبيلا وبيت سحم وتقاطع صفد وصولا. ورداً على هذا انضم «أبو همام» هو ومجموعة من الأكناف إلى جانب اللجان الشعبية وفصائل التحالف الفلسطينية وقوات الدفاع الوطنى لقتال داعش الإرهابية وأرسلت جماعة بيت المقدس الفلسطينية قواتها للوقوف بجانب اللجان الشعبية وفصائل التحالف الفلسطينية وقوات الدفاع الوطنى لقتال داعش وحلفائها من النصرة وأجهزة عملاء إسرائيل المزروعين هناك. جاء هذا فى الوقت الذى صرح فيه المتحدث الرسمى لوكالة الأونروا كريس جونز بأن هناك 94 مدنيا تمكنوا من الفرار منهم 43 امرأة وعشرين طفلاً واللاجئون الباقون تلقوا المساعدات الطبية والإنسانية وتم إبعادهم عن مناطق الإشتباك. كما أشارت صحيفة إسرائيل اليوم، إلى إعلان خبراء سياسيين عن ترك ثمانية عشر ألف فلسطينى مخيم اليرموك خلال أربع سنوات مضت هاربين من القذف والغارات الجوية والقتال فى الشوارع بين قوات الجيش السورى والمنظمات الفلسطينية المعترضة على سيادة بشار الأسد للمخيم وإخضاعه لحماية العاصمة السورية دمشق.